Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
وجدي رياض تلوث لا يمكن تجنبه  
نيسان (أبريل) 2002 / عدد 49
 يتعرض عالم اليوم، خصوصاً منذ النصف الثاني للقرن العشرين، لضروب من التلوث باتت تهدد الحياة البشرية. أضحى التلوث يقضّ مضجع الانسان، في غدوه ورواحه، وصرنا نسمع عن أمراض لم تكن موجودة في العصور الماضية. ولقد أجريت دراسات وبحوث على بعض القبائل البدائية في أفريقيا التي لم تطلها عدوى التلوث من المدنية الحديثة، فلم تظهر على أفرادها، مع الفقر الذي يميز أنماط حياتهم، مستويات تذكر من أمراض القلب والأعصاب والسرطان والجهاز الهضمي والبولي والتنفسي وغيرها.
التلوث الكرومغناطيسي نوع حديث من أنواع التلوث، وله من الخصائص والمميزات ما يجعله منفرداً. انه ينشأ عادة من وجود الموجات الكهرومغناطيسية، اللاسلكية، التي تكاد لا تخلو منها حالياً بقعة من الأرض.
باتت الطاقة الكهربائية عماد التقدم البشري. وهي وراء التلوث الكهرومغناطيسي الذي يمكن تلخيص أهم مصادره بما يأتي:
محطات توليد الكهرباء: المحطات الحرارية والمائية والهوائية والنووية تنتج الطاقة الكهربائية ذات التيارات العالية، ومن ثم تتولد موجات كهرومغناطيسية. وتنتشر غلالة التلوث حول هذه المحطات حيث تُمد الكوابل الحاملة للكهرباء ذات التيارات والجهود العالية. وفي جميع الدول تنتشر محطات التوليد والتوزيع على رقعة مساحة الدولة، ما يجعل الافلات من الآثار السلبية لهذه النوعية من التلوث أمراً صعباً. في مصر، مثلاً، تراوح محطات التوليد بين 500 كيلوفولط في السد العالي و220 كيلوفولط في شبكات التوزيع.
خطوط النقل الكهربائي: وهي تنقل الكهرباء عبر آلاف الكيلومترات وعلى مساحات شاسعة. ومع زيادة الجهود الكهربائية على العوازل الحاملة للكوابل تحدث ظاهرة  وهج الكورونا التي تسبب تلوثاً كهرومغناطيسياً. وتحتم تعليمات وزارة الكهرباء في مصر، كما في دول كثيرة، عدم تشييد أبنية سكنية في جوار أو أسفل هذه الخطوط.
أبراج البث الاذاعي والتلفزيوني: تنتشر الموجات اللاسلكية من خلال شبكة هائلة من الهوائيات العملاقة المركبة فوق أبراج عالية لتسهيل تغطيتها مسافات طويلة، سواء في الارسال الاذاعي أو التلفزيوني. وهي تعتبر مصدراً قوياً للتلوث الكهرومغناطيسي. وتتفاقم خطورة  هذا التلوث في المدن مع انتشار هذه الابراج على سطوح الابنية السكنية والتجارية.
الأقمار الاصطناعية وسفن الفضاء: يجوب الفضاء الكوني حالياً عدد كبير من الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية. وهي تتصل بالمراكز الأرضية عبر محطات إرسال واستقبال لاسلكي، فتنتج حزماً من الموجات اللاسلكية التي تسبب تلوثاً كهرومغناطيسياً.
محطات الرادار: النبضات الاشعاعية الصادرة من المحطات الرادارية هي من أهم مصادر التلوث الكهرومغناطيسي، علاوة على التأثيرات الحرارية المصاحبة لها.
الأجهزة المنزلية والصناعية: هناك الكثير من الأجهزة المنزلية التي تنتج موجات كهرومغناطيسية. ومنها على سبيل المثال الحواسب الآلية وأجهزة الراديو والتلفزيون والميكروويف ومجفف الشعر والبطانيات الكهربائية والساعات الرقمية. وبالرغم من ضعف الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتجها، إلا أن قربها من الجسم ولمدة طويلة يجعل تأثيراتها جديرة  بالحسبان.
الهاتف المحمول: توسعت في الآونة الاخيرة شبكات الهاتف المحمول (النقال أو الجوال أو الخليوي) وقفز عدد مستخدميه الى أرقام كبيرة. واستتبع ذلك إقامة العديد من الهوائيات ومحطات التقوية على سطوح المنازل والأبنية العالية، فباتت تأثيراتها عميقة. وكذلك الاشعاع الصادر من الجهاز نفسه الذي يكاد يلاصق خلايا الدماغ. وقد بينت دراسات حديثة آثاراً سلبية متنوعة لهذا النوع من الاتصال.
ينفرد التلوث الكهرومغناطيسي عن الانواع الاخرى من التلوث في صفتين أساسيتين: أنه غير مرئي ومن ثم لا يمكن تجنبه، وأنه يؤثر مباشرة على الخلايا الحية فيكون الضرر أكبر. وخلاصة القول ان التأثير الطويل المدى، على الاطفال أو الاجنة أو الكبار، مؤثر جداً. ولنضع في اعتبارنا ان نقطة الماء إذا استمرت في السقوط لسنوات طويلة قد تهدم عمارة  ضخمة.
كادر
"شرطي سوبر" للحماية من موجات الهاتف المحمول
تشير دراسات متعددة الى أخطار الهاتف المحمول والأجهزة الكهربائية التي تنتج عنها مجالات كهرومغناطيسية، وتسببها في الاصابة بأمراض مختلفة يكون بينها السرطان. لكن الحقيقة الوحيدة  الثابتة حتى الآن أن الموجات الكهرومغناطيسية تتسبب في تغيير الظروف البيئية حول الانسان وأي تغير في تلك الظروف مدة  طويلة يأتي بخطر داهم على صحته. ولا نستطيع أمام تلك الحقيقة استبعاد الاتهامات الموجهة للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من المحمول، باعتبارها تؤدي الى تغير العوامل البيئية، مما قد يؤدي الى حدوث الاصابة بالسرطان.
أمام منطق استحالة توفير "شرطي" لكل جهاز قد ينتج عنه خطر ما، نجح العلماء أخيراً في التوصل الى ابتكار "شرطي" واحد يفي بأعمال الحراسة والوقاية للانسان، في أي مكان ومع أي جهاز يصدر اشعاعاً كهرومغناطيسياً. و"الشرطي" الجديد السوبر عبارة عن بطاقة بلاستيكية في حجم بطاقات الائتمان التي تصدرها البنوك، يتم وضعها داخل المحفظة الشخصية، أو داخل جيب القميص أو السروال، لتبقى دائماً وكأنها في حالة انتباه، تؤدي الخدمة بيقظة طوال 24 ساعة، وتقبض فوراً على أي خطر يحوم حولنا، حتى لو كان متخفياً داخل تلك الموجات الكهرومغناطيسية التي لا نراها ولا ندركها.
والبطاقة، التي جاءت بعد أبحاث شارك فيها علماء من الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا، تقوم على فكرة "الدفاع الذاتي"، أو تشبه منصات الصواريخ التي تنطلق ذاتياً بمجرد دخول طائرة المجال الجوي الذي تحرسه. ويؤكد عدد من الاطباء والعلماء المصريين أن تلك البطاقة لها مفعول "السحر" في الحد من أخطار الموجات الكهرومغناطيسية. فالدكتور إسلام أحمد، رئيس وحدة الهورمونات ودلالات الأورام والمناعة في مستشفى السلام الدولي، يؤكد أنه ثبت عملياً أن لهذه البطاقة القدرة على تقليل نسبة الموجات الكهرومغناطيسية بوجه عام، خاصة المنبعثة من الهواتف المحمولة، وذلك لقدرتها الفائقة على اصدار ايونات سالبة تشبه الالكترونات تخدم كدرع واقية ضد هذه الموجات، وتعمل على تعادلها وتقلل من نسبة الشوارد الحرة. وقام الدكتور ابراهيم محمد مطاوع، الباحث في المعهد القومي للمعايير، بعدة اختبارات لمفعول البطاقة الجديدة وقدرتها على امتصاص المخاطر. وخلص منها الى تأكيد نتائج الاختبارات التي أجريت في المعهد القومي للمعايرة، وكذلك تقرير اللجنة الفنية للاشعة في وزارة الصحة والسكان، بعدم تعرض الجسم البشري لمضار صحية عند استخدام هذه البطاقة.
وقام الدكتور محمد علي صالح باختبار آخر لقياس مدى فاعلية "الشرطي" السوبر، وأجرى تجربة على بعض الأشخاص باستخدام جهاز لقياس مدى تأثير الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الهاتف المحمول على عضلة الاذن الوسطى. وخلص الى النتائج التالية: عند وضع بطاقة الأمان وإجراء محادثة بهاتف محمول، امتصت البطاقة الموجات الكهرومغناطيسية بشكل واضح، وانقبضت عضلة عظمة الركاب في الأذن وانبسطت بشكل طبيعي وغير متأثر بالموجات الممغنطة التي نتجت عن الهاتف المحمول، مما يؤكد قدرة الايونات السالبة الصادرة من بطاقة الامان في معادلة الموجات الموجبة الصادرة من الأجهزة المختلفة لتصل الى المعدلات الطبيعية التي لا تؤثر على وظائف جسم الانسان.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.