ألوان تخطف الأبصار وروائح زكية فواحة وعروض موسمية في مقاطعة كنت التي لقبت «حديقة بريطانيا». وهي اكتسبت هذه الشهرة أصلاً من زراعة التفاح والجنجل الذي يستعمل في تخمير الجعة.
في كنت أكثر من 180 حديقة باتت قبلة للسياحة العالمية، بينها «حديقة العالم» في قلعة لولينغستون، التي تمتاز بضخامتها وأصولها التاريخية ونباتاتها الغريبة، وقد تم تخطيطها في شكل خريطة العالم وتحوي نباتات جلبت من أنحاء المعمورة.
ولكل حديقة طابعها الخاص. فهناك حديقة إميتس الفيكتورية التي تزخر بالجريسيات الزرقاء الربيعية، وحديقة قلعة سيسينغورست التي تعج بالورود الصيفية، وحديقة قلعة سكوتني ذات الصبغة الرومانسية، وحديقة قصر سمولهيث الجميلة التصاميم.
الحدائق في ماونت إفرايم تعرض خليطاً مثيراً من الأنماط، وبينها حديقة صخرية يابانية. وفي حدائق يالدينغ العضوية أربع عشرة مقصورة يتتبع فيها الزائر تاريخ الحدائق البريطانية منذ العصور الوسطى حتى الوقت الحاضر. ويمكن تتبع آثار أقدام الروائية جين أوستن في متنزه غودنستون، أو تأمل مجموعة أشجار الصنوبر الوطنية في بدجبوري باينتوم.
وفي وسط مدينة ساندويتش التاريخية تقع «الحدائق السرية» التي هي بمثابة واحة هدوء وصفاء. وقد صممت بهندسة بارعة وزرعت نباتاتها وأزهارها بأشكال وزخرفات عجيبة. أما حديقة بروغدايل، التي تؤوي مجموعة الأشجار المثمرة الوطنية، فتوفر رحلات في بساتين الفواكه وفرصة لتذوق عصير التفاح والإجاص الطازج. ويستحسن زيارة هذه البساتين في أوقات الإثمار: الكرز في حزيران (يونيو) والخوخ في آب (أغسطس) والتفاح والإجاص من آب (أغسطس) الى تشرين الأول (أكتوبر). وفي مشتل داوندري في هادلو، خذ نفساً عميقاً واسترخِ وأنت تشم الروائح العطرية المنبعثة من نباتات الخزامى وإكليل الجبل.
في زيارة كنت، التي لا تبعد أكثر من 35 دقيقة في القطار السريع من وسط لندن، ينغمس الزائر في جمال الطبيعة، ويستلهم أفكاراً لحديقة منزله، ويتمنى لو تحظى الحدائق العامة في بلاده بمثل ذاك التنسيق والاعتناء. |