"العالم في 2003" عنوان عدد "البيئة والتنمية" السنوي. فلماذا يصدر في منتصف سنة 2002 وليس في نهايتها؟
يتزامن هذا العدد مع أحداث مهمة، هي مفاصل في المسيرة البيئية. فبعد أسابيع، تلتئم في عاصمة جنوب افريقيا جوهانسبورغ "قمة الأرض الثانية" تحت اسم "القمة العالمية حول التنمية المستدامة". وهي الاجتماع العالمي الأول بهذا الحجم بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وستكون المحك لمعرفة مدى جدية الالتزام الدولي بحماية البيئة والتنمية ومكافحة الفقر، وهي اهتمامات يبدو أن هواجس "الارهاب" طغت عليها.
كما أن هذا الوقت من السنة هو موعد صدور بعض أهم التقارير عن وضع البيئة في العالم، وفي مقدمها "توقعات البيئة العالمية".
ثم اننا أردنا أن نميّز "البيئة والتنمية" عن غيرها من مجلات الاقتصاد والسياسة، فيصدر عددها السنوي في منتصف السنة وليس في نهايتها، وفيه نستشرف آفاق المستقبل من منظور بيئي. وهذا يتزامن أيضاً مع يوم البيئة العالمي في الخامس من حزيران (يونيو).
هذا العدد ملف مرجعي يمكن للحكومات والهيئات البيئية العربية استخدامه كوثيقة في قمة الأرض الثانية وأثناء التحضير لها. وقد تعاون على اعداده مجموعة من كبار الخبراء والمحللين البيئيين العرب، لتزويد المختصين والرسميين والجمهور بخلفية واضحة عن مؤتمر جوهانسبورغ وماذا يمكن أن ننتظر منه. كما أعددنا عرضاً تاريخياً لتطورات العمل البيئي منذ الستينات، توقفنا فيه عند محطاته الرئيسية، اذ لا يمكن أن نتقدم نحو المستقبل بنجاح ما لم نستفد من تجارب الماضي وخبراته. وأجرينا استطلاعاً مع وزراء ورؤساء هيئات بيئية عربية من المغرب والمشرق والخليج، لنعرف ماذا حققت بلدانهم منذ قمة الأرض الأولى قبل عشر سنوات وما هي تطلعاتها المستقبلية. وكتب الدكتور محمد القصاص عن الخطوات المنتظرة بعد جوهانسبورغ، كما كشف صالح عثمان عن خلفيات المفاوضات الدولية قبل القمم وخلالها وخلص الى الاستنتاج أنها جميعاً مؤتمرات للوفاق وليس للقرارات.
وفي العدد تحقيق مفصل عن العمل البيئي العربي، الذي يصفه الدكتور عصام الحناوي بأنه يسير خطوتين الى الوراء مقابل كل خطوة الى الأمام.
وفي العدد أيضاً عرض لوضع البيئة العالمية والتوقعات للسنوات المقبلة، مع دراسة لمستقبل البيئة العربية كما يمكن رؤيتها من الفضاء، في تحقيق مثير أعدّه العالم الدكتور فاروق الباز.
هذا العدد يفتتح تقليداً سنوياً، اذ كما للاقتصاد العالمي عدده السنوي من مجلة "إيكونوميست" الذي ينتظره القراء حول العالم في شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل سنة، أصبح للبيئة عددها السنوي الذي سينتظره القراء العرب في تموز (يوليو) من كل سنة.
|