لا يخطر ببال العابر في ووكنغ أن تلك البلدة الهادئة القريبة من لندن هي رائدة عالمية في استغلال مصادر الطاقة المستدامة. محطات توليد الحرارة والكهرباء المشتركة، والأسلاك الخاصة، وأنظمة التدفئة والتبريد المحلية، وألوف الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء، جعلت البلدة شبه مستقلة عن شبكة الكهرباء الوطنية.
عدّادات مواقف السيارات في الشوارع تعمل بالطاقة الشمسية. وسطوح المباني السكنية والمؤسسية تغطيها ألوف الخلايا الفوتوفولطية المنتجة للكهرباء. والعمل جار على مشاريع خلايا مماثلة في موقف للسيارات متعدد الطبقات وشارع مسقوف بالقرب من محطة القطار.
تضم بلدة ووكينغ أكبر تركيز للخلايا الشمسية في بريطانيا، وتنتج أكثر من 10 في المئة من القدرة الفوتوفولطية في البلاد. ويولي المجلس البلدي هذه الخلايا اهتماماً خاصاً. فهي تتغذى من ضوء الشمس لتولد الكهرباء، الى جانب محطات مدمَّجة لتوليد الحرارة والكهرباء. وهذا النظام فريد في أنه لا يصدِّر كهرباءه الى الشبكة العامة، بل يوصلها الى الزبائن مباشرة من خلال شبكات أسلاك خاصة تستخلص القيمة الاقتصادية الحقيقية للطاقة الخضراء.
تكييف الهواء يوفره نظام تبريد امتصاصي يعمل بحرارة صديقة للبيئة بدل الكهرباء ويستبعد مواد التبريد التقليدية المستنزفة لطبقة الأوزون والمنتجة لغازات الدفيئة.
مصابيح الشوارع تنيرها الطاقة الشمسية والريحية. وفي منتزه البلدة أول نظام في بريطانيا لتوليد الحرارة والكهرباء بواسطة خلايا الوقود يوفر التدفئة والتبريد والتيار الكهربائي لبركة سباحة ومجمَّع ترفيهي. ونظراً لانتاج الطاقة كهربائياً ـ كيميائياً بواسطة خلايا الوقود، بدلاً من الاحتراق، فان النظام لا ينتج ملوثات، وانما ينبعث منه ماء نقي كمنتج ثانوي.
أسس المجلس البلدي شركة للخدمات الطاقوية والبيئية، وشركة لخدمات الطاقة هي مشروع مشترك بين القطاعين العام والخاص. وهو في صدد اقامة مزيد من المحطات المدمَّجة لانتاج الحرارة والكهرباء معاً ووحدات الطاقة المتجددة في أنحاء البلدة.
لقد حققت بلدة ووكينغ مكاسب نوعية مميزة. ويعتبر مجلسها البلدي السلطة المحلية الأكثر كفاءة طاقوية في بريطانيا من جهة الاقتصاد المحقق في الطاقة المنزلية. وتقديراً لريادته، فاز بجائزة الملكة للتنمية المستدامة. فمنذ بدأ تنفيذ سياساته الطاقوية والبيئية عام 1990، خفض استهلاكه للطاقة بنسبة 46 في المئة، وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 75 في المئة. وبفضل مشاريع كفاءة الطاقة والمياه، وفر نحو مليون جنيه استرليني (1,9 مليون دولار) في السنة كنفقات. ولا شك في أن المحصلة الشاملة لم تقتصر على خزينة المجلس، فالبيئة هي المستفيد الأكبر.
|