Saturday 21 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
راغدة حداد (ميونيخ) جديد الأبحاث والتكنولوجيا والنظريات العلمية الثورية  
أيلول (سبتمبر) 2006 / عدد 102
 ساعة بيولوجية تصنفنا "عصافير مبكرة" أو "بومات ليلية". نموذج سلوكي لكل بركان يقدّر طاقة ثورته المقبلة ويتيح إصدار إنذار مبكر لاخلاء السكان. مداخن سوداء في قاع المحيط تنبعث منها مياه ساخنة تصهر الرصاص وتعيش في جوارها حيوانات تكتنفها الألغاز. لقاحات مضادة للسرطان وتكنولوجيات متطورة لتشخيصه وعلاجه. الانصهار النووي خيار مستقبلي لانتاج الطاقة. عشرات النظريات والاختراعات والاكتشافات المثيرة عُرضت ونوقشت في المنتدى العلمي الأوروبي المفتوح في ميونيخ.
داخل قاعة الفضاء والطيران الباهرة في المتحف الألماني للعلوم والتكنولوجيا، جلس الحاضرون تحت طائرات ومركبات فضائية حقيقية يستمعون الى الفارق بين "اللاشيء" و"أي شيء"، هذا التمييز الذي يفسر الكون. كان جيري غيلمور، من معهد علم الفلك في جامعة كامبريدج البريطانية، يتكلم عن تاريخ الكون ومستقبله. وهو أخبر مستمعيه المبهورين أن وزن مجرتنا "درب التبانة" بأسرها لا يتعدى 80 غراماً، أي وزن ورقة كتابة! ويقول جمع من علماء الكون ان 5 في المئة من هذا الكون مواد تدخل في تركيبتنا البشرية، و25 في المئة نوع غير معروف بعد من المادة الشفافة، و70 في المئة شكل غامض من الطاقة المظلمة. وكان عرض حول قوانين الفيزياء التي تحكم كوناً يسمح بالحياة.كان الفضاء محور عدة محاضرات وندوات شائقة.
وقد بدأ البحث عن مؤشرات حيوية في الكواكب خارج النظام الشمسي. ونوقشت خلال الجلسة كيمياء الحياة المتعددة الجوانب واحتمالات وجود أشكال حياة علـى هذه الكواكب. وتـم عرض نظرية ثوريـة موحدة للجاذبية والقوى الأساسية الأخرى في الفيزياء، هـي "نظرية الحبال" (String theory or M-theory) التي تطرح إمكانية وجود أجسام ممطوطة ـ أو حبال كونية ـ تنشأ في أبعاد أعلى، وأن عالمنا المنظور محصور بسطح من ثلاثة أبعاد ضمن فضاء من عشرة أبعاد، وأن بعض الأبعاد الاضافية يمكن ضغطها الى حجم صغير جداً. وتذهب هذه النظرية الرياضية الغريبة الى أنه حتى مفهوماً المكان والزمان سيضمحلان في النهاية ليحل مكانهما مفهوم جوهري أعمق.
كان الفضاء والحياة في رحاب الكون محور جلسات شائقة في المنتدى الاوروبي المفتوح (ESOF 2006) الذي عقد في مدينة ميونيخ الألمانية من 15 الى 19 تموز (يوليو) الماضي. وكنت هناك بدعوة من الاتحاد العالمي للصحافيين العلميين (WFSJ). وتنظم المنتدى كل سنتين الجمعية الاوروبية للعلوم (Euroscience) التي تضم أكثر من 2000 عضو من 40 بلداً. وهو منبر مفتوح لمناقشة التطورات العلمية والتحديات والعواقب المترتبة عليها، وملتقى لصانعي السياسة والعلماء المختصين للتشاور حول القضايا المؤثرة في المجتمع، بما في ذلك الادارة الرشيدة للعلوم. يرافقه معرض لأحدث التكنولوجيات والأبحاث الاوروبية والدولية.
أقيم المنتدى والمعرض المرافق له من 15 الى 19 تموز (يوليو) في مركز المؤتمرات والمتحف الألماني للعلوم والتكنولوجيا المتلاصقين في ميونيخ. وافتتحه الرئيس الألماني الدكتور هورست كوهلر ووزيرة التعليم والأبحاث الدكتورة أنيت شافان، في احتفال مشترك مع بدء الأسبوع الوطني للعلوم في ألمانيا.
الساعة البيولوجية والحياة اللاهثة
تضمن البرنامج أكثر من 70 محاضرة وندوة وورشة عمل في مجالات علمية مختلفة، من الفيزياء والهندسة والفضاء وعلوم البحار الى البيئة والطاقة والطب والنانوتكنولوجيا. لكن اللقاءات الأكثر شعبية كانت "أحاديث الخبراء" التي توجهت الى الاختصاصيين والعامة على السواء، وكانت تعقد يومياّ في حديقة Biergarten التي احتلت قلب مركز المؤتمرات، حيث دارت نقاشات بين العلماء والمشاركين الـ 2100 الذين أتوا من 58 بلداً وبينهم 485 صحافياً. فأحد التحديات التي واجهها المشاركون كان الاختيار بين عدة جلسات شائقة تجري في وقت واحد، فكان تعويض ما فات يتم في الحديقة حيث يأتي المحاضرون لمناقشة القضايا المطروحة، من حساسيات الطعام الى أخلاقيات أبحاث الهندسة الوراثية الى فرص عمل الباحثين الشباب.
كان المشاركون يركضون من جلسة الى أخرى، حتى ان إحدى الندوات عكست هذه الحال في عنوانها "الحياة على الخط السريع: هل تجاريها ساعتنا البيولوجية؟" هنا تعرف الحاضرون الى مفهوم "فارق الزمن الاجتماعي" (social jetlag) الذي نختبره حين يختلّ توقيت أعمالنا مع توقيتنا الداخلي. هذا يحصل مثلاً حين توهمنا ساعتنا البيولوجية الداخلية أن الوقت لم يتجاوز الثالثة صباحاًً فيرنّ جرس المنبه معلناً أنها السابعة، وعندما يحكم العمل أو نمط الحياة أن نسهر حين ينام الآخرون وننام حين يصحون. ساعتنا البيولوجية تصنفنا "عصافير مبكرة" أو "بومات ليلية". وقد ناقشت الندوة الأساس الجيني الوراثي لهده الساعة، وما يحصل لنا حين تختلّ إبان المرض أو العمل المضني، وانعكاسات الوتيرة البيولوجية في مجتمع عالمي راكض يبقى مفتوحاً ومستيقظاً على مدار الساعة.
تغير المناخ والاستعداد للكوارث
مواجهة اللامؤكد هي قضية رئيسة في الجدل السياسي القائم حول تغير المناخ. فثمة حاجة الى نماذج أفضل وأدقّ لارساء أساس علمي أقوى للسياسة المناخية. وتكشف البيانات المتوافرة من أبحاث المناخ عبر العصور أنه ليس ثابتاً، وأن تقلبات مناخية طبيعية فجائية وحادة تحدث وفق مقاييس زمنية تتفاوت من بضع سنوات الى آلاف السنين. وقد تداولت إحدى الجلسات أحدث ما توصلت اليه أبحاث المناخ القديم والمنعطفات الكبرى في تاريخه وما ترتب عليها من انعكاسات، وتقييم قدرة النمذجة المناخية على التنبؤ بالتغيرات استناداً الى السلوكيات والأنماط السابقة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة أرقاماً قياسية في أعداد الكوارث الطبيعية وخسائرها، ولا سيما الفيضانات والأعاصير والزلازل و... تسونامي. ومعظمها ناجم عن تغيرات مناخية يعتقد علماء كثيرون أنها نتيجة الاحتباس الحراري الذي تتسبب فيه الانبعاثات الغازيّة الصناعية. هذه الأحداث الطبيعية العنيفة قادرة على تغيير حياة الشعوب وهز نموها الاقتصادي والاجتماعي وتقهقرها عشرات السنين. وقد تداولت إحدى الندوات أسباب الكوارث الطبيعية الكبرى وإمكانات التكهن بحدوثها وبعواقبها، وتأثيراتها البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
كيف نخطط للكوارث؟ الأحداث العنيفة التي تترك أثراً فادحاً وطويل الأمد في المجتمع تظهر أن التحضيرات هي عادة غير وافية. ولقد بات الأثر الاقتصادي والاجتماعي للكوارث أكبر اليوم، نتيجة التركيز الكثيف للبشر والممتلكات في أماكن معرضة لها، خصوصاً على المناطق الساحلية. كما أن زلزالاً عنيفاً في طوكيو مثلاً سيهز الاقتصاد العالمي. وأمام جبروت هذه الأحداث الطبيعية الكبرى، ووسط جهلنا الكبير لأسبابها وتوقيتها وعواقبها، نحتاج الى استراتيجيات خلاقة لتطوير معارفنا وتحسين قدراتنا في ادارة الأزمات.
ولكن ثمة كوارث يمكن تجنبها أو توقع تأثيراتها والفئات التي سيقع عليها الضرر الأكبر، من هنا ضرورة الوقاية والانذار المبكر اللذين يحتاجان الى مزيد من البحث والتطوير. عندما تقع الكارثة، يكون التحديد الصحيح للأولويات والتخمين الدقيق للحاجات أمرين حيويين. والاستجابة الباكرة مؤشر للنجاح في مرحلة الطوارئ وفي خيارات التنمية لاحقاً. وهذا كان محور مداولات جلسة خاصة ركزت أيضاً على دمار البنى التحتية، وتطرقت بشكل خاص الى الخطر الماثل على الصحة العامة من جراء الجثث المتحللة ومواراتها بطرق غير سليمة في أحيان كثيرة، وضرورة رصد جزء أكبر من الموارد القليلة المتاحة لمواجهة هذه المشكلة.
البراكين والانقراض الجماعي
الثورات البركانية أقل حدوثاً وخطورة من الزلازل والأعاصير والفيضانات، لكنها تسبب كوارث هائلة أحياناً. وقد زادت الدراسات والأبحاث العلمية خلال العقود الماضية فهمنا لأخطار البراكين، وبات ممكناً إعداد "نموذج سلوكي" لكل بركان والتكهن بنوعية ثورته المقبلة وطاقتها وتأثيراتها.
ويمكن تمييز الاشارات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية التي تؤدي الى إطلاق شرارة الانفجار البركاني، وتوجيه إنذار مبكر على أساسها. على سبيل المثال، عند ثورة بركان إتنا في ايطاليا عامي 1991- 1992 تم تحويل سيل الحمم بنجاح لحماية القرى المهددة. واذا انطلقت شرارة بركان فيزوف مجدداً في جزيرة صقلية، فقد تمسّ حياة أكثر من 550 ألف نسمة، لذا وضعت خطة طوارئ لحماية السكان واتخذت تدابير لتقليل عددهم في المناطق الأكثر تعرضاً للخطر.
ولئن تزامن الانقراض الجماعي الذي حصل إبان العصر الطباشيري مع اصطدام نيزكي، فقد تزامن أيضاً مع فيضان بركاني في إقليم دكا الهندي، وكانت للحدثين تأثيرات كارثية على البيئة. أما "الموت الجماعي" الذي حصل في مقلب العصر الترياسي، حين انقرض 95 في المئة من جميع الأنواع الحية البحرية، فقد تزامن تماماً مع الثورة البركانية البازلتية في صربيا، ولم يحصل آنذاك أي اصطدام نيزكي. فما هو نمط سلوكية بركان قاتل؟ ولماذا تركت الثورات البركانية الهائلة آثاراً بالغة في البيئة؟ أسئلة كثيرة كانت مدار بحث ندوة حول البراكين والانقراض الجماعي.
نظرة جديدة الى البحار
حياتنا جميعاً تعتمد على المحيطات، ويعيش نحو نصف سكان العالم ضمن نطاق 100 كيلومتر من ساحل ما، ويعتمد عدد أكبر على الموارد البحرية. وتؤدي المحيطات دوراً أساسياً في تنظيم المناخ، ومواردها البيولوجية ضرورية لحياة أجيال المستقبل. لكن الصيد الجائر والتلوث المتزايد وتقلبات المناخ العالمي تهدد البيئة البحرية. وقد ركزت إحدى ورشات العمل على أساليب جديدة طورها علماء البحار لدراسة المحيطات والمياه الساحلية، بما في ذلك أدوات تكنولوجية دقيقة تثبت على المراكب والعوّامات والغواصات، للاجابة عن أسئلة مختلفة تطرحها قطاعات النقل البحري ومزارع الرياح البحرية وأنابيب النفط والمرافق السياحية والترفيهية.
وفهم سلوكية الأرض يبدأ بأكبر معالم القاع: نحو 65 ألف كيلومتر من الحافات والسلاسل الجبلية البحرية التي تتلوى عبر أحواض المحيطات ويعتبرها علماء كثيرون "آخر آفاق الأرض". ومن معالمها التي تتحدى الباحثين حالياً المياه المنبعثة من البراكين البحرية العميقة المعروفة بـ "المداخن السوداء"، وهي في أحيان كثيرة حارة الى درجة صهر الرصاص، وحيث الضغط يعادل ثقل 50 طائرة "جمبو" جاثمة على صدر إنسان. المواد الكيميائية المشبعة بالكبريت في تلك المياه سامة للحياة المعروفة على الأرض، لكنها تناسب عدداً مذهلاً من الجراثيم والحيوانات البحرية التي تعيش في تلك الأعماق. ماذا يمكن أن نتعلم من هذه الكائنات ومن الخمائر (الأنزيمات) التي تمكنها من الحياة في درجات حرارة وسمّيّة كهذه؟ هل المداخن السوداء مصادر لمعادن المستقبل؟ كيف تتطور تكنولوجيا أعماق البحار؟ تساؤلات نوقشت في جلسة حول علم السياسة البحرية الذي أصبح اليوم في الواجهة، خصوصاً مع تسمية مناطق معينة محميات بحرية. ويكبّ العلماء حالياً على إعداد ميثاق شرف وسلوك ليلتزم به باحثو السلاسل البحرية.
وتم عرض فيلم مثير عن البراكين الجاثمة في قيعان المحيطات، كشف مشاهد مذهلة عابقة بالألغاز على عمق 3600 متر. أخذتنا الغواصة "ألفن" من الأجراف البحرية الشاهقة في إسبانيا عبر محيطين الى دنيا زاخرة بأشكال الحياة المدهشة. كأنها طالعة من مخيلة كتّاب قصص العلم الخرافي. وكان مستكشفو المحيطات حاضرين للاجابة عن أسئلة المشاهدين بعد انتهاء عرض الفيلم.
كذلك تم البحث في الغزو البيولوجي، أي الادخال المتعمد أو غير المقصود لأنواع حية من أقاليم بيوجغرافية مختلفة. وهو يعتبر تهديداً للتنوع الأحيائي العالمي، خصوصاً في الجزر والأنظمة الايكولوجية التي لم تتأثر كثيراً بالتدخل البشري. وتطرقت المداخلات الى معابر غزو كائنات مختلفة، والأبحاث الجارية حول عمليات التكيّف التطوري، وتطبيقات علم الوراثة الكمّي والنوعي على أنماط الغزو البيوجغرافية.
البنوك الحيوية وأبحاث السرطان
تؤدي جيناتنا دوراً جوهرياً في نوعية صحتنا ومدى استجابتنا للأدوية. وثمة أمراض شائعة صعبة العلاج، لكن أدوات جديدة في علم الوراثة، كخريطة الجينات البشرية (human genome) وعلم الكومبيوتر الحيوي والبنوك الوراثية، تساعد في فهمنا لهذه الأمراض وتداركها ومعالجتها. وهي كانت موضوع محاضرة شائقة.
على سبيل المثال، تواجه النساء عموماً خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 5 – 7 في المئة خلال حياتهن. ولكن اذا حصلت طفرة جينية (mutation) في جينة BRCA1 فقد تزيد نسبة الخطر الى 80 في المئة. هذا ينطبق أيضاً على سرطان القولون وأمراض كثيرة أخرى. وتستخدم البنوك الوراثية، التي يوجد منها عدد لا بأس به من أوروبا، في أبحاث وتجارب مبنية على مجمل السكان.
أبحاث السرطان كانت محور جلسة أخرى. فهو أحد الأسباب الرئيسية للموت، وقد ازدادت الاصابات به بشكل حاد وتنوعت خلال العقود الأخيرة. وتفيد منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 11 مليون إصابة بالسرطان يتم تشخيصها كل عام. وقد كانت الجراحة والعلاج الكيميائي والاشعاعي الأساليب السائدة في المعالجة. واليوم يفتح التقدم التكنولوجي عصراً جديداً في أساليب تشخيص هذا المرض الخبيث وعلاجه. وتجرى حالياً أبحاث حثيثة لتطوير عقاقير ذات تأثيرات محددة ويمكن توقعها على خلايا الأورام، مع آثار جانبية أخف وطأة. وقد تم خلال هذه الجلسة عرض أحدث ما توصلت اليه أبحاث السرطان، مع التركيز على العلاجات الجزيئية (molecular therapies) واللقاحات المضادة للسرطان ودور علم الصيدلة الوراثية في أبحاث الأورام.
شيخوخة الشعوب وسلامة الغذاء
وتطرح شيخوخة شعوب أوروبا تحدياً اجتماعياً وسياسياً داهماً لا يمكن اجتنابه. ففي سنة 2050 سيكون نحو ثلث سكان الاتحاد الأوروبي فوق سن الستين. فتقدم الفهم العلمي لعملية الشيخوخة عزز حظوظ المسنين في حياة أوفر صحة واستقلالية، فضلاً عن انخفاض معدل الانجاب. وقد عقدت ندوة جمعت اختصاصيين بارزين من أوروبا والولايات المتحدة لمناقشة المفهوم الجديد للشيخوخة، وما توصلت اليه الأبحاث الكيميائية حول أسباب شيخوخة أجسادنا وكيف تحصل، ومساهمة هذه الأبحاث في مقاربة المشاكل المرتبطة بالمجتمعات الشائخة.
سلامة الغذاء كانت موضوعاً آخر للتداول، اذ يرتاب معظم المستهلكين في سلامة إمداداتهم الغذائية. هل نثق بالمؤسسات والتدابير المسؤولة عن سلامة الطعام الذي نأكله؟ ماذا يعني الخبراء بـ"الخطر المقبول"؟ هل المنتجات العضوية مختلفة أو مأمونة أكثر من منتجات الزراعة المكثفة؟ كان ذلك مدار نقاش بين العلماء والحضور حول أخطاء الماضي وسبل الوقاية من أزمات تتعلق بسلامة الغذاء في المستقبل.
وتناولت احدى الجلسات الكيمياء الخضراء، التي تعنى بتصميم وتطوير واستخدام مواد وعمليات كيميائية تخفف أو تلغي إنتاج واستخدام مواد تشكل خطراً على الصحة البشرية وعلى البيئة. وناقش الحاضرون التطبيقات العملية للكيمياء الخضراء: هل هي قابلة للنجاح في هذه المرحلة من الأبحاث؟ هل تقبل الصناعة التحدي اقتصادياً وسلوكياً وتعتمدها؟ هل لدى السياسيين والمؤسسات استعداد لتشجيع ودعم مبادراتها الطموحة ولكن غير المؤكدة؟
الطاقة النووية كخيار "أخضر" لتلبية حاجات أوروبا كانت محوراً آخر. فالاتحاد الاوروبي يستورد 50 في المئة من طاقته، واذا استمر على الوتيرة الحالية فسوف تزداد الطاقة المستوردة الى 70 في المئة خلال عشرين سنة. وستنتهي قريباً مهلة الوفاء بشروط بروتوكول كيوتو المتعلقة بالحد من انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري، فيما تعظم منافسة اقتصادي الصين والهند على مصادر الطاقة المتناقصة عالمياً. وتنبئ التكهنات الحالية بأن أنواع الوقود الاحفوري ستنضب بحلول سنة 2050. فاذا ظل خيار الانصهار النووي مستبعداً، هل يمكن الاتكال على الطاقات المتجددة وتكنولوجيا الهيدروجين للوفاء بحاجات المستقبل؟
معرض علمي ونشاطات شبابية
رافق المنتدى العلمي معرض مفتوح للمشاركين في المؤتمر وللجمهور عموماً. فقدمت مراكز الأبحاث الأوروبية بعض أحدث ما توصلت اليه من تكنولوجيات متطورة تساهم بشكل رئيسي في صنع السياسة العلمية الأوروبية. وعرَّفت منظمات دولية ببرامجها التدريبية ومشاريعها العلمية وخدماتها في دعم الأبحاث وترويج المعارف الحديثة. وعرضت شركات كبرى أحدث منتجاتها العلمية واستراتيجياتها التي تجمع النجاح الاقتصادي التسويقي مع حماية البيئة والمسؤولية الاجتماعية.
ومن المعروضات التي استقطبت معظم الزوار نموذج محطة لانتاج الطاقة بالانصهار النووي الشبيه بما يحدث في الشمس، يبنيها معهد ماكس بلانك للفيزياء البلازمية (IPP) في ألمانيا، وهو أحد أكبر مراكز أبحاث الانصهار في أوروبا. وذلك وفق الاتفاقية الاوروبية لتطوير تكنولوجيا الانصهار.
وعرضت شركة BMW أحدث ما توصل اليه قسم الأبحاث والتكنولوجيا في مجالات الطاقة النظيفة وتحسين الأداء والضبط الالكتروني.
وتمركزت في باحة مركز المؤتمرات شاحنة العلوم البلجيكية Mysterix التي دخلها الزوار، كباراً وصغاراً، لاجراء اختبارات في الفيزياء والميكانيك والبيولوجيا كشفت لهم بعض غوامض العلوم.
وأقيمت عروض ونشاطات للأولاد صممت لتستحث فضولهم الفطري حول الظواهر المحيطة بهم. فراحوا يختبرون الجاذبية، ويبنون صواريخ وروبوتات، ويتفحصون كائنات حية دقيقة تحت المجهر، ويتعرفون أكثر الى علم الكومبيوتر وتطبيقاته اللامتناهية في العلوم والحياة اليومية.
وتوجه المنتدى الى العلماء الشباب والطلاب من خلال برنامج للتوجيه المهني. فعقدت ورش عمل لمقابلات بين طالبي العمل ومسؤولي الشركات ومراكز الأبحاث، ونظمت حلقات دراسية حول برامج التدريب والخيارات المهنية للعلماء، وجلسات حوار جمعت علماء بارزين مع جيل جديد من الباحثين.
في حفل الاختتام، مرر رئيس المنتدى ولفغانغ هكل الشعلة الى الدكتور إنريك باندا والدكتورة إنغريد فوننغ، رئيسي لجنة تنظيم منتدى 2008 الذي سيعقد في برشلونة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
سحر فرحات إكسبو 2005 في اليابان
أبوظبي ـ «البيئة والتنمية» جينوم الصقور
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.