افتتح مؤخراً البيت الأول من ستة بيوت تجريبية محايدة كربونياً يتم بناؤها في خمسة بلدان أوروبية، كجزء من تصور شركة VELUX لـ''البيت النموذجي لسنة 2010". يقع البيت في ضاحية ليستروب قرب أرهوس، ثاني أكبر مدينة في الدنمارك.
لقد بات واضحاً أن صناعة البناء تواجه تحديات كبيرة من حيث تلبية متطلبات المستقبل. وتظهر الاحصاءات أن السكان في الاتحاد الأوروبي يقضون 90 في المئة من وقتهم داخل الأبنية، وأن الأبنية تستأثر بـ40 في المئة من استهلاك الطاقة الاجمالي. وقد تم تصميم ''البيت النموذجي لسنة '2020" ليؤمن توازناً مثالياً بين كفاءة الطاقة والمناخ الداخلي وفن العمارة وحلول رائدة للتكنولوجيا النظيفة.
يقول مدير المشروع لون فيفر إن ''هذا البيت يشكل خطوة مهمة باتجاه رؤية جديدة لأبنية المستقبل، ويُثبت أننا نستطيع التصدي لتحديات المناخ بخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من خلال استخدام طاقة متجددة، فلا نضحي بما نحتاج اليه من ضوء نهاري وهواء نقي".
''بيت للحياة'' يستخدم الطاقة المستمدة من الشمس. والمنطقة التي يبلغها ضوء النهار فيه هي بضعفي مساحة المنطقة التي يبلغها في بيت تقليدي. وقد تم تركيب نوافذ في أماكن استراتيجية من السطح، تؤمن مقداراً متوازناً من ضوء النهار لغرف النوم والمطبخ وغرفة الطعام. وجُهزت جميع نوافذ السطح من الداخل بستائر متحركة تشغلها بطاريات تشحنها خلايا شمسية، وبظلل على الجهة الخارجية. وعلى السطح أيضاً لاقطات شمسية لتسخين الماء. هذا منزل عائلي ينتج فعلاً طاقة أكثر مما يستهلك. يقول فيفر: ''لقد بنينا بيتاً مقتصداً بالطاقة، مريحاً للعيش، ويشكل فتنة للناظر. وهذا يضعه في صميم تصور البيت الشمولي".
تبلغ مساحة البيت 190 متراً مربعاً، ويتكون من طبقة ونصف طبقة. وتعادل مساحة النوافذ (في الجدران وعلى السطح) 40 في المئة من مساحة الأرضية. له أربع نوافذ في السطح مواجهة للجنوب وثماني نوافذ مواجهة للشمال. وزودت جميع نوافذ السطح بثلاث طبقات من الزجاج، وبستائر داخلية، وظلل خارجية تحمي بفاعلية من الحرارة في الصيف (حتى 90 في المئة) وتشكل عازلاً يمنع خسارة الحرارة عبر النوافذ في الشتاء. وزُودت جميع نوافذ السطح بنظام io-homecontrol للتحكم الالكتروني، يساعد في تأمين مناخ داخلي مريح وحد أدنى من استهلاك الطاقة. فيمكن مثلاً إغلاق النوافذ والستائر ليلاً لتجنب تسرب الحرارة وخسارة الطاقة.
يُعرض هذا البيت النموذجي للزوار والمهندسين كأول مبنى محايد كربونياً في الدنمارك، وكمثال ناجح للشراكة بين القطاعين العام والخاص. وسوف تبنى ''بيوت نموذجية لسنة 2020" خلال هذه السنة في بريطانيا وألمانيا والنمسا وفرنسا.
|