|
|
|
مقالات |
|
. |
الحياة بطُنّ واحد تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 / عدد 164 |
|
|
|
خفضت عائلة ليندل في السويد انبعاثاتها الكربونية من خلال نمط عيش يقوم على سلوكيات معدلة وتكنولوجيا مبدعة، ضمن مشروع تجريبي دام ستة أشهر. وقد اختتم وزير الشؤون البيئية أندرياس كارلغرن في 13 حزيران (يونيو) الماضي مشروع «حياة طن واحد» في هسلباي خارج استوكهولم.
خلال ستة أشهر، عاشت العائلة حياة ذكية مناخياً، وجهودها منصبة على تخفيض انبعاثاتها الكربونية من 7,3 أطنان الى طن واحد للفرد في السنة. وهذا يستجيب للمستوى الذي قد يكون ضرورياً عالمياً لتفادي تغيرات مناخية خطيرة.
العائلة المكونة من الأب نيلز والأم أليسيا والولدين هانا وجونثان انتقلت الى منزل كفوء طاقيّاً في كانون الثاني (يناير) 2011، وتم تزويدها بسيارة كهربائية C30 قدمتها فولفو مساهمة في تخفيض انبعاثاتها الكربونية المتعلقة بالنقل.
للمنزل الخشبي جدران ثلاثية الطبقات مزودة بعوازل متطورة ونوافذ وأبواب تسمح بتسرب حد أدنى من الهواء. ومن خلال نظامه الفوتوفولطي الشمسي يعتبر المنزل منتجاً صافياً للطاقة. وكل الكهرباء التي لا تستهلكها العائلة تغذى بها الشبكة العامة أو تستعمل لاعادة شحن السيارة الكهربائية، التي لا تطلق أي انبعاثات كربونية عندما يعاد شحنها بكهرباء متجددة.
أظهر انخفاض انبعاثات العائلة بنسبة 80 في المئة أن الهدف الذي حددته الحكومة لخفض الانبعاثات الكربونية في السويد بنسبة 40 في المئة بحلول سنة 2020 هو في متناول أي أسرة تستعمل أفضل الخبرة والتكنولوجيا المتوافرتين. قالت أليسيا لندل: «في سعينا لتخفيض انبعاثاتنا الى 2,5 طن، لم نضطر الى تقديم تضحيات كبيرة على حساب نمط عيشنا اليومي. لكن في مرحلة لاحقة ازدادت الأمور صعوبة، وبات العيش على مستوى 1,5 طن تجربة قاسية».
خلال مدة ستة أشهر، انتقلت عائلة ليندل من فيـلا عادية تعود الى سبعينات القرن العشرين وسيـارة عمرها عشر سنين الى منزل خشبي جديد ذكي مناخياً من صنع A-hus، وسيارة فولفو C30 كهربائية تعمل بالبطارية. وقدمت لها محطة «ووترفول» كهرباء متجددة وتدريباً على استهلاك الطاقة بكفاءة. أما ICA و«سيمنز» فهما شريكا المشروع في مجالي تزويد الطعام والتجهيزات المنزلية.
حققت العائلة أفضل تقدم في النقل واستهـلاك الكهرباء. فقد انخفضت الانبعـاثات من النقـل أكثر من 90 في المئة، وسبب ذلك بالدرجة الأولى أن السيـارة الكهربائية يعاد شحنها من محطة كهرمائية. ومنـزل العائلة ينتج قسماً من الكهرباء التي يحتاج اليها، ويحصل على كهرباء تكميلية متجددة من المحطة الكهرمائية، ما يخفض انبعاثاته الكربونية من الكهرباء المشتراة الى صفر تقريباً. وقد انخفضت الانبعاثات الكربونية الكلية من منزل الأسرة أكثر من النصف.
الطعام هو المجال الثالث الذي حققت فيه العائلة تقدماً لافتاً. فمن خلال الامتناع عن رمي الطعام، واختيار الأصناف بحكمة، والتنويع في اختيار اللحوم وتناول المزيد من الخضار، يستطيع أي شخص أن يخفض انبعاثاته الكربونية. وقرابة نهاية مدة التجربة، بات أفراد العائلة يتناولون أطباقاً نباتية فقط، وتم استبدال منتجات الألبان والبيض بالصويا وبدائل أساسها الشوفان.
ومن أجل تخفيض أكبر في الانبعاثات خلال الأسبوع الأخير من المشروع، قررت العائلة تقليص مساحة منزلها بإقفال إحدى غرفه. قال نيلز: «خلال تلك المرحلة الأخيرة تجنبنا معظم الطعام الذي نتناوله عادة. كما تخلينا عن التلفزيون وعن التسوق وارتياد المقاهي والمطاعم. لكن «حقيبة الظهر» التي تزن 900 كيلوغرام منعتنا من بلوغ هدف الطن الواحد». و«حقيبة الظهر» هذه تمثل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن تصنيع منتجات متنوعة، مثل المنزل واللاقطات الشمسية والسيارة والأثاث والملبوسات.
وخلص نيلز الى القول: «لم يكن بمقدورنا تخفيض الانبعاثات الناجمة من الانتاج. لكننا أثبتنا أن باستطاعتنا الاقتراب كثيراً من طن واحد بالخبرة والحافز الصحيحين. ليس هذا فحسب، بل هي تجربة ممتعة ومغامرة تثقيفية حقيقية».
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
اضف تعليق |
|
|
|
|
|
|