الرباط - من محمد التفراوتي
التغيرات المناخية وتحديات المستقبل من أجل تنمية مستدامة كانت شعار المؤتمر الاسلامي السادس لوزراء البيئة، الذي عقد في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرباط.
وجه ملك المغرب محمد السادس رسالة إلى المؤتمرين حث فيها على تفعيل مشروع إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة التي عرض المغرب توفير مقر لها. وقال إن انخراط المغرب في مسلسل مواجهة آثار التغير المناخي "حفزنا على تقديم ترشيح المملكة لاحتضان الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف سنة 2016".
وناقش ممثلو نحو 50 دولة إسلامية آفاق إعلان مشترك من أجل تقديم موقف موحد إزاء تغير المناخ خلال المفاوضات المستقبلية، وأوصوا بالمشاركة الفعالة في قمة باريس للمناخ في كانون الأول (ديسمبر).
واعتمد المؤتمر في ختام أعماله مشروع "الإعلان الإسلامي بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة"، الذي أكد ضرورة تجديد الدول الأعضاء التزامَها السياسيَّ بدعم الأجندة العالمية للتنمية المستدامة، مع إشراك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تنفيذ خطط التنمية المستدامة.
وأكد الإعلان ضرورة اتخاذ التدابير الضرورية للتخفيف من خطر الكوارث الطبيعية، من خلال الاستعداد لمواجهتها، والإنذار المبكر، وإدماج استراتيجيات الحد من خطر الكوارث في سياسات التنمية المستدامة، وتشجيع الاستثمار في مجال الحد من خطر الكوارث. وشدد على أن الاقتصاد الأخضر يخلق فرصاً كثيرة من "الوظائف الخضراء" في قطاعات اقتصادية عديدة، مثل توليد الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وإعادة تأهيل النظام البيئي وحمايته والسياحة البيئية وإدارة النفايات، وغيرها من المجالات التي يمكن أن تساهم في حل معضلة البطالة في أوساط الشباب.
واقترح الإعلان وضع تدابير واقعية لمواجهة ارتفاع وتيرة النمو السكاني في الدول الأعضاء، التي ما فتئت تتزايد رغم المنحى المنخفض المسجل عالمياً، وذلك من خلال التركيز على زيادة الوعي وتعليم المرأة والفتيات الصغيرات، والتوعية بأهمية تنظيم الأسرة ورعاية الأطفال والتحكم في النمو الديموغرافي. كما حذر من الأوضاع الصحية المُتردِّية في المناطق الفقيرة والمُهمَّشة، ومن خدمات الصرف الصحي المتدهورة، والتلوث المتزايد، ومن غياب ممارسات إدارة النفايات، وتزايد الهجرة من الريف وتنامي ظاهرة التحضر السريع وما ينتج عن ذلك من عشوائيات تخل بالتوازن البيئي.
واعتمد المؤتمر مشروع جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي.