Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
حزيران (يونيو) 2006مشياً على جليد رقيق
  • مشياً على جليد رقيق مغامرة في المحيط الشمالي
  • لوني دوبري
  • زحلقة شاقة على حافات الجليد المتكسر
  • المستكشفان في رحلتهما الأولى
  • أريك لارسن
 في أيار (مايو) 2006 انطلق المستكشفان الأميركيان لوني دبري وإريك لارسن في محاولتهما الثانية لاجتياز المحيط المتجمد الشمالي صيفاً. وكانت الأحوال المناخية غير المألوفة أفشلت محاولتهما الأولى السنة الماضية بسبب ذوبان الجليد القطبي باكراً جداً نتيجة الاحترار العالمي. حتى الدببة القطبية الجائعة هاجمتها لأن الفترة المتاحة لها لصيد الفقم على الجليد البحري باتت أقصر كثيراً من السابق. واعتبر ذلك تحذيراً خطيراً يتطلب تحركاً عالمياً عاجلاً. هذا المقال يروي بعض ما صادفه المستكشفان في رحلتهما الاولى، وهو ينشر بالتنسيق مع جائزة رولكس لروح المغامرة التي فاز بها دوبري عام 2004.
غرايم أونيل
الاحترار العالمي، ذلك الخطر الداهم الذي أراد المستكشف الأميركي لوني دوبري إظهاره للملأ، هو الذي أفشل محاولته الجريئة الاولى في العالم لاجتياز المحيط المتجمد الشمالي صيفاً عام 2005.
بعد ثلاثين شهراً من التخطيط والتدريب الشاق، طار دوبري (44 عاماً) ورفيقه إريك لارسن (34 عاماً) من موسكو الى نورلسك في شمال سيبيريا، ومن هناك أقلّتهما طائرة هليكوبتر الى ديكسون على الساحل السيبيري. وفي 10 أيار (مايو) وطئا الجليد البحري في رأس أركتيشسكي. فدخلا امتداداً من الزرقة والبياض، تخللته صدوع وتراكمات لصفائح الجليد نتيجة تفككها المبكر واندفاعها نحو الساحل السيبيري تحت تأثير التيارات البحرية.
كانا يتوقعان انطلاقة سهلة نسبياً في رحلتهما من هناك لاجتياز 2000 كيلومتر عبر المحيط المتجمد مروراً بالقطب الشمالي. لكنهما منذ اليوم الأول واجها سلاسل من الحافات والأدراج الجليدية التي انتصبت عمودياً حتى علو ثلاثة أمتار، مما أعاقهما عن جرّ زورقيهما اللذين يزنان 135 كيلوغراماً كل بمفرده. قال دوبري: "كنا نجرّهما بالتناوب، نربط أحد الزورقين بنا نحن الاثنين، ونزلقه على سلاسل الجليد مسافة نحو كيلومتر، ونعود لنأتي بالزورق الآخر".
خطوة الى الأمام... خطوتان الى الوراء
البرنامج التدريبي الشاق الذي خضع له المستكشفان في قاعدتهما الشتوية بولاية مينيسوتا الأميركية، حيث قاما بسحب اطارات شاحنات ثقيلة صعوداً ونزولاً على تلال غابة ثلجية، هيأهما جسدياً ونفسياً لهذه الرحلة الملحمية. ولكن لم تكن لديهما وسيلة للتكهن بنزوات الطبيعة. وبعد أسبوع من السير المضني على الجليد، دخل دوبري ولارسن "فسيفساء" شاسعة من الكتل البيضاء التي تفصل بينها امتدادات طويلة من المياه المكشوفة. أصبح السير أسهل، لكن كلما حاولا التزلج والتجذيف شمالاً كان الجليد البحري العائم حولهما وتحتهما يستدير بعناد متحركاً نحو الجنوب.
لاحظ دوبري أن الجليد كان يتفكك بسرعة كبيرة متجهاً الى الجنوب الشرقي، "وأدركنا ان هذا التفكك يحدث مبكراً على نحو غير معتاد، لأن جميع أبحاثنا تشير الى أنه يندفع عادة باتجاه الشمال الغربي حتى أواسط حزيران (يونيو) قبل أن يتحول الى الجنوب الشرقي".
اتصلا هاتفياً عن طريق الأقمار الاصطناعية بمقر البعثة في واشنطن، وشرحا الوضع لمنسق الخدمات اللوجستية جون هولشر. فقام بتحليل البيانات الواردة من محطات الأرصاد الجوية في المنطقة القطبية الشمالية، واكتشف ان الشتاء كان أدفأ كثيراً من المعتاد بمقدار 9،4 درجات مئوية، والنتيجة أن الجليد البحري لم يكن سميكاً كعادته وتفكك باكراً.
قررا رمي كمية من اللوازم ليستطيع كل منهما سحب زورقه. ولكن بعد أسبوع كان جهاز الاستقبال والارسال في النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) يروي القصة المشؤومة ذاتها. يتذكر دوبري: "كنا نقطع سبعة كيلومترات شمالاً خلال ثماني ساعات، ولكن حين نستيقظ من النوم في الصباح تكون التيارات البحرية دفعتنا جنوباً مسافة 14 كيلومتراً. كان ذلك مثبطاً للعزيمة. كنا نستهلك مؤناً قيمة ووقوداً وطعاماً، ونعود الى الوراء! قررنا الاستمرار أملاً بأن تتغير الأحوال، لكن التيارات غيرت اتجاهها وبدأت تدفعنا غرباً نحو منطقة من الجليد البحري المتشقق يكاد يستحيل عبورها. وخسرنا مزيداً من الوقت ونحن نتنقل بين التزلج والتجذيف، بسبب عدم وجود امتدادات طويلة من الجليد أو المياه المكشوفة. وقد أظهرت صور التقطها هولشر بواسطة الاقمار الاصطناعية أننا سنواجه التضاريس ذاتها مسافة 370 كيلومتراً".
كانت الوسيلة الوحيدة لبلوغ الهدف الاتجاه نحو الشمال الشرقي، لكن الجليد المندفع كان يأخذهما غرباً، مما جعل التقدم شمالاً غير ممكن. وبعد تردد، طلبا من هولشر ارسال طائرة هليكوبتر من سيبيريا لتعود بهما الى البر. وقد غادرا في 3 حزيران (يونيو).
زيارات الدببة الجائعة
أثناء الأيام الصعبة الـ 24 التي أمضاها دوبري ولارسن على الجليد، اختبرت الطبيعة شجاعتهما وتصميمهما بطرق أخرى. فقد زارت مخيمهما ثلاثة دببة قطبية أضناها الجوع بعد موسم صيد سيئ وقد رصد دوبري الدب الأول وهما ينصبان مخيمهما في احدى الامسيات: "كان يتزحلق على بطنه نحو لارسن ورأسه مكبوس على الجليد، كأنه أفعى ضخمة". أطلق دوبري ثلاث مفرقعات تحذيرية كانت كافية لترويعه وابعاده. لكن في تلك الليلة اقتحم دب آخر مدخل فانهار جزئياً، ولحسن الحظ تأخر في الوصول الى كيسي النوم حيث كانا يرقدان، فأطلقا مفرقعات أخرى أبعدته.
أما الدب الثالث فكان أكثر عدائية، اذ سبح مسافة كيلومتر تقريباً للوصول الى الكتلة الجليدية التي خيَّما عليها. واستيقظا على وقع مخالبه الضخمة على الجليد وهما نصف نائمين، وأوقفت تقدمه عند باب الخيمة ست مفرقعات انفجرت أمام قائمتيه الأماميتين ريثما جهز دوبري مسدسه. لكن الدب تراجع في النهاية.
قال دوبري: "كنا نشاهد كثيراً من الفقم كل يوم. وبسبب وجود مساحات أكبر من المياه المكشوفة وكميات أقل من الجليد، باتت الدببة تجد صعوبة في محاصرة الفقم والقبض عليها. ومع تفكك الجليد في وقت مبكر من الصيف وتجمده في وقت متأخر من الخريف، باتت الفترة المتاحة للصيد على الجليد البحري أقصر بكثير. وهذا ينبئنا بأن الاحترار العالمي بدأ يؤثر على حياة الدببة القطبية".
عندما بدأ دوبري ولارسن رحلتهما، كانت درجة الحرارة نهاراً تراوح بين 12 و10 درجات مئوية تحت الصفر. وعند مغادرتهما قبل الأوان في 3 حزيران (يونيو) كانت 4,5 درجات مئوية فوق الصفر، مثلما كان يسجل عادة في أواسط تموز (يوليو).
إضافة الى 100,000 دولار حصلت عليها البعثة من جائزة رولكس لروح المغامرة، تلقت دعماً من منظمة غرينبيس، وكانت الحصيلة لفت انتباه العالم الى التأثيرات الكارثية للاحترار العالمي على دببة المحيط المتجمد الشمالي والحياة الفطرية الفريدة في أصقاعه. وقد تابع نحو 21 مليون شخص حول العالم أنباء الرحلة، وشاهدوا ذوبان الغطاء الجليدي القطبي من خلال تقارير يومية نشرها موقع البعثة على شبكة الانترنت www.oneworldexpedition.com.
في أيار (مايو) 2006 انطلق دوبري ولارسن في بعثة جديدة. هذه المرة طارا الى القطب الشمالي من سبيتزبرغن في النروج. ومن هناك، قال دوبري، "سنجذف ونجرّ زورقينا جنوباً الى غرينلند حيث الجليد البحري أكثر تماسكاً، فهذا عامل مساعد لنا".
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.