كشفت دراسة حديثة أجراها المركز البريطاني لأبحاث أنتارتيكا أن الجرف الجليدي الأكبر في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية يترقق، بسبب ازدياد سخونة المحيطات وارتفاع درجات حرارة الهواء، ما يدفعه الى انهيار قد يرفع مستويات البحار بشكل خطير.
حللت الدراسة وضع جرف "لارسن C" الجليدي الذي تبلغ مساحته نحو 52 ألف كيلومتر مربع. وبمقارنة صور الرادار التي التقطتها أقمار اصطناعية بين عامي 1998 و2012، تبين للباحثين أن الجرف خسر أربعة أمتار من سماكته.
ولم يكن العلماء يعرفون حتى الآن ما إذا كانت الخسارة تأتي من فوق أو من تحت. لكن الدراسة وجدت أن العامل الرئيسي لخسارة الجليد يأتي من تحت. فقد حدثت الخسارة الكبرى في أسفل الجرف حيث يعوم على تيارات المحيط التي تزداد دفئاً. وهو يتآكل كل سنة من تحت بمعدل 28 سنتيمتراً من سماكته على مجمل مساحته. كما أن شبه جزيرة أنتارتيكا من الأماكن الأسرع سخونة على الأرض، وقد أدى الهواء الأكثر سخونة فوق الجرف إلى ترققه بمقدار 3.7 سنتيمتر سنوياً من فوق.
وعندما ترقّ الأجراف الجليدية تصبح عرضة للانهيار. فقد انهار الجرفان لارسن A ولارسن B بشكل كارثي، الأول عام 1995 والثاني عام 2002. وعلى رغم ضخامة الأجراف، فإن كمية المياه التي تحويها لا تؤثر بشكل يذكر على مستويات البحار، إذ إنها طافية وقد أخذت حجمها في المياه. لكن الجليد الذي تحتبسه الأجراف خلفها على اليابسة هو الذي يقلق العلماء، فلو ذاب لشكل خطراً على المجتمعات الساحلية في أنحاء العالم. وتعمل الأجراف الجليدية كمكبح للأنهار الجليدية التي تتدفق من اليابسة، إذ تسدّ الخلجان التي تصب فيها بجليد صلب عائم. وقد حذر العلماء مؤخراً من أن انهيار الأجراف الجليدية في جزء كبير من القارة القطبية الجنوبية قد يرفع مستويات البحار عدة أمتار.