عدد آذار (مارس) من مجلة "البيئة والتنمية"
مستقبل النقل في العالم
بيروت، 3/3/2020
صدر العدد 264 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر آذار (مارس) 2020، وهو متوفر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "مستقبل النقل في العالم". تشير الأرقام إلى أن النقل وحده يتسبب في انبعاث نحو 23 في المئة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري المرتبطة بالطاقة، أو ما يقارب 18 في المئة من مجمل الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري. وهذا ما يجعل التحول إلى النقل الأخضر حاسماً في تحقيق أهداف مؤتمر باريس المناخية لإبقاء حرارة الكوكب أقل بدرجتين مئويتين زيادة عما كانت عليه الحال قبل بدء الثورة الصناعية، مع هدف طموح بأن لا تتجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "المحميات الطبيعية العربية في خطر"، إذ يبدو أن الاهتمام بالمحميات الطبيعية يتراجع في المنطقة العربية، ويتحوَّل إلى شأن ثانوي أمام السعي إلى الاستقرار السياسي وتأمين متطلبات الحياة اليومية. ويُشير مقال بعنوان "صناعة مواد البناء على أعتاب ثورة خضراء"، إلى أنه تقنياً، يملك العالم اليوم التكنولوجيات اللازمة للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة عن أغلب القطاعات الخدمية والإنتاجية، مثل النقل والطاقة أو الصناعات الخفيفة والمتوسطة. ولكن تصبح التحديات صعبة عند توفير الطاقة النظيفة للصناعات الثقيلة، بما فيها تصنيع حديد الصلب والإسمنت ومواد البناء الأساسية. كذلك في العدد مقال مصوّر بعنوان "أجمل صور الأعماق لسنة 2020"، يتضمن مجموعة رائعة من الصور الفائزة ضمن مسابقة أجمل صور الأعماق لسنة 2020.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "كوارث بحجم الصين، وحلول بحجمها"، يتطرق رئيس التحرير نجيب صعب إلى جائحة فيروس كورونا، التي انطلقت من مدينة ووهان الصينية، والتي هي دليل جديد لما للصين من أثر ضخم على العالم، أكان للأحسن أم للأسوأ، "فكما تأخذ المصائب في الصين أبعاداً كبرى تتناسب مع حجمها، تأخذ المبادرات الإيجابية أبعاداً كبرى أيضاً، تؤثر في العالم كله". يُشير صعب إلى أن كورونا ليس الفيروس الأول الذي ينتشر في العالم، لكن انطلاقه من الصين تسبّب بحالة من الهلع. ففي بلد البليون والنصف، نحن نتحدث بمقاييس مختلفة عن المعتاد. ولكن حين نتحدث عن الأعداد والنسب، علينا أن نأخذ في الاعتبار عدد سكان الصين. الحديث عن النسبية التي يفرضها حجم الصين في انتشار الأوبئة يقودنا إلى انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. فمع تطوّرها الاقتصادي والصناعي خلال فترة قياسية، احتلت الصين منذ سنوات المركز الأول في العالم من حيث انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري. انبعاثات الصين السنوية تبلغ اليوم 28 في المئة من المجموع العالمي، مقارنة مع نحو 14 في المئة للولايات المتحدة. لكن قياساً إلى حصة الفرد، تحتل الصين المرتبة 38 من حيث حجم الانبعاثات. "جميع الدول الصناعية تفوق الصين بأضعاف في حصة الفرد من الانبعاثات الكربونية، ما عدا حالات قليلة مثل الدانمارك والسويد". لذا، يقول صعب، لا يمكن مقاربة ما يحدث في الصين، سواءٌ في مجال الأوبئة والصحة أو انبعاثات الكربون، إلا في إطار الكتلة السكانية للبلد. مع الإشارة إلى أن الصين تعتمد منذ عقود برامج قاسية للحدّ من التضخم السكاني، وبمعدل نموّ سكّاني سنوي لا يتجاوز النصف في المئة، تقل نسبة الزيادة السكانية في الصين عن معظم بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة.
|