عدد شباط (فبراير) من مجلة "البيئة والتنمية"
الأمراض المناخية تزداد وخطط المواجهة محدودة
بيروت، 1/2/2021
صدر العدد 275 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر شباط (فبراير) 2021، وهو متوفر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "الصحة وتغيُّر المناخ في المنطقة العربية"، وهو أحد فصول تقرير "الصحة والبيئة"، الذي صدر نهاية السنة الماضية عن المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، والذي يناقش الدوافع البيئية الرئيسية التي لها تأثير كبير على مختلف جوانب صحة الإنسان في الدول العربية. يعدّ تغيُّر المناخ وآثاره على الصحة العامة أحد التحديات الكبرى التي تواجه تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. وينتج عن ارتفاع درجات الحرارة والظواهر الجوية القاسية زيادة في المخاطر الصحية، كأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وضربات الشمس، بالإضافة إلى الإصابات المباشرة والوفيات.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "البِحار والصحة البيئية في العالم العربي: تلوُّث متعدد المظاهر ودراسات محدودة"، وهو أيضاً أحد فصول تقرير "الصحة والبيئة"، الذي يُشير إلى أن اتّساع التنمية الحضرية وزيادة التصنيع، قد أدّيا إلى انتشار التلوُّث وتراجع نوعية الحياة في البيئة البحرية العربية. كما ساهمت المنصرفات الملوِّثة والمخلَّفات المتسربة إلى البحار والمحيطات، إلى جانب تكاثر الطحالب الضارة وانتشار الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في المياه، والمأكولات البحرية الملوثة، في زيادة المخاطر الصحية على المواطنين. ويناقش مقال بعنوان "الغشّ الغذائي: آلاف الوفيات وخسائر بخمسين مليار دولار سنوياً"، ما تسببت به جائحة "كورونا" (كوفيد-19) من قطع سلاسل التوريد وإنقاص المعروض من المنتجات خلال الأشهر الماضية. وترافق ذلك مع ارتفاع الطلب والأسعار إلى أعلى المستويات، مما سهّل للمنتجات المزيفة والمغشوشة التسلل إلى الأسواق مستفيدةً من تهافت الكثيرين على الشراء. وفي العدد "دراسة حول ملامح تجارب مستخدمي وسائل النقل في المستقبل" أجرتها إكسبيرينس لاب، لاستكشاف مختلف متطلبات رحلات تنقُّل الأشخاص في الإمارات خلال مرحلة كوفيد-19، وتغيُّر سلوكياتهم جرّاء الأزمة. ويتضمن العدد أيضاً مقالاً مصوّراً بعنوان "مصوّر الطبيعة لعام 2020" يعرض الصور الفائزة في المسابقة التي تنظمها مؤسسة Nature Talks الهولندية كل عام.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "لاقطات شمسية نظيفة من مصانع فحم ملوّثة"، يتطرّق رئيس التحرير نجيب صعب إلى مناقشات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، التي عقدت الأسبوع الماضي اجتماعها السنوي في أبوظبي، وحيث قدم وزراء من الدول الـ163 الأعضاء تقارير عن التزامات بلدانهم وبرامجها الطموحة لإدخال الطاقة المتجددة بقوة في مزيج الطاقة، ومعظمهم عرض لإنجازات فعلية تم تحقيقها. ولكن بالمقابل، أكّدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، أنه، حتى لو التزمت كل الدول بوعودها الحالية لخفض الانبعاثات الكربونية، سيرتفع معدّل الحرارة 2.5 درجة مئوية مع نهاية هذا القرن. هنا يُشير صعب إلى أنه "قد يكون الاستنتاج المنطقي أن مصادر الطاقة المتجددة، على أهميتها، ليست الحلّ السحري الذي يُغني عمّا عداه. فخفض الانبعاثات يتطلب أيضاً إدارة الطلب على الطاقة وليس زيادة الإنتاج فقط، أيّا كان المصدر، وهذا يتحقّق بالحدّ من الهدر وتعزيز الكفاءة". وأعطى صعب الصين كمثال، التي فيما هي أكبر مُنتج للكهرباء من الرياح والشمس في العالم، إلا انها لا تزال تعتمد على الفحم الحجري، الأكثر تلويثاً، بنسبة 57 في المئة من استهلاكها الطاقوي، كما انها منذ عام 2011 أحرقت وحدها كمية من الفحم الحجري تتجاوز ما استخدمته دول العالم الأخرى مجتمعة. ويخلُص صعب إلى القول انه "بينما تستمر الطاقة المتجددة في فرض حضورها وتوسيع انتشارها حول العالم، تبقى مساهمتها في التنمية والحدّ من تغيُّر المناخ محدودة ما لم تصبح جزءاً من سياسة متكاملة، تقوم أساساً على تعزيز الكفاءة وتبديل عادات الاستهلاك التبذيرية".
|