نيروبي - "البيئة والتنمية"
عرائس البحر والسلاحف الخضراء ليست إلا قلة من المخلوقات المعرضة للانقراض من جراء تدمير "مروج" الأعشاب البحرية التي تقتات بها.
هذه الأعشاب ليست طحالب، بل هي خليط من 60 نوعاً من النباتات المزهرة الحقيقية، تنمو في حقول ضحلة المياه في بحار المناطق الاستوائية والمعتدلة. وهي تراوح من حشيشة الانقليس ذات الأوراق الطويلة الرفيعة التي يتجاوز طولها أربعة أمتار في بحر اليابان، إلى الكرمة البحرية المستديرة الأوراق التي ترتفع سنتيمترين أو ثلاثة في مياه البرازيل الاستوائية. وثمة ألوف من الأنواع النباتية والحيوانية البحرية التي تستفيد من موائلها.
وتعتبر مروج الاعشاب الضحلة من أهم النظم الايكولوجية البحرية للإنسان، إذ تؤدي دوراً حيوياً في إعالة مصائد الأسماك، وتحمي الشعاب المرجانية من خلال تثبيت الرسوبيات، وتنظف المياه الساحلية، وتحمي الشواطئ من الأثر الجارف للأمواج وحركات المد والجزر. وهي، كيميائياً، تؤدي دوراً رئيسياً في تدوير المغذيات اللازمة لموائل الأسماك. وبيولوجياً، توفر موئلاً للأسماك والقواقع والقشريات وحيوانات نادرة ذات أولوية في مجال السياحة البيئية مثل عرائس البحر (الأطوام) والسلاحف الخضراء. ورغم هذه الخصائص المميزة والمهمة، فقد أهملها أنصار المحافظة على الطبيعة ومخططو المشاريع الإنمائية الساحلية.
أظهر مسح عالمي حديث فقدان 15 في المئة من هذا النظام الايكولوجي الفريد خلال السنوات العشر الأخيرة، نتيجة تدفق الملوثات والرسوبيات من المجارير والسفن والمشاريع الإنشائية الساحلية وأعمال التجريف والردم والممارسات المدمرة في مصائد الأسماك. "الأطلس العالمي للأعشاب البحرية"، الذي أعده عام 2003 مركز الرصد العالمي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP-WCMC)، قدر مساحة مراعي الأعشاب البحرية حول العالم بنحو 177 ألف كيلومتر مربع، يتم تدميرها أحياناً كثيرة في سبيل مكاسب آنية.
ويقول الباحث الأميركي فريدريك شورت، الذي شارك في إعداد الأطلس: "الأعشاب البحرية، مثل الشعاب المرجانية، هي في مرحلة حرجة، إذ تتعرض لضغوط قوية نتيجة أنشطة الإنسان وتغير المناخ". وهنا يبرز دور مهم للجمهور وأنصار حماية البيئة. فبالإصرار على حماية حيوانات بحرية مهددة، مثل حصان البحر والسلاحف وعرائس البحر، نحمي أيضاً مراعي البحار التي تعيلها.
|