Tuesday 16 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
مقالات
 
روب ريتشلي (لندن) عائـلات بيئية   
كانون الأول (ديسمبر) 2004 / عدد 81
 مشروع تجريبي يمكِّن الأسر من تقليل نفاياتها المنزلية واستهلاكها للموارد من خلال العمل معاً في فرق صغيرة، كان ناجحاً الى حد دفع أعضاء في البرلمان البريطاني الى التوصية بتوسيعه ليشمل جميع أنحاء المملكة.
شاركت 200 أسرة في مقاطعة نوتنغهامشاير وسط بريطانيا في المرحلة التجريبية لمشروع ''الفرق البيئية '' (EcoTeams).فخفضت معاً استهلاكها للمياه المنزلية أكثر من الخُمس، وقللت النفايات التي تنتجها بمقدار النصف تقريباً.
الفكرة وراء أسلوب هذا العمل الجماعي هي أن كثيراً من الناس يريدون التقليل من تأثيراتهم على البيئة، لكنهم يفتقرون الى معلومات كافية للقيام بذلك. ومن خلال قياس معدلات التحسن، تستطيع الأسر تغيير سلوكها وتأدية دورها في مستقبل أنظف وأكثر استدامة.
يضم كل فريق بيئي ما بين ست وثماني أسر. ويشمل البرنامج ستة اجتماعات خلال نحو ستة أشهر. وبالتدريج، يشجع الأسر على تبني عادات أكثر صداقة للبيئة وأوفر مصروفاً، ويزودها بالمساعدة والنصح العمليين وغير المبهمين.
التركيز هو على الأسرة بدلاً من الفرد، بحيث تعمل الأسر الأعضاء في الفريق البيئي مع أسر أخرى في الحي لتغيير سلوكها في مجالات كفرز النفايات واعادة تدويرها، واستهلاك المياه والغاز والكهرباء، والنقل. ويراقَب نجاح هذه التغيرات من خلال عمليات كشف أسبوعية على عدّادات الغاز والكهرباء ووزن كمية النفايات التي تنتجها كل أسرة.
تقول بيني بويزر منسقة البرنامج: ''الفريق البيئي ليس مجرد مجموعة نقاش، انما هو ورشة عمل حيث تترجم الكلمات والأفكار الى أفعال''. وتضيف: "كون السكان أعضاء في فريق بيئي يساعدهم على أن يصبحوا أكثر ادراكاً لهذه المسائل وأن يوفروا المال والموارد بسرعة وسهولة وفعالية. فتستفيد بيئتهم المباشرة الى حد كبير، وهم يلاحظون المكافأة في جيوبهم أيضاً".
تدير المشروع التجريبي خطة العمل العالمية(GAP)، وهي منظمـة خيرية بيئيـة دوليـة لهــا فــروع في 18 بـلـداً، وتمــوله منظمة Biffaward  ومجلسا مقاطعتي روشكليف ونوتنغهامشاير وصندوق مدخرات الطاقة في بريطانيا. وقد اجتذب المشروع اهتمام لجنة التدقيق البيئي في البرلمان ومجموعة من النواب زاروا مؤخراً منزل بيني بويزر لمناقشة الفرق البيئية في نوتنغهامشاير، وسمعوا أقوال الاولاد والآباء والأمهات الذين يشكلون الفرق. وأوصى تقريرهم بأن يوسع أسلوب الفرق البيئية ليشمل انحاء البلاد وأن يدعم بمال حكومي.
البرنامج مبني على ''دفتر عمل'' يعالج ستة مجالات تباعاً: النفايات، والغاز، والكهرباء، والمياه، والنقل، والاستهلاك. ويشرح دفتر العمل كل موضوع، والأهداف المرجوة، والاجراءات التي يمكن أن تتخذها الأسر لبلوغ هذه الأهداف.
كانت النتائج في نوتنغهامشاير مذهلة. فقد أظهرت التخفيضات الاجمالية التي حققتها 200 أسرة في مجالات رئيسية ما يأتي:
- 49في المئة انخفاضاً في النفايات.
- 22في المئة انخفاضاً في استهلاك المياه.
- 10في المئة انخفاضاً في استهلاك الكهرباء.
- 17في المئة انخفاضاً في استهلاك الغاز.
ومما قالته احدى الأسر: "كنا دائماً واعين للضغوط على البيئة والحاجة الى الحفاظ على موارد الأرض، لكن كون أسرتنا عضواً في فريق بيئي يشجعنا على وعي أكبر. وكان مساعداً أن نتصل بأشخاص لهم التفكير ذاته، وكفائدة اضافية، أن تتاح لنا فرصة للتعرف على بعض الجيران".
مما يثير الدهشة أن الحصول على نتائج واقعية لا يحتاج الا الى قليل من الوقت، نحو ساعة في الشهر لاجتماع الفرقة وبضع دقائق لقياس نتائج كل أسبوع. واذا احتاج الأعضاء الى نصائح أو اختلط عليهم أي جانب من البرنامج، فان مدرب الفرقة أو منسقة المشروع لا يبعدان عنهم الا مسافة اتصال هاتفي.
مايكل وديبرا ريتشر زوجان من قرية فلينثام القريبة من مدينة نوتنغهام، لم يبديا في حياتهما أي اهتمام بالمسائل البيئية. لكن كل شيء تغير عندما انضم ولداهما توم (14 سنة) وجاك (17 سنة) الى الفريق البيئي المحلي. يقول مايكل ريتشر: "الولدان كانا شديدي التحمس. ولم أكن أعطي هذه المسائل حتى اهتماماً ثانوياً، لكن عندما بدأنا نفكر فيها كأسرة، وجدنا أن في وسعنا التغيير".
أسرة ريتشر، بقيادة توم الشديد الحماسة، قللت استهلاكها للطاقة والمياه، واشترت بضع دجاجات لتأكل فضلات الطعام وتعطي بيضاً. وبات صندوق النفايات أمام المنزل، الذي كان يمتلئ كل أسبوع حتى يفيض، يحتاج الآن الى شهر لكي يمتلئ.
إليزابيث براند عضو آخر في فريق فلينثام البيئي. تقول: ''كان فريقنا أول فريق يضم أولاداً يمثلون الأسر. وهو من أنجح الفرق. قبل ذلك لم يكن الاولاد يعلمون أن لهم أي تأثير على الاسرة ولا يعرفون كيف يعيدون تدوير الأشياء. ومن خلال الفريق استطاعوا فعلاً نشر الرسالة وإشراك أمهاتهم وآبائهم في العمل وجعل الأسرة برمتها تفكر بيئياً. وقد أحدث ذلك بالفعل تغييراً كبيراً''. وأضافت أن الفريق كان عملياً في لفت الانتباه الى أمور كثيرة واسترجاع أفكار تقليدية، مثل وضع ورق الألومنيوم خلف رادياتورات التدفئة المنزلية لعكس الحرارة، واطفاء الأضواء عندما تكون الغرفة خالية.
الفرق البيئية العائلية قد تعمّ بريطانيا في وقت قريب. وهي تجربة ناجحة يمكن الاقتداء بها في كل الأقطار.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.