يتوقع علماء الجيولوجيا في جامعة هايدلبرغ الألمانية زيادة خطر تصحُّر غابات حوض البحر المتوسط مستقبلاً بسبب التغيُّرات المناخية.
وتشير مجلة Nature Communications، إلى أن الباحثين درسوا وحللوا حبوب اللقاح الأحفورية المكتشفة في العيّنات الجوفية المأخوذة من رواسب Tenagi-Philippo في شمال شرق اليونان وأعادوا بناء حالة النظم البيئية في المنطقة على مدى الـ500,000 عام الماضية.
واتضح للباحثين أنه في ظروف الجفاف الطويل، الذي حدث بالفعل في الماضي والذي تنبأت به النماذج المناخية، فإن تصحُّر غابات منطقة حوض البحر المتوسط ليس مستبعداً في المستقبل القريب.
وقد أظهرت النتائج أن غابات حوض البحر المتوسط تحوّلت في الماضي إلى سهول خلال بضعة عقود بمجرد الوصول إلى عتبة معينة لهطول الأمطار. فمثلاً، كان انخفاض الرطوبة بمقدار 40-50 في المئة كافياً لتحوُّل الغابات إلى سهول. كما سمحت النماذح البيئية للباحثين أخذ العوامل المحتملة التي تسببت في تغيُّر هطول الأمطار بعين الاعتبار. فمثلاً تغيُّر نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت مرتبطة بكمية الأمطار التي هطلت في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن غابات حوض البحر المتوسط ليست فقط منطقة مهمة للتنوُّع البيولوجي، بل تنظّم أيضاً المناخ والظروف الهيدرولوجية في المنطقة، وتزوّد سكان المنطقة بالمواد الغذائية والأخشاب.