لندن ـ «البيئة والتنمية»
اندفعت مجموعة من طيور البطريق الإمبراطوري من أعماق بحر روس في القارة القطبية الجنوبية (أنتارتيكا). صوَّرها الكندي بول نيكلن قبل بلوغها ثقباً في الجليد، فأحرز جائزة أفضل مصوري الحياة الفطرية لسنة 2012.
وفاز بجائزة فئة الشبيبة الفتى البريطاني أوين هيرن عن صورته «مسارات الطيران»، وفيها حدأة حمراء تحلق قبالة طائرة بعيدة فوق مزرعة جده.
هذه المسابقة السنوية، التي مضى عليها 48 عاماً وينظمها متحف التاريخ الطبيعي في لندن و BBC برعاية شركة Veolia للحلول المائية، استقطبت نحو 84 ألف صورة من 98 بلداً. وقد نظرت فيها لجنة محكمين محترفين، وأعلن عن المصورين الفائزين في احتفال أقيم في متحف التاريخ الطبيعي في لندن في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2012.
وسوف يقام في المتحف معرض لأجمل 100 صورة مشاركة تمثل غنى التنوع في الطبيعة. ومن ثم يجول المعرض المتنقل في أنحاء بريطانيا وعدد من بلدان العالم.
تُفتح المشاركة في مسابقة 2013 ابتداء من 17 كانون الأول (ديسمبر) 2012. وسواء كنت مصوراً هاوياً أو محترفاً، فالمسابقة مفتوحة للجميع من بلدان العالم قاطبة. ويمكن الاطـلاع على التفاصيل من خـلال الموقع الإلكتروني
www.wildphoto/uk.ac.nhm
بيض في فم الأب
ستيفن كوفاكس، كندا (فئة سلوك حيوانات الدم البارد)
يحمي ذكر السمك الفكّي (jawfish) البيض المخصب في فمه حتى يفقس. في هذه الصورة، يعرِّض الأب البيض للتهوئة على مقربة من شاطئ فلوريدا. يقول ستيفن: «بدا غير مهتم بوجودي، ولم يتراجع عندما شرعت في التصوير». استعمل ستيفن أنابيب صنعها في المنزل للتحكم باتجاه الضوء وإشعاعه وتركيزه على كلا جانبي وجه ذكر السمك. ويضيف: «لا يمكن أن يكون متعاوناً أكثر من ذلك. مضت ساعة ولم يتحرك». فقد كان همه أن يتقلَّب البيض ويصله كله دفق كاف من المياه.
مبارزة
سيرغي غورشكوف، روسيا (فئة سلوك الطيور)
في أواخر أيار (مايو) وصل نحو ربع مليون إوزة ثلجية من أميركا الشمالية للتعشيش على جزيرة رانغل في شمال شرق روسيا، التي تشكل أكبر مستوطنة في العالم لتكاثر هذا النوع من الطيور. أمضى سيرغي شهرين على هذه الجزيرة النائية يصور أحداثاً عنيفة لا تفتر: ثعالب قطبية تنتهز فرصة وجود بيض وفير، ومن ثم فراخ الإوز الفاقسة، فتنهب كميات زائدة منها وتحتفظ بها لأوقات يقل فيها الطعام. لكن الإوز البالغ كفء للثعلب، الذي عليه أن يعتمد على السرعة والخداع لكي يسرق البيض. يقول سيرغي: «كانت المعارك متعادلة. وقد رأيت ثعلباً ينجح في اختطاف بيضة في مناسبتين فقط، على رغم محاولات كثيرة. وما يبعث على الدهشة أن الإوز يفتقد الروح الجماعية، اذ لا يبدي أي ردة فعل عندما يهاجم ثعلب عشاً آخر في الجوار».
أباطرة الفقاقيع
بول نيكلن، كندا (أفضل مصور للحياة الفطرية 2012)
هذه هي اللقطة التي انتظرها بول: مجموعة بطاريق إمبراطورية أنارها ضوء الشمس وهي تندفع من الأعماق على حافة الجليد في بحر روس في القارة القطبية الجنوبية، مخلفة ذيولاً متقاطعة من الفقاقيع. انحدر بول داخل ثقب هو المخرج الوحيد في المكان، منتظراً عودة البطاريق وقد ملأت أفواهها بالسمك طعاماً لفراخها. ثبت رجليه تحت حافة الجليد ليبقى بلا حراك، متنفساً بواسطة أنبوب، كي لا يروع البطاريق عند عودتها. ها هي قد أتت، موجة طيور من الأعماق. كانت سريعة جداً ولا بد من حركة غريزية من أصابعه المتجمدة لتعديل الكاميرا وتركيز الصورة. قال بول: «كان المنظر رائعاً، إذ قفزت مئات البطاريق من المياه واندفعت على الجليد فوقي. كم أنا محظوظ بهذه اللحظة التي لن أنساها».
مسارات الطيران
أوين هيرن، بريطانيا
(أفضل مصور في فئة الشبيبة)
الحصاد في مزرعة جدَّي أوين يجتذب الطيور الجارحة التي تقتات على الثدييات الصغيرة الهاربة، كما يجتذب أوين الذي أبقى الكاميرا على أهبة الاستعداد. يقول: «رؤية هذه الحدأة الحمراء قبالة طائرة تمر على مسافة بعيدة كانت لحظة لا تفوَّت». وقد واجهت الحدآت الحمر خطر الانقراض بعد قرون من الصيد. ولكن بعد إكثارها في الأسر وإعادة إطلاقها في الطبيعة ازدادت أعدادها كثيراً في جنوب شرق بريطانيا.
العيش على جليد رقيق
أولي يورغن ليودن، النروج (المرتبة الأولى في فئة حيوانات في بيئتها)
صوَّر أولي مئات الدببة القطبية على جزر سفالبارد شمال النروج. ولكن في هذه الأمسية الصيفية كانت الظروف مؤاتية للجمع بين الدب وبيئته الجليدية. يقول أولي: «المنظر الطبيعي وشكل طوف الجليد وشكل الدب وآثار أقدامه كانت مثالية. الجليد المنجرف على المياه منظر عادي في صيف المنطقة. لكن، يقول أولي، كل الجليد حول سفالبارد ذاب بعد أسبوعين من التقاط هذه الصورة، أبكر كثيراً مما في السنوات السابقة. ويضيف: «آمل أن تجعل هذه الصورة الناس يفكرون في البيئة التي تختفي أسرع مما يدرك معظمنا، ويقدرون المستقبل المروع الذي تواجهه الدببة القطبية، مع ازدياد رقَّة الجليد وربما اختفائه كلياً».
فطر الغابة
أندريه ميغيل، إسبانيا (فئة العوالم النباتية)
كان يوماً بارداً كثير الضباب والرذاذ، وهي ظروف مثالية للبحث عن الفطر الذي ينبت وسط الأوراق المتساقطة على أرض غابة متنزه لوس ألكورنوكالس الوطني في الأندلس، جنوب إسبانيا. يقول أندريه: «كانت سنة كثيرة الأمطار، وكان جو الغابة رائعاً. وأنا أحب تصوير فطر الغاريقون، لكنني لم أستعمل من قبل عدسات بزوايا واسعة لالتقاط المنظر بهذه الطريقة». تطلب القيام بذلك التمدد بعض الوقت على الأوراق المتناثرة تحت المطر، ليس فقط لتصوير الفطر على مستوى العين وإنما أيضاً لإظهار أشجار السنديان الأندلسي العتيقة في الخلفية.
استرخاء
جاسبر دويست، هولندا (فئة اللوحات الحيوانية)
في فصل الشتاء، تتجمع قردة المكاك في وادي جيغوكوداني في وسط اليابان على برك الينابيع الحارة لتبقى دافئة وتأنس. وكلما ازداد البرد في الجبال ازدادت الأعداد التي تقصد البرك. وقد عثر جاسبر على ثلاثين مكاكاً تستمتع بمغطس بخاري وقد غطى الثلج رؤوسها. يقول: «للمياه الدافئة أثر استرخائي قوي على القردة، فكان معظمها نائماً». وهو راح يراقب كيف غالب النعاس هذا القرد الصغير حتى أغمض عينيه في النهاية، وقال: «شرف لك أن يثق بك حيوان الى حد أن ينام أمامك. لقد صورته من مسافة قريبة جداً تظهر لحظة السكون والمتعة».
ضوءان في ظلمة النهر
لاري لينش، الولايات المتحدة (المرتبة الأولى في فئة اللوحات الحيوانية)
ذات مساء كان لاري يمشي على ضفة محمية نهر مياكا في ولاية كاليفورنيا، فعثر على مجموعة تماسيح. وكانت متخمة بالأسماك التي احتُبست في برك خلفتها مياه النهر المنحسرة. فركز لاري على أحدها: «كان جامداً. فوضعت الكاميرا على حامل ثلاثي القوائم على بعد سبعة أمتار منه، وصوبتها على عينيه». وعند شروق الشمس، ضبط لاري «فلاش» الكاميرا على أدنى مستوى لكي يومض أقل قدر من الضوء الذي يكفي لتصوير بريق عينيه. ومثل القطط، لدى التمساح بقعة خلف كل عين تعكس الضوء الى الخلايا الحساسة، ما يتيح له الرؤية في الضوء الخافت.