المجزر الآلي في البساتين أضخم مجزر ليس في مصر وحدها بل في الشرق الأوسط بأسره. فهو يتولى وحده ذبح أكثر من 45 ألف رأس من جميع أنواع المواشي شهرياً. وتبلغ جملة إنتاج اللحوم فيه 70 ألف طن سنوياً، أي ما يزيد على نصف ذبائح مجازر الجمهورية كلها.
في المجزر يوفر مغسلة تتم فيها مراحل التعقيم المستخدمة، سواء من الأطباء البيطريين أو الفنيين. وهذا يضمن عدم تسرب الميكروبات والطفيليات والديدان الناقلة للأمراض والتي قد يحملها الحيوان الذي تم ذبحه. وفيه محرقة لإعدام الأجزاء المصابة من اللحوم، ومحطة صرف صحي.
يقول الدكتور مجدي علام، رئيس مكتب جهاز شؤون البيئة في القاهرة الكبرى والفيوم، ان عملية الصرف الصحي في المجزر تتم بعد فصل المخلفات الصلبة عن السائلة، وهذا يسهل الاستفادة من المخلفات الصلبة في تصنيع السماد العضوي من روث الماشية وغيره. وعن الإجراءات الوقائية، يقول الدكتور مصطفى علي سويفي مدير عام المجزر ان توقيع الكشف الطبي على الحيوان يتم قبل ذبحه وأيضاً بعد الذبح. فإذا تم اكتشاف إصابة يتم إعدام اللحوم المصابة فوراً بالمحرقة. أما دماء الحيوانات المذبوحة فيتم سحبها إلى محطة الصرف الصحي وتنقيتها. وترفع المواد الصلبة إلى أحواض الترسيب بواسطة "كباشات" خاصة. والمياه يتم إطلاقها في خط طرد خاص بالمجزر الى المشروع العام للصرف الصحي في حلوان. أما مخلفات الكرش والروث فترفعها إحدى شركات النظافة التي تتولى أيضاً نظافة المجزر.
وأضاف سويفي أن نسبة اللحوم التي يتم إعدامها سنوياً لا تزيد عن نصف في المئة من جملة اللحوم البلدية التي يتم ذبحها. والإصابة الغالبة في الأبقار هي حويصلات الديدان الشريطية، والسل العام، والتسمم الصديدي العام، وبعض الأمراض المعدية الأخرى.
كثيرون لا يفكرون من أين تأتي اللحوم التي يأكلونها، فهم يشترونها من "جزار" علقها داخل متجره أو خارجه. معظم اللحوم، خصوصاً التي تباع في المدن، تأتي من المجازر (المسالخ). وغني عن القول أن ادارة هذه المجازر على أسس بيئية سليمة أمر له أهميته القصوى، لأن أي تجاوز له خطورته، إذ يتعلق بسلامة المواطنين.
|