أحد كبار المسؤولين في دولة عربية إتصل بنا متسائلاً: هل قرأتم المؤشر البيئي الذي قُدّم الى "ملتقى دافوس الاقتصادي" في نيويورك؟ هل يمكن أن يكون صحيحاً ما سمعته عن أن الدول العربية في أسفل القائمة، وماذا عن تقارير الهيئات البيئية المحلية التي تؤكد أن الوضع البيئي بألف خير؟
قلنا له هناك مشكلة حقيقية، أكانت معلومات "مؤشر دافوس" صحيحة أم لا، وهي في كلتا الحالتين تظهر عجزاً في ممارسة مؤسسات البيئة العربية.
إذا كانت المعلومات الأساسية مغلوطة، فالسبب الأول هو التقصير في جمع المعلومات عن وضع البيئة في كل بلد عربي، وتوفيرها بسهولة للباحثين. إذ كيف نلوم باحثاً يسعى الى معلومات موثقة من مصادر عربية، فيحصل على نصوص أدبية دعائية، واذا حالفه الحظ ووجد بضعة أرقام، يكتشف انها قديمة عفا عليها الزمن. وليس من الضروري أن تكون هذه المعلومات القديمة في كتاب عمره خمسون سنة، بل هي في معظم الحالات منشورة في كتب ملونة فخمة، وموضوعة على صفحات الانترنت التي تعتمد أحدث ضروب التكنولوجيا. غير أن توسّل الشكل الجيد لا يصلح المضمون السيء. وإذا لم توفر مؤسسات البيئة المحلية معلومات صحيحة جديدة عن بلدانها، فهل نلوم المؤسسات الأجنبية؟
أما إذا كانت المعلومات التي استند اليها "مؤشر دافوس" صحيحة، فالمصيبة أعظم، اذ انها تظهر ضحالة الوضع البيئي العربي، وتفضح عجز مؤسسات البيئة والنظام السياسي عن تطوير خطط جدية تضع الدول العربية في موقع مقبول على خريطة العالم البيئية.
ولا يمكن أن نحصر اللوم في هيئات البيئة وحدها، إذ انه لا يمكنها العمل في فراغ، بلا دعم مادي وسياسي وتعاون الوزارات والادارات الأخرى. فمشكلة البيئة العربية الأساسية أن النيّات والشعارات لا تتحول الى قوانين وخطط تنفيذية، وأن ما يصرف على الأبحاث البيئية ضئيل جداً.
وافق المسؤول الكبير على رأينا، وطلب منا الكتابة عن هذا الموضوع، ليحمل المقال ويسأل مؤسسات البيئة في دولته: أين الحقيقة، وماذا عن كل تقارير الانجازات التي تقدمونها لنا؟
قلنا: قد تكون المؤسسة السياسية هي التي تعرقل عمل هيئات البيئة، لأن الادارة البيئية هي في النتيجة قرار سياسي.
لكن المسؤول الصديق أصرّ أن نكتب قائلاً: إذا كان هناك خلل في العلاقة يعيق عمل هيئات البيئة، فلترفع الاحتجاج وتصرّ على تصحيح الوضع، أو تستقيل. أما أن تبقى شاهدة زور، تصدرالتقارير الوردية والوضع يسوء، فهذا لا يجوز.
وقد خصصت "البيئة والتنمية" افتتاحية هذا العدد لموضوع "مؤشر دافوس البيئي"، بناء على رغبة المسؤول الكبير، لعل هيئات البيئة تسمع، ولعلّ السلطة السياسية تدعمها للقيام بمهماتها.
TABLE OF CONTENTS
Volume 7, No. 48, March 2002
6 Arab Environment Falls in the World Economic Forum (Editorial by Najib Saab)
12 Alexandria's Underwater Museum Threatened by Pollution
14 Era of Extinction (cover story)
22 Quest 2002 for the Middle East and North Africa: Conference on Environmental Science and Technology in Qatar
36 Marine Marvels in Qatar: Coral Reefs, Mangroves and Pearl Harvesting in the Gulf State
40 Gannets of Cape Kidnappers, a Unique Bird Reserve in New Zealand
44 Traffic Air Pollution in Lebanon
(Environment & Development Forum)
54 Free Energy From Nature: Germany Harvests Sunshine
56 Three Stories of Cleaner Production in India, China and the Czech Republic
62 Buried Under Mud: Bab el Oued Catastrophe in Algeria
Supplement: Chart on Desertification)
Environment Forum, 8 - Arab Environment News, 10 - World Environment News, 48 - Environment Market, 58 - Time for Action, 62 - Calendar, 64 - Green Library, 66.