السوق العالمية لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح تطورت بشكل فعال في العام 2004، اذ اضيفت سعة جديدة قدرها 8,321 ميغاواط مسجلة رقماً قياسياً، في مقابل 8,129 ميغاواط عام 2003.
اسبانيا هي الرائد الجديد من حيث التجهيزات المركبة في 2004 بقدرة 2,061 ميغاواط. وللمرة الاولى استولت على المركز الاول دولة اخرى غير ألمانيا (2020 ميغاواط). الا أن ألمانيا تبقى الرائدة من حيث السعة الاجمالية التي تمثل ثلث القدرة الهوائية العالمية. أما الهند، فقد أثبتت نفسها كثالث أكبر سوق عالمية للطاقة الهوائية من حيث التجهيزات الحديثة (875 ميغاواط). ويتوقع أن يتقدم هذا البلد الآسيوي على الدنمارك، الرائدة سابقاً، والتي أضافت 7 ميغاواط فقط خلال 2004 لتصبح الرابعة من حيث السعة الاجمالية. أما منطقة اوستراليا – المحيط الهادىء فقد أظهرت أكبر سرعة نمو بين كل القارات، اذ بلغت سعة الطاقة 547 ميغاواط مقارنة بـ233 ميغاواط في العام 2003، بنسبة نمو 135 في المئة.
على رغم ذلك، انخفضت سرعة النمو العالمي من 26 في المئة عام 2003 الى 21 في المئة. وذلك لأن سوق الطاقة الهوائية خف زخمها، خاصة في الدنمارك والولايات المتحدة والى حد ما في ألمانيا.
شهد العام 2004 تنوعاً لتوزيع الحصص في الاسواق. فقد قامت 19 دولة بتركيب تجهيزات جديدة بسعة 100 ميغاواط وما فوق، بالمقارنة مع 10 دول فقط عام 2003. وتبقى ريادة الأسواق لألمانيا، تليها اسبانيا فالولايات المتحدة والدنمارك والهند. ولكن حصة هذه الدول الخمس انخفضت في 2004 من 82 في المئة الى 79 في المئة. أما بالنسبة الى السعة المضافة، فقد وصلت حصة الدول الخمس (5,337 ميغاواط) الى 64 في المئة من السوق العالمية بعد ان كانت 79 في المئة عام 2003. ان عملية التنويع سوف توسع الأسس العالمية لصناعة التوربينات الهوائية وتقوي القدرة القومية في عدة أنحاء من العالم. وهكذا يتوقع ازدياد قوة السوق الحيوية للطاقة الهوائية العالمية في المستقبل.
ريادة اوروبية
لا تزال اوروبا الرائدة بين القارات في قدرة الطاقة المركبة حديثاً، بـ43,6 غيغاواط (72,7 في المئة من طاقة العالم). وفقدت ألمانيا منصبها الاول في اوروبا والعالم، للمرة الاولى منذ أكثر من عقد عندما أخذت الريادة من الدنمارك. وبعد تقديم اسبانيا للقوانين المعدلة عام 2004، أصبحت الرائدة في السوق الهوائية من حيث الطاقة الاضافية وتمثل نحو سدس طاقة العالم الهوائية (8,263 ميغاواط).
ظهرت في اوروبا عدة أسواق متوسطة الحجم (أكثر من 100 ميغاواط). وسُجلت في العام الماضي أعلى نسبة نمو (أكثر من 50 في المئة) بين هذه الاسواق الاوروبية المتوسطة التي تضم النروج وايرلندا والبرتغال وفرنسا.
وتنتج القارة الاميركية 7,336 ميغاواط أو 15,3 في المئة من الطاقة الهوائية العالمية. وبعد تسجيل رقم قياسي عام 2003، تباطأ سوق الولايات المتحدة عام 2004 بسبب التأخير في تمديد التخفيضات الضريبية، وزادت الطاقة بنحو 370 ميغاواط (نسبة نمو نحو 5,8 في المئة) بعد تسجيل 1,685 ميغاواط عام 2003. ولهذا خسرت الولايات المتحدة المرتبة الثانية في مجموع الطاقات لاسبانيا، حتى أن اليابان استطاعت أن تسبقها. أما كندا، فأبقت على مركزها بنسبة نمو 38 في المئة (اضافة 122 ميغاواط). الا أنه يتوقع من السوق الاميركية، بعد تمديد التخفيضات الضريبية لمدة سنتين، أن تظهر نسبة نمو ملحوظة سنة 2005.
ولا يوجد الآن أي بلد اميركي "لاتيني" بين الدول العشرين الرائدة للاسواق الهوائية العالمية. ولكن يتوقع من البرازيل أن تبدأ تطوراً ديناميكياً وزيادة كبيرة خلال 2006 – 2007 مع اعلانها لبرنامج "InfaPro".
مثلت آسيا 4,726 ميغاواط أو 9,9 في المئة من سوق الطاقة الهوائية العالمية عام 2004، بعدما كان تمثيلها 8,2 في المئة عام 2003. ومرة اخرى كانت الهند السوق الرائدة في القارة الآسيوية، بسعة اضافية قدرها 875 ميغاواط ونسبة نمو42 في المئة. وضمن البلدان الاولى في آسيا، تشكل اليابان (896 ميغاواط) أعلى نسبة نمو (77,1 في المئة) ضمن الاسواق الآسيوية الكبرى، بالاضافة الى الصين (764 ميغاواط) التي، بعد مؤتمر الطاقة الهوائية العالمي 2004 والموافقة على قانون الطاقة المتجددة، يتوقع أن يتسارع نموها في المستقبل القريب. والجدير بالذكر أن اليابان بسعتها الاضافية التي بلغت 390 ميغاواط تفوقت على الولايات المتحدة ومثلت رابع اكبر سوق طاقة هوائية في العالم من ناحية التجهيزات الحديثة. وهناك أسواق أخرى سوف تظهر في السنوات المقبلة، مثل باكستان حيث وافقت الحكومة على مشروع طاقة هوائية متطور.
وقد كانت منطقة اوستراليا ـ المحيط الهادىء اكثر المناطق حيوية في العالم عام 2004. واعتبرت اوستراليا ونيوزيلندا السوقين الاسرع نمواً في العالم، فالاولى ضاعفت انتاجها من 197 الى 379 ميغاواط، والثانية زادت انتاجها أربعة اضعاف من 36 الى 168 ميغاواط. وتشكل الدولتان معاً 547 ميغاواط في مقابل 233 ميغاواط عام 2003، بما يوازي نسبة نمو 135 في المئة. وسوف يناقش المؤتمر العالمي للطاقة الهوائية، الذي سينعقد في ملبورن في أيلول (سبتمبر) 2005، كيفية متابعة وتطوير الصناعة الهوائية في المنطقة.
رياح العرب!
وُضع في افريقيا 392 ميغاواط من الطاقة الهوائية قيد الانتاج مع نهاية 2004. وحافظت مصر على موقعها كالدولة الاولى في القارة بمجموع تجهيزات حالية قدرها 300 ميغاواط. أما في بقية البلدان الافريقية فلم يلحظ سوى تقدم بسيط. ولكن يتوقع تركيب تجهيزات جديدة في المستقبل القريب في المغرب ومصر وتونس وجنوب افريقيا. وبسبب النقص الطاقوي في العديد من البلدان الافريقية، تعتبر خطط تطوير إنتاج الطاقة المستقلة حاجة ملحة، لكي يستفيد الأفارقة من القدرات الهوائية الهائلة الموجودة في قارتهم، خاصة أن قسماً ضئيلاً من السكان لديهم امكانية الوصول الى شبكة كهربائية عامة.
ورغم نمو قدرة الرياح الاجمالية في العالم العربي بنحو 47,2 في المئة ووصولها الى 374 ميغاواط، فإن القدرة المضافة عام 2004 انحصرت في مصر فقط حيث البرنامج المصري متقدم في هذا المجال. ويلاحظ أن الطاقة الاجمالية المركبة لخدمة ما يزيد عن 250 مليون عربي لا تتجاوز تلك المركبة في بلد مثل السويد يحوي نحو 9 ملايين نسمة، على رغم تسجيل سرعات رياح مناسبة في عدد من الدول العربية.
لكن الرياح الواعدة في المغرب وتونس والاردن، بالتوازي مع تواجد ارادة سياسية للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، قد تحمل في طياتها تغييرات جذرية في الصورة العامة للعالم العربي. وتتركز موانع التقدم السريع في طاقة الرياح، والطاقة المتجددة بشكل عام، بالنقص في الأنظمة والقوانين التي تسمح للمستثمرين المحتملين ببيع الطاقة المنتجة الى الشبكة العامة بأسعار مناسبة أو حتى تشجيعية.
الدكتور أحمد حوري أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وعضو في الجمعية اللبنانية للطاقة الشمسية والجمعية العالمية لطاقة الرياح. وقد أعد هذا الموضوع بمشاركة من حسين عباس، استناداً الى تقرير الجمعية العالمية لطاقة الرياح.
كادر
الجمعية العالمية لطاقة الرياح
الجمعية العالمية لطاقة الرياح (World Wind Energy Association) هي الصوت العالمي للمنظمات الناشطة في هذا الحقل. تضم حالياً أكثر من 170 عضواً من 70 دولة، معظمها اتحادات وطنية ومؤسسات علمية وشركات. وهي تعمل على الاستبدال الشامل للموارد النووية والاحفورية بطاقات متجددة، واعتماد الطاقة الهوائية كحجر اساسي، وذلك عبر ثلاثة محاور: تأمين آلية للاتصال بين كل الناشطين في قطاع الطاقة الهوائية، والتأثير على التشريعات العالمية والوطنية، وتأمين انتقال لهذه التكنولوجيا عالمياً.
المركز الرئيسي للجمعية هو في بون، ألمانيا، بالقرب من مركز الامم المتحدة المستقبلي. ويمكن الحصول على معلومات اضافية من موقع الجمعية على الانترنت
www.wwindea.org