شعاب مرجانية وغابات قرم زاخرة بأسماك من كل شكل ولون، ومصائد لؤلؤ غاص اليها الآباء والأجداد طلباً لمحار الثروات، وقرى للصيادين منثورة على خيران رائعة الجمال.
في مناسبة يوم البيئة الوطني، الذي احتفل به القطريون في 26 شباط (فبراير)، هنا بعض من قصة بحر قطر.
الدوحة ـ "البيئة والتنمية"
الخليج العربي بيئة بحرية متميزة. تنفرد مياهه بخصائص فيزيائية وكيميائية وبيولوجية أضفت على الحياة البحرية فيه صفات نادرة، لعل أهمها قدرة التحمل العالية للمتغيرات الكبيرة في درجة حرارة المياه ودرجة الملوحة على مدار السنة. ورغم تشابه غالبية الأحياء البحرية التي تعيش في مياه الخليج مع مثيلاتها في المحيط الهندي والمياه الاستوائية الأخرى، فمن الثابت أن بعض ما يعيش في مياه قطر يختلف كماً ونوعاً عما يعيش في بقية مناطق الخليج.
تقع شبه جزيرة قطر في منتصف الساحل الغربي للخليج العربي. تبلغ مساحتها 11,437 كيلومتراً مربعاً، وتتمتع بتضاريس ساحلية يقدر طولها الاجمالي بحوالى 700 كيلومتر، بما في ذلك سواحل الجزر. وتتميز هذه الشواطئ بطبيعتها ونظمها البيئية المتنوعة، وبالتالي تنوعها البيولوجي. فهناك الشواطئ الرملية والصخرية وشواطئ المد والجزر وشواطئ نبات القرم (الشورى أو المنغروف). ومن أهم الجزر القطرية شرقاً حالول وشراعوه والأسحاط والسافلية والعالية، وشمالاً جزيرة ركن، وغرباً جزيرة حوار وما جاورها. وقد عرفت جزيرة حالول في الماضي بأشهر مغاصات اللؤلؤ، واليوم هي موقع ممتاز لصيد الأسماك. وتحوي الشعاب المرجانية حولها نماذج رائعة من الأسماك المختلفة التي يستمتع هواة الغوص بمراقبتها. وجزيرة السافلية الصغيرة، القريبة من شاطئ مدينة الدوحة، تبشر بأن تصبح منطقة سياحية لغناها بالشعاب المرجانية والزاخرة بالأسماك والحيوانات البحرية الجميلة.
خيران ودوحات
ساحل شبه الجزيرة القطرية متعرج تكثر فيه الخيران أو الخلجان الصغيرة، مثل خور العديد وخور الذخيرة، كما تنتشر فيه الرؤوس البحرية، مثل رأس أبي عبود ورأس لفان ورأس قرطاس ورأس ركن ورأس عشيرق ورأس دخان. ويزخر خور العديد بالشعاب المرجانية على عمق يراوح بين 90 سنتيمتراً و5,5 أمتار. وتتوافر فيه شتاء أنواع ممتازة من الأسماك، كما يمكن مشاهدة أبقار البحر والسلاحف الخضراء النادرة وهي ترعى الأعشاب البحرية. وتعتبر المنطقة حالياً محمية طبيعية يحظر الصيد فيها. ورأس عشيرق منطقة صخرية منخفضة على الساحل الغربي، تمتد في البحر باتجاه الشمال الغربي مسافة أربعة كيلومترات. وعلى بعد حوالى ثمانية كيلومترات غرب الرأس تقع منطقة شعاب مرجانية تسمى "قطاط الشجرة". والى جنوبها بحوالى ستة كيلومترات شعاب مرجانية ضخمة في أعماق تقل عن مترين. ويزين المنطقة شاطئ رملي، في جواره مروج ومزارع خضراء ترعى فيها قطعان الغزلان.
تنتشر على طول الساحل دوحات أو خلجان صغيرة، مثل خليج الدوحة ودوحة مسيعيد ودوحة الحصين ودوحة زكريت ودوحة سلوى. وتعتبر مسيعيد المركز الصناعي الأول في قطر، وهي مدينة ساحلية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، وتبعد عن الدوحة حوالى 37 كيلومتراً الى الجنوب. وتتميز المنطقة بكثبانها الرملية الناعمة المطلة على الساحل، وشواطئها الرملية التي هي من أجمل الشواطئ القطرية. ويتحدر الساحل باتجاه الشمال والشمال الشرقي مكوناً دوحة مسيعيد. وتنتشر على القاع أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية الحية بمحاذاة المنطقة الساحلية. وتواجه مدينة مسيعيد جزيرة فشت البشيرية، وهي جزيرة مرجانية صغيرة تبرز فوق سطح الماء أثناء الجزر، وكانت مسرحاً لنشاط غواصي اللؤلؤ، وحالياً تعتبر مركزاً لصيد الأسماك. وتجذب المياه الصافية الهادئة في المنطقة هواة الغوص الذين يمتعون أنظارهم بمشاهدة تجمعات الشعاب المرجانية الملونة والأسماك والحيوانات البحرية الرائعة الجمال.
مد وجزر
السواحل القطرية منبسطة في معظم أجزائها، تضم تجمعات الشعاب المرجانية والرسوبيات الرملية الضحلة التي تمتد مسافات كبيرة تصل أحياناً الى 80 كيلومتراً. وتنتشر فيها السباخ المالحة حيث تنمو أشجار القرم في المياه الضحلة. وتسود منطقة الذخيرة شمال شرق قطر غابات القرم الدائمة الخضرة في منظومة بيئية فريدة، وهي تشكل ملاذاً هاماً لنمو الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.
تتأثر الشواطئ القطرية بظاهرة المد والجزر التي تعم منطقة الخليج العربي. ويبلغ الفرق بين أعلى مستوى للمد وأدنى مستوى للجزر حوالى 160 سنتيمتراً. وهذا يؤدي الى انكشاف مساحة كبيرة من القاع أثناء الجزر. وفي خليج سلوى غرباً، تتأثر حركة المد والجزر بالموقع المميز وشبه انعزاله نتيجة تواجد مناطق ضحلة جداً عند مدخله، تعتبر حاجزاً طبيعياً لتيارات المد والجزر.
وللاستفادة من ظاهرة المد والجزر، يلجأ الصيادون الى نوعين من المصائد المدّية هما المساكر والحظرات. النوع الأول هو حاجز من الحجارة الجيرية تصفّ على شكل نصف دائرة بارتفاع حوالى نصف متر، فتعزل خلفها مساحة من المنطقة الشاطئية المعرضة للمد والجزر. وتسبح الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى الى داخل الحاجز عند ارتفاع المياه أثناء المد، لتنحصر داخله عند انحسار المياه أثناء الجزر، فيأتي الصيادون ويلتقطونها بشباكهم أو حرابهم. أما النوع الثاني من المصائد فعبارة عن حاجز يشيد من جريد النخل الذي يشدّ بعضه الى بعض بواسطة الحبال.
حرفة صيد اللؤلؤ
كان البحر منذ القدم مصدراً لثروة قطر ورخائها. وظل صيد الأسماك ومحار اللؤلؤ المصدر الرئيسي للدخل والثروة في البلاد حتى أربعينات القرن الماضي، عندما تقلصت حرفة صيد اللؤلؤ الى حد كبير بسبب الانتاج المتزايد للؤلؤ الياباني المستزرع، بالاضافة الى دخل البلاد من عائدات النفط.
وتقوم عملية الغوص على جهد جماعي، حيث يتكون طاقم سفينة الغوص من 10 الى 40 رجلاً، وأحياناً يصل الى أكثر من 70، يتعاونون كل بحسب اختصاصه. ويرتدي الغواصون والعاملون على السفن ملابس خاصة ويستخدمون أدوات خاصة. وكان صيد المحار في قطر يتم في ثلاثة مواسم. في الموسم الأول، الذي يسمى البشيرية (غوص البرد)، يتم الغوص في شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) الباردين، ويقتصر على المياه الضحلة وخصوصاً حول جزيرة البشيرية التي اشتقت منها هذه التسمية. والموسم الثاني، الذي يسمى الخانجية، يحصل في آخر فصل الربيع، واللآلئ التي تصاد فيه تكون عادة صغيرة وغير ملونة. أما الغوص الكبير، أو غوص العود، فهو الموسم الرئيسي، وبدايته مطلع الصيف الحار في حزيران (يونيو) ويستمر حتى نهاية أيلول (سبتمبر). وكانت رحلة الغوص الواحدة تستمر بين أسبوعين وثلاثة أشهر.
تنتشر مغاصات محار اللؤلؤ بوفرة في المياه المجاورة للسواحل العربية في الخليج. ويبدو أن هناك عوامل بيئية وطبيعية مساعدة، مثل ضحالة المياه ودرجة حرارتها المناسبة على مدار السنة وارتفاع انتاجيتها العضوية وطبيعة القاع الذي تنتشر فيه الرسوبيات الرملية والطينية المنتجة، مما يهيئ بيئة بحرية مناسبة لتكاثر المحار المنتج للؤلؤ وازدهاره.
وكانت السفن المستخدمة في غوص اللؤلؤ متعددة الاشكال والأحجام، منها البتيل والبقارة والشوعي، لكن النوع المعروف بالسمبوك كان هو الشائع. وجميعها سفن خشبية تقليدية تسير بالأشرعة أو المجاذيف. وكان خشب الساج المجلوب من الهند وشرق افريقيا هو المفضل في صناعة السفن.
البتيل من أوائل السفن التي صاحبت عمليات غوص اللؤلؤ في الخليج العربي، وتمتاز بسرعتها ومقدمتها المقوسة الى الأمام ومؤخرتها العالية التي تنتهي بزخرفة شبيهة برأس الحصان. أما البقّارة فلها مقدمة مائلة الى الأعلى ومدببة ومستدقة في نهايتها، ومؤخرتها حادة وطويلة ومزودة بدفة ذات رأس. والشوعي نوع شائع الاستخدام حتى الآن لصيد الأسماك وللتجارة. وهو يتميز بمقدمته المستقيمة ومؤخرته المستعرضة المثبتة بقطع خشبية خلفية مربعة لتمتين الدفة. أما السمبوك فكان من سفن الغوص الأساسية في الماضي، وما زال من القوارب التقليدية الشائع استخدامها حتى الآن لصيد الأسماك والتجارة. وهو يمتاز بخطوط انسيابية واضحة في هيكله وبمقدمته المستقيمة المنخفضة والمقوسة قليلاً ومؤخرته المربعة الشكل.
وقد تعرض غواصو اللؤلؤ، وما زالوا، لبعض الأسماك والحيوانات البحرية الخطرة، ومنها ديك البحر والأنكليس واللخم ونوع من أسماك القرش المفترسة يسمى الجرجور وسمكة البوزينزي، وهي سمكة صغيرة ملونة تنطلق بسرعة فائقة نحو عين الغواص وتفقأها لدى اقترابه من جحرها. وقد فقد عدد من الغواصين أعينهم نتيجة السلوك الغريب لهذه السمكة.
أشكال وألوان
تشكل اللافقاريات القاعدة الأساسية للهرم الغذائي في البحار والمحيطات. وتتواجد معظم المجموعات الرئيسية لهذه اللافقاريات في مياه البحر حول قطر، حيث تشكل نماذج رائعة الجمال ومتعددة الأشكال والأنماط الحياتية. ومنها الاسفنجيات والجوف ـ معويات والديدان والقشريات والرخويات والشوكيات. ومن الاسفنجيات الاسفنج المغلف للصخور بلونيه الأبيض والبني، والاسفنج الأنبوبي القرمزي اللون. وتعيش في المياه القطرية ثلاث طوائف من الجوف ـ معويات، هي الحيوانات الهدرية التي تعيش منفردة أو في مستعمرات، والفنجانيات التي تشمل قناديل البحر، والشعاعيات التي تضم شقائق النعمان والمرجانيات البانية للشعاب والمرجانيات الزهرية الرخوة. وأكثر الشعاب المرجانية انتشاراً في المياه القطرية المرجان الشبيه بقرن الظبي، يليه المرجان الشبيه بالدماغ. ومن الأنواع الأقل انتشاراً المرجان الشجيري والاصبعي والحجري الشبيه بخلية النحل.
ومن الديدان البحرية المعروفة في المياه القطرية الديدان المروحية والأنبوبية والرملية. وتتواجد أنواع كثيرة من القشريات بأعداد هائلة، منها النوّ أو البرنقيل الصخري غير المتحرك الذي يعيش داخل صفائح كلسية وقائية مثبتة دائرياً بسطح صلب، وسرطان المرجان الأحمر (القبقب الأحمر) وقبقب الطمي والسرطان الناسك (خبان) وقبقب الشواطئ والقبقب الأزرق والروبيان (الجمبري) وأم الروبيان ذات الأشواك، وهي أكبر أنواع القشريات البحرية في المياه القطرية. ويتواجد هذا النوع فقط في مناطق الشعاب المرجانية البعيدة عن الشاطئ حول جزيرة حالول، ويمتاز بألوانه الجذابة المتعددة ومجستيه الطويلتين البيضاوين. ويزخر بحر قطر بآلاف القشريات الأخرى، بعضها بالغ الصغر لا يمكن رؤيته الا بالمجهر، والبعض الآخر يشاهد بالعين المجردة إما متطفلاً على الأسماك والحيوانات البحرية الاخرى وإما طليقاً في الماء.
وهناك ثلاث طوائف من الرخويات تسكن المياه القطرية. الأولى هي البطنية القدم أو الحلزونيات، ومنها حلزون كويري الذي يعتبر من أروع الحلزونات، فأصدافه الخزفية المبرقشة تضفي عليه اثارة وقيمة جمالية عالية، ولذلك تستخدم في تزيين قطع الأثاث، وحلزون العنكبوت الذي يعيش مدفوناً بين الأعشاب البحرية أو في الرمال، والحلزون الشوكي، والحلزون الزيتوني. الطائفة الثانية هي ذات المصراعين التي تضم رخويات ذات قيمة اقتصادية عالية مثل المحار، ومنها محار اللؤلؤ والصقوع. والطائفة الثالثة هي الرأسية القدم التي تشكل أكبر الرخويات حجماً وأكثر تطوراً، وتضم المياه القطرية ثلاثة أنواع معروفة منها هي الحبار (الخثاق) والسبادج والأخطبوط.
وتشتمل شعبة الشوكيات على خمس طوائف أساسية تتواجد كلها في المياه القطرية، وهي القنفذية التي تضم قنافذ البحر، والنجمية التي تضم نجوم البحر، والزنبقانية التي تضم نجوم البحر الريشية التي تسكن المياه العميقة، والخيارية التي تضم خيار البحر ومن أنواعه الشائعة في المياه القطرية خيار البحر الأسود الخشن الجلد وخيار البحر الكبير الحجم الذي يرى زاحفاً على الرمال والصخور المرجانية، والثعبانية وتضم نجوم البحر الهشة ذات الأذرع الطويلة الرفيعة. أما شعبة الحبليات أو بزاقات الماء فتنتشر في المياه القطرية عدة أنواع منها، وخصوصاً الحشف البحري الذي ينمو بكثافة على المنشآت البحرية وهياكل السفن.
والأسماك هي أكثر الحيوانات الفقارية انتشاراً في العالم، وقد تم التعرف على نحو 22 ألف نوع منها، ويعيش حوالى 350 نوعاً في المياه القطرية. ومن أكثر أنواع الاسماك شيوعاً وشهرة البياح والصافي والشعري والسبيطي والشعم والهامور.
وتسكن المياه القطرية عدة أنواع من الزواحف البحرية، منها عائلة السلاحف الكلابية التي تضم نوعين هما السلاحف الخضراء المحمية التي يصل طول صدفتها الى أكثر من متر ووزنها الى أكثر من 125 كيلوغراماً، والسلاحف ذات المنقار الصقري وهي أصغر حجماً. وهناك نوعان أقل انتشاراً ويتبعان العائلة ذاتها، هما السلحفاة ذات الرأس الضخم وسلحفاة ردلي الزيتونية، وهي أصغر الأنواع حجماً اذ يبلغ وزنها نحو 50 كيلوغراماً. وتضم عائلة السلاحف الجلدية السلحفاة السوداء وهي النوع الوحيد الممثل لهذه العائلة النادرة التي باتت على طريق الانقراض. وهي أضخم أنواع السلاحف البحرية، اذ يصل طولها الى أكثر من مترين وقد يزيد وزنها على 540 كيلوغراماً. لكنها زائر نادر للخليج.
الثعابين البحرية من أهم الزواحف المفترسة التي تلفت الانتباه في مياه الخليج. وجميعها تسكن المياه الضحلة وتتغذى على الأسماك الصغيرة الحفّارة والديدان التي تعيش على قاع البحر. وتعيش في المياه القطرية خمسة أنواع على الأقل من ثعابين البحر، منها نوعان مميزان هما ثعبان الهيدروفيس والبيلاميس، وكلاهما من الثعابين الخطرة التي تسببت في وفاة عدة أشخاص.
وتنتمي الثدييات البحرية في قطر والخليج العربي الى أربع عائلات تضمها رتبتان أساسيتان، هما الحيتان والخيلانيات (آكلات الأعشاب). وتنقسم الرتبة الأولى الى مجموعتين أساسيتين هما الحيتان ذوات الأسنان والحيتان البلينية العديمة الاسنان. وتندرج تحت المجموعة الأولى حيتان العنبر والدلافين والحيتان القاتلة (اوركا) وخنازير البحر. ومن أنواع الدلافين الموجودة في المياه القطرية الأحدب والأسود المنقط والخشن الأسنان. وخنزير البحر الأسود هو النوع الوحيد من خنازير البحر المتواجد حالياً، بندرة، في مياه الخليج العربي. وتعتبر الحيتان البلينية العديمة الاسنان من أضخم الحيتان العملاقة وأوسعها انتشاراً في العالم. ويزيد طولها على 33 متراً في بعض الأحيان وقد يصل وزنها الى 130 طناً. وهي لا تعيش أساساً في مياه الخليج العربي، لكنها قد تدخلها مصادفة أو خطأ فتجنح وتموت. وقد تم تسجيل بضع حالات جنوح لهذه الحيتان في المياه القطرية خلال السنوات القليلة الماضية.
وتندرج تحت رتبة الخيلانيات بقرة البحر التي تسكن البحار الدافئة وتعيش قريبة من الشواطئ في المياه الضحلة حيث مراعي الأعشاب والنباتات البحرية. وقد أدى الصيد المكثف لبقر البحر خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين الى انقراض أو ندرة هذا النوع في معظم بحار العالم. وربما كان الخليج العربي الملاذ الأخير المتبقي لهذه الثدييات البحرية، التي هي في طريقها الى الزوال ما لم يتم تحريم صيدها واصدار قانون دولي يحميها.
قد يكون دفق النفط حوَّل القطريين عن غوص اللؤلؤ وصيد السمك بطرق الأجداد. ولكن تبقى هنا وهناك، على الشواطئ القطرية، قرى صغيرة للصيادين الذين ما زالوا يعتاشون من هذه الحرفة التقليدية، حيث يمكن للزائر أن يشاهد مئات القراقير، أو أقفاص الصيد، منتثرة في المياه، وأصحابها ينتظرون بفارغ الصبر امتلاءها لجني غلة بحر كريم.