بعثة سياحة بيئية من جمعية الامارات للغوص استكشفت أعماق مقاطعة بورنيو الماليزية وساهمت في تنظيفها ومساعدة الأهالي وتثقيفهم بيئياً
عماد سعد (دبي)
قال المستكشف البحري الفرنسي و"أسطورة" الغوص الحديث جاك كوستو: "الغوص في جزيرة سبيدان في ماليزيا عبارة عن مشاهدة لوحة فنية لم تمسها يد الانسان".
في إطار خطة لترويج سياحة الغوص تقوم بها الحكومة الماليزية، نظمت جمعية الامارات للغوص حملة في مقاطعة بورنيو الماليزية للغوص وتنظيف الشواطئ، شارك فيها 20 غواصاً من أعضاء الجمعية يمثلون 14 جنسية مختلفة، وذلك من 25/12/2006 الى 5/1/2006. فقد باتت السياحة البيئية من أهم القطاعات الاقتصادية السياحية في دبي، وهي تتوخى الاستمتاع بجمال الطبيعة مع حماية البيئة ومساعدة المجتمعات المحلية.
خلال هذه الرحلة، كان المشاركون يبدأون يومهم بالغوص في الخامسة والنصف صباحاً لمشاهدة أنواع الأسماك، من قروش الحيود المرجانية والأسماك الكبيرة الاخرى الى الأسماك الأصغر حجماً، مستمتعين بألوان المرجان الخلابة. "هذه من أفضل تجارب الغوص في حياتي"، قالت شيفون لايدن المذيعة في إذاعة "عين دبي" الانكليزية التي رافقت الفريق لتغطية الرحلة من خلال بث مباشر لساعة اخبارية يومية الى المستمعين في دبي. وأكد إرنست فان دير بول، المتطوع في جمعية الامارات للغوص والمسؤول عن مشروع مراقبة الشعاب المرجانية، الذي استطاع اقناع رئيس جزيرة مابول الماليزية تنفيذ حملة نظافة مشتركة مع الأهالي: "التعليم البيئي أصبح ضرورة ملحة، وقد ساهمنا في زرع بذرة حماية البيئة في نفوس أكثر من 800 طفل في الجزيرة". ويعيش في مابول نحو ألفي شخص، معظمهم لاجئون من الفيليبين تم توطينهم هناك من قبل الأمم المتحدة عام 1970.
وأشار المهندس ابراهيم الزعبي، مدير قسم البيئة والدراسات ومنسق الرحلة في الجمعية: "بدأنا التعاون مع المجلس الماليزي لترويج السياحة قبل أربع سنوات، باعتبار أن الترويج لرياضة الغوص في الامارات وخارجها من أهم أهداف الجمعية. لسنا هنا فقط للغوص، ولكن أيضاً لنحدث فرقاً ونساعد أهالي الجزيرة في حماية البيئة الخلابة التي يعيشون فيها".
وأوضح سيد محاضر جمال الليل، المدير الاقليمي للمجلس الماليزي لترويج السياحة في دبي، أن الرحلة أتت ضمن جهود المجلس "لوضع أحد أفضل مواقع الغوص على الخريطة السياحية في المنطقة".
وأطلقت جمعية الامارات للغوص خلال الرحلة "مشروع تواصل" الذي يركز على التعليم البيئي للأطفال في الامارات والقيام بجزء التدريب العلمي على الغوص والهندسة الصحية في جزيرة مابول الماليزية.
اضافة الى البث المباشر مع إذاعة "عين دبي"، رافق الرحلة فريق اعلامي خاص لإعداد فيلم وثائقي عن النشاطات البيئية لجمعية الامارات للغوص والتعاون لترويج الغوص في ماليزيا. كما رافق الفريق المخرج الايطالي المقيم في دبي جورجيو أناغونيا والمخرجة الايطالية المقيمة في لندن ناتاشا راديك، وقاما بادارة استوديو متنقل لتغطية نشاطات الرحلة.
ومدد سبعة من أعضاء البعثة اقامتهم في ماليزيا لمدة أسبوع، فزاروا غابات المطر ومناطق اعادة تأهيل قرود الأورانج اوتان المعرضة للانقراض، وتسلقوا جبل كينابالو أعلى قمة في جنوب شرق آسيا. |