ستحتضن دبي أول "غابة مطر" في منطقة الشرق الأوسط، مع سعيها المتواصل لجذب السياحة وفي إطار خطتها لاستقبال 20 مليون سائح سنوياً بحلول سنة 2020. ومن المقرر إنجاز الغابة قبيل إقامة معرض إكسبو 2020 في الإمارة.
وقال زياد الشعار، المدير التنفيذي لشركة "داماك العقارية" التي تطور المشروع: "سيجري تطوير بيئة من الغابات الكثيفة والأشجار الشاهقة مع إدخال العديد من أنواع النباتات المختلفة في هيكل القبة، بالتعاون مع خبراء في الغابات الاستوائية المطيرة في الأمازون". وأضاف أنه سيكون في وسع الزوار التجول في رحلة عبر الغابة والتعرف على عالم النباتات والحيوانات فيها، وسيتسنى لعشاق المغامرة تسلق جدار صخري والتمتع برؤية بانورامية من قمم الأشجار. أما محبو الهدوء فستتاح لهم فرصة الراحة والاسترخاء داخل سبا الغابة الاستوائية الذي يقدم علاجات بالماء الساخن بين برك الصخور وحمامات البخار.
ويرجح بعضهم ان يكون المشروع أشبه بحديقة منه بغابة قابلة للحياة من الناحية البيئية. فغابات المطر رطبة جداً، وما لم يكن المشروع في شكل نظام دائري مغلق، فسوف يستهلك كثيراً من المياه في بيئة قاحلة مثل دبي. ثم إن درجة الحرارة في غابة المطر الطبيعية تتراوح غالباً بين 25 و30 درجة مئوية، ما يعني وجوب استعمال نظام تبريد خلال أشهر الصيف اللافحة في دبي. كما يجب الحرص في انتقاء الحيوانات المناسبة لهذه البيئة الاصطناعية، من أنواع لا تحتاج الى نطاقات واسعة ولا تسوء حالتها في الأسر.
وقال ريت باتلر، الكاتب والباحث في شؤون الغابات الاستوائية ومؤسس موقع Mongabay .com للحياة البرية: "يمكن لغابة المطر الاصطناعية ان ترفع الوعي وتجمع التبرعات لحماية غابات المطر الحقيقية التي يستمر تعرضها لمخاطر جسيمة". وهو يعتقد أن المشروع يمثل فرصة لتعريف الجمهور على ممارسات تفضي الى بصمة "صفر طاقة وصفر مياه"، من خلال استخدام تكنولوجيات الطاقة الشمسية وإعادة تدوير المياه.
لكن ناشطين بيئيين يسألون هل تم إجراء دراسة الأثر البيئي للمشروع، بما في ذلك بصمته المائية والطاقوية العالية جداً، في ظل مساعي الدولة للحد من استنزاف المياه والكهرباء.