Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
أمل المشرفية بداية الاستجابة لحرائق الغابات في لبنان  
تشرين الثاني / نوفمبر 2023 / عدد 308
متري: المساحات المحروقة تراجعت 90 في المائة
 
"لبنان الأخضر"، كما يوصف من مئات السنين لتفرُّده في المنطقة بالغابات والأشجار المعمرة، والذي تتوسط علمه الوطني شجرة أرز باسقة، خسر خلال العقود الأخيرة مساحات خضراء واسعة، بسبب ازدياد الحرائق. ولا يعود هذا فقط إلى تعاظم موجات الحرّ والجفاف، بل أيضاً إلى غياب الإدارة الرشيدة المتكاملة للموارد الحرجية وضعف إمكانيات إطفاء الحرائق عند وقوعها. لكن مؤشرات إيجابية بدأت تظهر خلال السنتين الأخيرتين، بسبب تطبيق تدابير وقائية وبرامج رقابة وتعزيز قدرات التصدّي، بالمعدات وتدريب طواقم بشرية مؤهلة. الدكتور جورج متري، مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، كان من أبرز الناشطين في هذا المجال، من خلال "مجموعة تحديث الإستراتيجية الوطنية للحرائق في لبنان". وهو تحدث إلى "الشرق الأوسط" عن وضع الحرائق خلال هذا الموسم والتوقعات للمستقبل.
 
- ما هو وضع حرائق الغابات في لبنان لموسم 2023؟
الوضع ليس سيئاً مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام السابقة، إذ إن مجموع مساحة المناطق التي احترقت حتى نهاية (سبتمبر) أيلول 2023، وبحسب تقدير أولي، هي في حدود 551 هكتاراً، مقارنة بمعدل سنوي للفترة نفسها منذ 2006 والذي بلغ 466 هكتاراً. ومع أن عدد الحرائق كان مرتفعاً وعوامل الطقس كانت مسهِّلة لتمدد الحرائق، إلا أنه لم تسجَّل حرائق كبيرة الحجم نسبياً. وذلك يعود لعدة أسباب، منها خطة الطوارئ التي أطلقتها وزارة البيئة في 2022، وقد أعطت نتائج جيدة في الموسمين الماضي والحالي، حيث تراجعت المساحات المحروقة بنسبة تراوحت بين 90 في المائة عام 2022 و87 في المائة حتى نهاية صيف 2023، مقارنة مع معدلات الحرائق للأعوام 2019 و2020 و2021، بفضل التدخل السريع وعمل فرق الاستجابة الأولى.
 
- كيف تقارن الوضع بالسنوات الماضية؟
ما زلنا ضمن المعدلات المقبولة مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام الماضية، لكن موسم الحرائق قد يستمر بضعة أسابيع إضافية، وفق درجات الحرارة وهطول الأمطار. ففي موسم 2019 كانت هناك حرائق كارثية في منطقة المِشْرِف القريبة من بيروت، دمّرت نحو 3000 هكتار. وفي 2020 دمّرت الحرائق نحو 7000 هكتار، كان قِسم كبير منها حرائق عشبية في منطقة عكار. أما في 2021 فحصدت الحرائق نحو 2700 هكتار، وذلك يعود في معظمه إلى أكبر حريق سُجِّل في ذلك العام في منطقة القبيّات-عندقت-أكروم، حيث خسرنا 1500 هكتار خلال ساعات قليلة. والملاحظ أنه منذ عام 2019 بدأنا نشهد حرائق على ارتفاعات أعلى، أي في المناطق التي تضمّ غابات أرز وشوْح ولزّاب، وهذا يرجع إلى تأثيرات التغيُّرات المناخية التي تُعرِّض هذه الغابات إلى الجفاف بشكل أكبر. والسبب أن عدد الأيام التي يغطي فيها الثلج هذه الغابات يتراجع، مما يجعلها عرضة ليس فقط للحرائق بل أيضاً لتفشي الحشرات والأمراض.
 
- ما هي الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرائق؟
السبب المباشر الأساسي لاندلاع الحرائق هو استخدام النار من السكان والمزارعين لتنظيف الأراضي، وهي أوفر وسيلة للتخلُّص من النفايات الزراعية ومخلفات التشذيب وجمع الأعشاب، مما يشكّل خطراً على الغابات القريبة منها. من الأسباب المباشرة أيضاً استخدام المفرقعات والأسلحة النارية، حيث قد يتسبب طلق ناري بحدوث حريق في مناطق يصعب الوصول إليها، إلى جانب حرق مكبّات النفايات العشوائية المنتشرة في الكثير من البلدات. وهناك بعض الحرائق المتعمدة، بهدف التخريب أوتحويل الغابات المحروقة لإستعمالات أخرى. ومن الأسباب غير المباشرة تداخل الأراضي الزراعية بالأراضي الحرجية، والتمدد العمراني العشوائي. وثمة غياب تام تقريباً لإدارة الغطاء الحرجي، الذي يحتاج إلى الإدارة والصيانة من تشذيب وتفريد وتنظيف، مما يخفف كثيراً من خطر الحريق ويحافظ على صحة الغابة وعلى المنتوجات والخدمات التي تقدمها النظم الإيكولوجية للغابات. وقد ازداد الوضع سوءاً بسبب التغيُّر المناخي وازدياد التطرُّفات في أحوال الطقس، مما يجعل العوامل المسهّلة لاندلاع وتمدد الحريق متوفرة بشكل أكبر.
 
- ما هي تدابير المعالجة الممكنة؟
على الصعيد الوطني، وضعت وزارة البيئة خطة طوارئ لإدارة خطر الحرائق وبدأت تنفيذها على الأرض، كما تم تحديث خارطة مخاطر الحرائق الوطنية، بحيث حددت 15 نقطة ساخنة هي الأكثر تعرضاً للحرائق، وبات هناك تركيز على إنشاء فرق للاستجابة الأولى في هذه المناطق لتقوم بالإبلاغ والتدخل بشكل سريع جداً، قبل أن تمتد الحرائق. كما تم مؤخراً تحديث الاستراتيجية الوطنية لإدارة حرائق الغابات وإقرارها، وهي توضح الأدوار والمسؤوليات تحت كل إدارة رسمية ووزارة معنية بالموضوع. وترافق هذا مع دعم دولي لتجهيز وتدريب وحدات "المستجيب الأول"، كي يكون لديها القدرة على التعامل مع الحرائق. أما على الصعيد المحلي فبات ثمة المزيد من التوعية حول موضوع خطر الحرائق، من خلال العمل مع المجتمعات المحلية والبلديات والجمعيات، وتشكّلت فرق تطوُّع تتواصل مع بعضها البعض عبر مجموعات واتساب. لكن قدراتنا للتعامل مع خطر الحرائق المتزايد ما زالت محدودة جداً، من معدات وجهاز كادر بشري وخبرات. ومع الحرائق الكبيرة المتوقعة بسبب التطرُّفات المناخية، ما زال أمام لبنان عمل كثير في هذا المجال، يتجاوز خطط الطوارئ إلى برامج متكاملة تتضمن الوقاية والإدارة المتوازنة للغابات، إلى جانب التصدّي الفعّال للحرائق. وقد رأينا أن بلداناً لديها قدرات تقنية كبيرة جداً وجدت صعوبة في التعامل مع هذا الخطر المتزايد. لذا ننتظر نهاية موسم الحرائق وأيدينا على قلوبنا.
 
 
إقامة مناطق عازلة للنيران في محمية أرز الشوف (لبنان)
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.