أظهرت نتائج مسح أجراه برنامج الأغذية العالمي بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن اليمن احتل المركز الأول في معدلات سوء التغذية المزمن لدى الأطفال دون سن الخامسة. وأشار المسح الشامل للأمن الغذائي، الذي يصدر عادة كل سنتين، إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحاء البلد، وارتفعت نسبتها في بعض المناطق إلى حد يحتّم التدخل العاجل. وأضاف تقرير المسح، الذي أجري بدعم من «الجهاز المركزي للإحصاء» في اليمن وبتمويل من الحكومة الأميركية: «على رغم تحسن معدلات الأمن الغذائي في بعض المناطق، هناك أكثر من 10 ملايين يمني، أي أكثر من 40 في المئة من السكان، لا يعرفون كيف سيؤمنون وجبتهم التالية».
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن بيشو باراغولي في بيان: «أنا حزين لاستمرار هذه المعدلات المرتفعة، بينما تهدف العملية التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي أخيراً، والتي ستوفر الغذاء لنحو ستة ملايين شخص، إلى مواجهة هذه المشكلة، ونركّز على توفير سبل مستدامة للعيش وسهولة التكيّف ليتمكن الأشخاص من مساعدة أنفسهم». وأضاف: «انعدام الأمن الغذائي أثّر في استقرار البلاد، إذ إن نجاح العملية السياسية يتطلب أن يصبح كل الشعب قادراً على عيش حياة طبيعية لا أن يعجز عن تأمين وجبته التالية».
وأظهر المسح أن معدلات التقزّم بلغت مستويات حرجة في 12 محافظة نتيجة سوء التغذية المزمن، إذ لا ينمو الأطفال طبيعياً ما يحد من تطور إمكاناتهم البدنية والذهنية. وتعد محافظة المحويت، غرب صنعاء، أكثر المحافظات تضرّراً حيث يعاني أكثر من 60 في المئة من الأطفال من التقزّم أو قصر القامة مقارنة بمعدلات النمو الطبيعية لمن هم في أعمار مماثلة. وبلغت معدلات التقزّم مستويات خطيرة في ثماني محافظات، حيث تراوح بين 30 و40 في المئة.
وقال القائم بأعمال ممثّل «يونيسف» في اليمن جيريمي هوبكنز: «لا يزال الأطفال أشد فئات السكان تضرّراً نتيجة انعدام الأمن الغذائي وانتشار سوء التغذية، فمن بين نحو 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة، يعاني أكثر من طفلين من كل خمسة من التقزّم، في حين أن 13 في المئة تقريباً يعانون نقصاً شديداً في التغذية».
وكان اليمن وبرنامج الأغذية العالمي وقّعا في صنعاء أخيراً مذكّرة تفاهم لتقديم تمويل قيمته 500 مليون دولار، يكرّس لتعزيز الأمن الغذائي ومساعدة الحكومة على مواجهة التحديات المتعلقة بشح الغذاء.