عندما ينطلق قارب المستقبل Energy observer في رحلة حول العالم في شباط (فبراير) 2017، سوف يندفع بواسطة محركات كهربائية تزودها بالطاقة المتجددة مجموعة بطاريات تغذيهـا ألـواح شمسية وتوربينـات رياح.
هذا ليس جديداً، ولكن هناك سابقة، فبإضافة نظام تحليل كهربائي (electrolysis) بالطاقة المتجددة أيضاً، لفصل الماء إلى هيدروجين وأوكسيجين، ومن ثم تخزين الهيدروجين، سوف يكون هذا أول قارب في العالم مجهز بآلية مستقلة لإنتاج الهيدروجيـن تساعده في غياب الشمس والرياح لإتمام رحلته الخالية تماماً من الوقود والانبعاثات الكربونية.
«سوف يكون هذا أول قارب مزود بنظام ذاتي لإنتاج الهيدروجين»، يقول الشاب الفرنسي فيكتوريان إروسار الذي يقف وراء المشروع مع مواطنه جاك دولافوس وهو مخرج أفلام وثائقية وغوّاص محترف.
ظل المشروع قيد الكتمان حتى وقت قريب. وكان هذا القارب فاز عام 1994 بجائزة جول فيرن لرحلته حول العالم من دون توقف. وقد تم تعديله بشراكة بين مركز البحوث CEA- Litenفي فرنسا وفريق من المهندسين البحريين. وهو يخضع حالياً لتركيب أنظمة الطاقة المتجددة في حوض لبناء السفن في سان مالو في فرنسا. وسوف يكلف نحو خمسة ملايين دولار، ويكون بمثابة مختبر حي للمركز بوجود مجموعة من أجهزة الاستشعار على متنه لمراقبة أدائه وتحسينه.
تقول مديرة المركز فلورنس لامبر إن القارب المنجز سيكون «رمزاً لشبكات طاقة المستقبل، مع حلول يمكن استخدامها في غضون خمس سنوات. وهو أيضاً يشكل نموذجاً يقتدى به في منازل المستقبل التي يمكن أن تحوي نظاماً للتخزين الهيدروجيني».
لن تكون رحلة القارب حول العالم سريعة ولا رخيصة الكلفة. فمن المتوقع أن تستغرق ست سنوات، يعبر فيها البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي ومن ثم المحيط الهادئ. وسوف يتوقف في 101 محطة ليكون بمثابة معرض متنقل لتكنولوجيا الطاقة المتجددة. وقد تبلغ كلفة الرحلة أربعة ملايين يورو كحد أدنى سنوياً.
وسيكون لهذه الرحلة تأثير ليس فقط على مستقبل النقل البحري، بل أيضاً على مستقبل نظم الطاقة البرية، بفضل إدخال عنصر الطاقة الهيدروجينية المنتجة بطريقة متجددة. ولئن تكن الآمال المعلقة على الاقتصاد الهيدروجيني المقبل مثار جدل بين مؤيدي الطاقة المتجددة، فإن الدروس التي سيتم استقاؤها من رحلة «إنرجي أوبزرفر» قد يستفاد منها في تطوير أنظمة يستخدم فيها الهيدروجين كوسيط لتخزين الطاقة.
قد ينتقد البعض هذا المشروع باعتبار أن هناك وسيلة قديمة للسفر البحري بلا انبعاثات، هي السفن الشراعية. ولكن إذا عملت أنظمة القارب وفق الأداء المتوقع، فسوف يثبت إمكانية إبحار القوارب الكهربائية بطاقتها الذاتية، مثلما أثبتت الطائرة «سولار إمبالس 2» بطيرانها حول العالم مستخدمة الطاقة الشمسية حصراً. وباعتبار التقدم الذي تحرزه السيارات الكهربائية على البر أيضاً، يبدو أن الوقت ملائم جداً لتبني نهج مماثل للسفر البحري.
|