Tuesday 03 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
كيري شريدان شعوب أصلية: حقوقها منتهكة باسم الحماية  
تشرين الثاني-كانون الأول/ نوفمبر-ديسمبر 2016 / عدد 224
 تنتهك منظمات بيئية عالمية حقوق السكان الأصليين من خلال دعم مشاريع تؤدي إلى طردهم من أرض أسلافهم باسم الحفاظ على البيئة. هذا ما أبرزه تقرير حديث لخبيرة الأمم المتحدة فيكتوريا تولي كوربوز، يوثق قتل سكان أصليين وطردهم واستغلال أراضيهم لاستخراج الموارد من دون موافقتهم، في ممارسات تؤثر على الملايين من أبناء الشعوب الأصلية في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
كوربوز هي المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الشعوب الأصلية. وقد سافرت في العام الماضي إلى هندوراس والبرازيل وإلى أصقاع شعب «سامي» في المناطق القطبية في فنلندا والنروج والسويد. ووثقت الانتهاكات التي يتعرضون لها.
في هندوراس التقت كوربوز ناشطة من شعب «لينكا» تدعى بيرتا كاسيريس، قبل أربعة أشهر من قتلها في آذار (مارس) 2016 بسبب احتجاجاتها ضد مشروع سد أغوا زاركا، رغم منحها تدابير حماية وقائية من قبل اللجنة الأميركية لحقوق الإنسان.
وفي البرازيل، أعربت كوربوز عن مخاوف عميقة من استمرار حوادث القتل والتهجير القسري لشعب «كايوا غواراني» في ماتو غروسو.
ومن التهديدات الرئيسية لحقوق شعب «سامي» في المنطقة القطبية «الاندفاع المتزايد إلى استخراج المعادن وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة»، كما جاء في التقرير.
بالنسبة إلى «مبادرة الحقوق والموارد»، وهي منظمة غير حكومية تدعم حقوق الشعوب الأصلية، تبقى انتهاكات في مناطق مختلفة من العالم من دون حل أيضاً، بما في ذلك طرد السكان المحليين من محمية «كانها» للنمور في الهند، مع أن الأدلة تشير إلى إمكان تعايش السكان والنمور في المنطقة نفسها. وفي نيبال، تم إعلان إقليم شور منطقة محمية عام 2014، من دون استشارة زعماء المجتمعات المحلية الأصلية الذين يمثلون خمسة ملايين نسمة. وفي الكاميرون وكينيا، أجبر سكان محليون على مغادرة بيوتهم لإقامة مناطق محمية.
ويؤكد منسق المبادرة أندي وايت أن الشعوب الأصلية «مجهزة على أفضل وجه لحماية الغابات الأكثر تعرضاً للخطر في العالم، وهي تحميها منذ عقود. ومع ذلك ما زالت منظمات بيئية وحكومات كثيرة تعاملها كعوائق للحماية لا كشركاء».
قصة قديمة؟
يتم ضم أراضي الشعوب الأصلية بشكل متزايد إلى المناطق المحمية التي تضاعف عددها تقريباً خلال عقدين، من 9 ملايين كيلومتر مربع عام 1980 إلى 16 مليون كيلومتر مربع عام 2000.
وأشار تقرير كوربوز إلى أن أراضي السكان الأصليين «ثمينة» بشكل خاص لأنها تشكل أقل من ربع سطح اليابسة لكنها تحوي 80 في المئة من التنوع البيولوجي للأرض. صحيح أن المناطق المعنية تديرها الحكومات، لكن منظمات الحماية هي التي تيسر الحصول على التمويل، بحسب كوربوز التي ترى أن بإمكان هذه المنظمات أن تفعل أكثر بالضغط على الحكومات.
اعتبر التقرير أن الأثر السلبي للحماية على السكان الأصليين هو «موضوع مستمر ومتكرر منذ إنشاء منصب المقرر الخاص لحقوق الشعوب الأصلية عام 2001».
والواقع أن القضية تعود إلى أقدم من ذلك، فقد طردت سلطات الولايات المتحدة بأساليب عنيفة سكاناً أصليين من أراض تم تكريسها باسم متنزه يلوستون الوطني عام 1872 ومتنزه يوسيميتي الوطني عام 1890. يقول جون روبنسون، نائب رئيس جمعية الحفاظ على الحياة البرية ومقرها نيويورك: «هذه قصة قديمة، وليست القصة التي نحاول الآن نحن البيئيين تحقيقها على أرض الواقع». وأضاف: «إذا قرأت تقرير كوربوز، تجد أنها غالباً تتحدث عن التاريخ».
لكن كوربوز، وهي من زعماء شعب «كانكاناي إيغوروت» في الفيليبين ردت مستنكرة: «يقولون إنها قصة قديمة، مثل التاريخ. وأنا أقول بالطبع لا. هذا بالتحديد ما يجعلني أعد التقرير، لأنها قصة مستمرة إلى الوقت الحاضر».
أما مدير عام الصندوق العالمي لصون الطبيعة (WWF) ماركو لامبرتيني فوصف التقرير بأنه «مساهمة مهمة للارتقاء بالممارسات الجيدة في مجال حقوق الشعوب الأصلية في الحماية». مضيفاً أن «الصندوق ملتزم العمل بالتعاون مع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدامها المستدام».
ووافقه الرأي رئيس منظمة «كونزرفيشن إنترناشونال» بيتر سليغمان الذي قال: «أن تتخذ خيارات وقرارات بشأن أراضيك هو حق أساسي من حقوق الإنسان. لا أعتقد أن هناك أي استثناءات لذلك».
وقد عرضت كوربوز تقريرها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) 2016، بهدف الضغط على الحكومات لوقف الانتهاكـات. وقـالت إن منظمـات الحماية لا تفعل ما يكفي لدعم حقـوق الشعـوب الأصليـة، مضيفة أن «كل هذا الكلام عن الحفاظ على الطبيعة هو أحياناً مجـرد كـلام».
 
كادر
حقائق وأرقام عن الشعوب الأصلية
● تشكل الشعوب الأصلية نحو 5 في المئة من مجموع سكان العالم، لكنها تضم نحو 15 في المئة من فقرائه، ونحو الثلث من 900 مليون من سكان الأرياف الذين يعيشون في فقر مدقع.
●هناك أكثر من 5000 مجموعة مختلفة من الشعوب الأصلية تعيش في أكثر من 70 بلداً وتتكلم نحو 4000 لغة.
●الشعوب الأصلية ليست دائماً أقليات، ففي بوليفيا وغواتيمالا مثلاً تشكل أكثر من نصف عدد السكان.
● يبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال من السكان الأصليين (أبوريجين) في أوستراليا 59 عاماً، بالمقارنة مع 77 عاماً للرجال الأوستراليين عموماً.
● أشارت دراسة حديثة إلى أن إنهاء تهميش الشعوب الأصلية يمكن أن يحقق توسعاً للاقتصادات الوطنية في بوليفيا بنسبة 37 في المئة، والبرازيل بنسبة 13 في المئة، وغواتيمالا بنسبة 14 في المئة، وبيرو بنسبة 5 في المئة.
● تعاني الشعوب الأصلية من ارتفاع معدلات الفقر وعدم امتلاك الأراضي وسوء التغذية والنزوح الداخلي والأمية أكثر من الأفراد الآخرين في المجتمع، ولها وصول أقل إلى الخدمات الصحية.
● حوض نهر الأمازون موطن لنحو 400 مجموعة مختلفة من السكان الأصليين. وهو يشكل نحو 7 في المئة من مساحة بر الأرض، لكنه يؤوي أكثر من نصف التنوع البيولوجي.
● قبل قرنين، كان السكان الأصليون يعيشون في معظم النظم الايكولوجية على الأرض. أما اليوم فلديهم الحق القانوني في استخدام نحو 6 في المئة فقط من الأراضي، وفي كثير من الحالات تكون حقوقهم مجتزأة أو مقيدة.
● تقوم أكثر من 100 شركة أدوية بتمويل دراسات لمعارف السكان الأصليين بالنباتات، خصوصاً النباتات التي يستخدمها المعالجون التقليديون.
● يحتفل باليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 آب (أغسطس) من كل عام.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.