Saturday 23 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
عزة عبدالمجيد - عمّان مسار الأردن  
أيلول-تشرين الأول/ سبتمبر-أكتوبر 2016 / عدد 222
 مبادرة شبابية تروّج لسياحة مسؤولة في أماكن طبيعية خارج الخريطة السياحية
 تتميز الشابة دارين ديرية بتلك القدرة على المزج في حياتها المهنية بين الجهد التطوعي والعمل الجاد، لاكتشاف المخفي أو ربما المنسي في إرث الأردن الطبيعي والجغرافي والأثري الذي شكلته الحياة الإنسانية على مر العصور. فقبل نحو أربع سنوات، وبوحي من دراستها في الإرشاد والتطوير السياحي وإدراكها العميق لمفهوم التطوع، انطلقت للعمل على تشجيع السياحة الداخلية بأسلوب جذاب وغير تقليدي. وذلك من خلال مبادرة «مسار» لجذب الاهتمام إلى بقاع ومناطق تتميز بثراء طبيعي لكنها تقع خارج الخريطة السياحية المألوفة.
قد يبدو ذلك نشاطاً مألوفاً، لكن ما يميز المبادرة هو قيام المشاركين في تلك الرحلات بتقديم عمل جاد. إذ تعتبر ديرية أن السياحة التطوعية تنطوي على هدف تقديم العون أو المساهمة في أحد الأنشطة الحياتية لفئة من المجتمع خلال زيارة إلى مكان ما، بحيث لا يقتصر الأمر على الاستمتاع بذلك المكان. وفي هذا السياق، تركز مبادرة «مسار» على الجوانب البيئية، كالمشاركة في زراعة الأشجار بالتعاون مع جمعيات أهلية، أو القيام بأعمال التنظيف حيث تدعو الحاجة في بعض المناطق.
 مسارات جديدة
زار المشاركون في المبادرة منذ تأسيسها أكثر من 50 منطقة وبقعة «جديدة» في الريف والجبال والمناطق الطبيعية الأخرى عبر البلاد. «فكل مكان وقرية في الأردن هدف لنا»، كما تقول ديرية، مضيفة أن «الهدف الأساسي هو زيارة أماكن ذات خصائص بيئية» لترويج مفاهيم السياحة البيئية المسؤولة التي تستند إليها في عملها.
من بين البقاع التي نظمت مسارات إليها، وكانت غير معروفة على نطاق واسع لغير السكان المحليين، وادي زقلاب في لواء الكورة ضمن محافظة إربد. وعلى رغم وعورة الطرق الموصلة إليه، يتميز الوادي بأهمية اقتصادية كبيرة ويشتهر بزراعة الرمان والعنب والحمضيات، مع توفر الينابيع والشلالات. يبلغ طول الوادي تسعة كيلومترات، وكان يصب في نهر الأردن وتجري المياه فيه بقوة قبل بناء سد شرحبيل بن حسنة، فضعف دفقه. وفي الوادي ثلاث طواحين كانت تدار بالماء، إلا أن أهميتها تلاشت في ستينات القرن الماضي مع ظهور التـكنولوجيـا. ويتوسط شلال أبو شقير منطقة الطواحين، ويبلغ قطر حوضه سبعة أمتار وارتفاع مصب المياه فيه 20 متراً، وتقدر المياه المتدفقة فيه بنحو 100 متر مكعب في الساعة، وهي مياه جارية من الوادي تتغذى من عدة ينابيع.
أما «بركة العرائس» في لواء كنانة ضمن المحافظة ذاتها فتعتبر من أهم البرك في الأردن، ويطلق عليها أحياناً إسم «بحيرة»، وهي تمتد على مسافة عشرة كيلومترات. تحتضن البركة، التي تملكها سلطة وادي الأردن، عدداً من الحيوانات النادرة في المنطقة، ومنها ثعلب الماء وبومة السمك والسلحفاة المائية وجميعها مهدد بالانقراض، وأكثر من مئة نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة. وتكثر في طريق الوصول إليها من قرية ملكا المجاورة أشجار كثيفة من أنواع البلوط والزعرور والعبهر والقيقب وغيرها، إضافة الى أكثر من ألفي نوع نباتي تمثل إقليم البحر المتوسط. وعلى رغم أهميتها الطبيعية والتاريخية والاقتصادية والزراعية، انتقدت بعض  التقارير الصحافية سوء استغلالها، ونبهت إلى ضرورة تحويلها منطقة سياحية بارزة من معالم الأردن الرئيسية.
وكانت قرية خرجا وجهة أخرى للمسار. فهي من أكبر قرى «بني كنانة»، وتعتبر من أجمل مناطق الأودية والجبال والسهول والتلال الخضراء الغنية بعيون المياه وخصوبة التربة. ويزرع في وادي خرجا الرمان والتين ومحاصيل كالبصل والفجل والرشاد والبقدونس، نظراً لوفرة المياه فيها.
وتتوافر في الأردن حمّامات الاستشفاء المعدنية، وقد برز العديد منها في البرامج السياحية مثل حمامات ماعين. إلا أن واحدة من أقدمها، وهي حمة أبو ذابلة في لواء الكورة التي كانت إحدى وجهات «مسار»، فيبدو أنها فقدت مكانتها إذ جفت مياهها وباتت في أمس الحاجة إلى من يعمل على إحيائها. وقد اشتهرت الحمة في مضى كمحطة علاجية لعدد من الأمراض الجلدية والنفسية والعصبية نظراً لطبيعة تركيبة أملاحها.
 سياحة ميسَّرة
تقول ديرية إن مبادرة «مسار» تؤكد على «حق السياحة للجميع». ومن هنا عملت على تسهيل مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في المسارات عبر الأردن، وذلك باختيار أماكن مهيأة قدر الإمكان وتوفير وسائل نقل ملائمة ومترجمي إشارة ومرافقين. وتدعو في هذا الصدد إلى الاهتمام باندماج جميع المشاركين معاً في الرحلات التي تضم أفراداً يعانون من إعاقات.
انطلقت مبادرة «مسار» قبل أربعة أعوام ببضعة مشاركين، ووصل عددهم الآن إلى نحو 1500 شخص. وترى ديرية أن باستطاعة الجميع الاستمتاع بحق زيارة الأماكن الجميلة والقيّمة التي لا تزال تفتقر إلى الترويج والتخطيط والاستثمار السياحي، وهي بقاع كثيرة في البلاد.
 
كادر
سياحة المغامرات في الأردن
المغامرون الأوائل
كان أمراً غير مألوف أن تواصل مجموعة من الأفراد نشاطاً في مجال الاستكشاف والمغامرة والتصوير الميداني، بعد انتهاء عملها كنخبة من مدربي القوات الخاصة العسكرية الأردنية. لكن النتائج أثارت الدهشة والإعجاب.
بدأ «المغامرون الأوائل» نشاطهم المتميز عام 2006 بعد تحولهم إلى التقاعد، وذلك بتصوير مناطق في جنوب الأردن شهيرة بآثارها ومناطقها السياحية، ومنها البتراء والعقبة ووادي رم والبحر الميت. لكن نشاط الفريق اتجه بعد ذلك إلى الشمال، حيث الكثير من بقاعه ومعالمه غير معروفة على الخريطة السياحية حتى لأبناء البلاد أنفسهم، بهدف الترويج لها وإخراجها من كنف الإهمال.
قام أفراد الفريق في بداية انطلاقته بالتقاط صور لمناطق من لواء الكورة في محافظة إربد، التي تبعد نحو 65 كيلومتراً شمال العاصمة عمان. وقد أبرزت الصور جمال تلك الطبيعة وسحرها، وكان لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أثر كبير مع تزايد عدد المتابعين.
يطلق قائد الفريق بركات ظاظا تعبير «سياحة المغامرات» على نشاط مجموعته، الذي يتميز بالتدريب على الإنزال الجبلي وممارسته، ثم القيام بمسارات نهارية وليلية في الأودية والجبال، تنطلق خصوصاً من مخيم وادي الريان في شمال البلاد. ويشكل «كهف عراق الدب» الذي يبعد 7 كيلومترات عن مدينة عجلون منطقة مثالية للتسلق والإنزال الجبلي، إذ تبلغ مساحته 150 متراً مربعاً وارتفاعه 35 متراً. ومن المناطق الأخرى التي تمارس فيها رياضة الإنزال شلالات وادي الموجب وشلال الرشراش في منطقة حلاوة في عجلون بارتفاع 150 متراً وجسر بانوراما في منطقة البحر الميت ويبلغ ارتفاعه 80 متراً.
أما هبة البصام، فليست ككل المصورين، إذ تتولى التقاط صور المشاركين في رياضة الإنزال الجبلي وهي أيضاً معلقة بالحبال. لكنها تجد في ذلك متعة كبيرة، وتقول إن هذه الرياضة تمنح المرء شعوراً بالشجاعة، بل تساعد في التخلص من الرهاب (فوبيا) لمن يعانيه من المشاركين.
يعمل الفريق على مدار العام مع مشاركين من الأردن ومختلف دول العالم، ويقيم مخيمات لإقامتهم في بعض المناطق. ولم يقتصر عمله على المغامرة السياحية، بل أسفر عن اكتشاف عشرات المناطق الأثرية والطبيعية من وديان وكهوف وشلالات.
الصور: مبادرة مسار
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
كارول هوانغ («ذي ناشيونال»، دبي) بحيرة البعوض
زوي شافي (دبي) السياحة والبيئة
ميريل حداد - سنغافورة سنغافورة مدينة في حديقة
محمد التفراوتي (الرباط) حامة مولاي يعقوب
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.