خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيُّر المناخ في غلاسكو (كوب 26)، أعلنت وزيرة التغيُّر المناخي والبيئة في الإمارات عن خطة وطنية لزراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، في شباط (فبراير )من هذا العام، وضعت أبوظبي خططاً طموحة لترسيخ الإمارة كمركز عالمي للبحث والابتكار في دعم الحفظ من خلال مبادرة أبوظبي لأشجار القرم. كما تُعتبر هذه المبادرة امتداداً لمشروع الكربون الأزرق، مع التركيز على أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغيُّر المناخي من خلال عزل الكربون.
بالإضافة إلى الفوائد المتعلقة بالمناخ، تُعتبر النظم البيئية للكربون الأزرق ذات قيمة للمجتمعات الساحلية مثل أبوظبي. فهي تحمي الشواطئ، وتحسّن جودة المياه، وتوفّر مناطق حضانة لمجموعة واسعة من الأنواع البحرية والمائية. كما أنها تدعم السياحة الساحلية المسؤولة، فضلاً عن قيمتها الثقافية والاجتماعية الهامة.
وكانت الإمارات من أوائل الدول التي أدركت أهمية الموائل الساحلية، واستعادة غابات أشجار القرم، وقد بذلت جهود كبيرة للمحافظة عليها منذ سبعينيات القرن الماضي. كما وتم تنفيذ مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق، بقيادة هيئة البيئة-أبوظبي. وكانت أبوظبي المكان المثالي لمثل هذا المشروع نظراً لمفاهيمها المبتكرة والتزامها بالتنمية المسؤولة بيئياً.
وخلُص المشروع بشكل عام، إلى أن النظم البيئية للكربون الأزرق في أبوظبي سوق تقوم بتخزين أكثر من 41 مليون طن من مكافئ ثاني أوكسيد الكربون داخل التربة والكتلة الحيوية. أي أكثر من الانبعاثات السنوية في أبوظبي من قطاعي النفط والغاز (26.4 مليون طن) أو من قطاعي المياه والكهرباء (30.9 مليون طن) في ذلك الوقت. أدى نجاح المشروع إلى إطلاق المرحلة الثانية، المعروفة بإسم مشروع الكربون الأزرق الوطني في عام 2015، والتي وسَّعت من فهم وتقييم جوانب خدمات النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق في مختلف الإمارات.
تمتلك أبوظبي أقدم المبادرات المعروفة عالمياً لاستعادة وتأهيل أشجار القرم، حيث يبلغ عمر بعض الأشجار الموجودة ما يقرب من 100 عام. في عام 2015، احتلت أشجار القرم حوالي14117 هكتاراً منتشرةً في مواقع متفرقة في جميع أنحاء أبوظبي، وخلال السنوات العشر الماضية، تمّت زراعة ما لا يقل عن 15 مليون شجرة من أشجار القرم الصغيرة على طول ساحل أبوظبي.
وخلال شهر شباط (فبراير) من عام 2022، أطلقت شركة الاتحاد للطيران بالتعاون مع هيئة البيئة-أبوظبي برنامج "غابة الاتحاد لأشجار القرم" لتقدم لضيوفها والشركات المتعاملة معها وشركائها فرصة تبني أشجار القرم بهدف خفض بصمتهم الكربونية. وتماشياً مع مبادرة القرم-أبوظبي، جاء برنامج "غابة الاتحاد لأشجار القرم" ثمرة التعاون بين الاتحاد وهيئة البيئة-أبوظبي و"جزيرة الجبيل" ومجموعة "ذا ستوري غروب" وغيرهم لدعم مشاريع حماية أشجار القرم في الإمارات وتطوير مصارف الكربون والموارد الطبيعية لامتصاص الكربون من الغلاف الجوي بناءً على شعار الشركة "من أبوظبي إلى العالم".
كما وأعلنت هيئة البيئة-أبوظبي وإنجي المتخصصة في توفير خدمات الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية بالشراكة مع شركة دستنز ايمجري المتخصصة في حلول هندسة الطائرات بدون طيار والخبراء في مجال استعادة الكربون الأزرق عن إنجاز مشروع المسؤولية البيئية والاجتماعية "الكربون الأزرق" بنجاح والذي يهدف إلى الحفاظ على أشجار القرم في أبوظبي. وتضمنت هذه نثر أكثر من 35 ألف بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار المبتكرة للزراعة. حيث تجاوزت نسبة النجاح أكثر من 35 في المئة.
وتستمر هيئة البيئة-أبوظبي في تولي زمام المبادرة في إعادة تأهيل أشجار القرم في أبوظبي، وتتضمن خطتها المستقبلية تطوير برامج فعالة من حيث التكلفة، واستخدام أحدث التقنيات المبتكرة لإعادة تأهيل غابات أشجار القرم، واستعادة مناطق القرم المفقودة والمتدهورة من خلال اتباع أفضل الممارسات الدولية، وإشراك أصحاب المصلحة والأطراف المعنية، والمؤسسات الحكومية والخاصة في مبادرات الحفاظ على القرم واستعادته.