Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
شباط (فبراير) 2008تونة المتوسط في خطر
  • تونة في خطر
  • مجزرة في احدى مزارع أسماك التونة قبل شحنها من البحر المتوسط
  • سوق السمك في طوكيو
  • تونة بلوفين في سوق السمك طوكيو
  • دييغو كريسبو صياد تقليدي يصطاد التونة بواسطة الشراك في جنوب إسبانيا
  • مزرعة تونة بلوفين قبالة ساحل قرطاجنة في إسبانيا
 قرطاجنة، اسبانيا ـ ''البيئة والتنمية''
انتهى موسم صيد أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء (bluefin tuna) في البحر المتوسط في مطلع تموز (يوليو). وما تبقى من هذه الأسماك المهددة بالانقراض واصل هجرته المدهشة في المحيط الأطلسي. فهل يستطيع البقاء؟
في غياب أي رقابة فعالة من اللجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي (ايكات) وأطرافها المتعاقدة، تتوجه الأنظار الى شهادات ومصادر معلومات أخرى لتتبع مصير تونة ''بلوفين''. وتعتبر السفن ذات الشباك الضخمة مسؤولة عن 80 في المئة من الكميات التي تصاد في البحر المتوسط. وعلى رغم النصائح العلمية، تولت ''ايكات'' تحديد حصص الصيد لأطرافها المتعاقدة الـ13 بما يزيد كثيراً عما كان محسوباً أن المخزون يستطيع تحمله. وقد اختارت ''ايكات'' أن تتجاهل نصائح علمائها، الذين نبهوا الى أن الحصص يجب أن تخفض الى النصف لتجنب انهيار المخزون والبدء في اعادته الى وضع سوي، وأطلقت العنان لأساطيل الصيد في سباق مع الزمن.
يعتقد قليلون أن مخزون تونة بلوفين في البحر المتوسط سيدوم لفترة طويلة، في حين يخشى كثيرون من أن لا مستقبل لها. وقد حاولت الأساطيل في موسم 2007 اصطياد أكبر كمية ممكنة خلال أطول وقت ممكن، وفي بعض الحالات بأي وسائل لازمة. وكانت طائرات الاستكشاف تشاهد وهي تساعد سفن الصيد في تحديد مناطق أكبر التجمعات، مع أن ''ايكات'' تحظر استعمال هذه الطائرات. وبعد انتهاء الموسم في مطلع تموز (يوليو)، واصلت سفن كثيرة الصيد غير المشروع.
مزارع سوشي
الطلب على لحم التونة لتحضير وجبة ''سوشي'' الرائجة عالمياً أجّج حمى صيد تونة بلوفين التي تزخر بها مياه البحر المتوسط الدافئة آتية من المحيط الأطلسي، ويصل وزن الواحدة منها الى نصف طن. وقد حذر علماء ''ايكات'' من أن جمع الأسماك في ''مزارع التونة'' تضافر مع زيادة أساطيل صيدها ليهدد بتراجع كبير في أعدادها. وقدر رئيس اللجنة جيرالد سكوت انه لم يبقَ سوى 6 في المئة من الأعداد الأصلية في البحر المتوسط.
وقد أصبح صيد التونة عملاً تجارياً كبيراً في دول المتوسط، اذ تصل قيمة السمكة الكبيرة الممتازة الى 15 ألف دولار، ما يجذب عشرات السفن الجديدة سنوياً الى هذه الصناعة التي تسيطر على الكثير منها عصابات مافيا آسيوية وإيطالية، ما يؤدي الى خفض الأسعار ويدفع الصيادين الى تجاوز الحد الأقصى للكميات المسموح باصطيادها.
وقد أحدثت مزارع التونة ثورة في هذه الصناعة، وهي تستعين بأقفاص ضخمة تحت الماء توضع فيها التونة التي يتم اصطيادها وتغذى على الحبار والسردين كي تسمن. ويتيح ذلك للصيادين نقل مجموعات كبيرة من التونة التي فقست لتوها الى الأقفاص التي يبلغ عرضها 50 متراً، ويعودون لاصطياد غيرها. وتحفظ الأسماك وتجمد وتشحن الى قاعات المزادات في آسيا، مثل سوق تسوكيجي في طوكيو، ليصل سعر مئة غرام من لحمها الأحمر في أطباق ''سوشي'' النيئة الى 75 دولاراً في أفخم مطاعم العاصمة اليابانية.
تغيرات في أنماط الصيد
دييغو كريسبو صياد تقليدي يصطاد التونة بواسطة الشراك في جنوب اسبانيا، وقد شاهد ما يعتقد أنه انهيار للمخزون السمكي. واعتماداً على عشرات السنين من المعارف المتعلقة بتونة بلوفين في البحر المتوسط، رأى دييغو تغيرات في أنماط الصيد والكميات المصيدة. وقال: ''نحن قلقون جداً حيال رزقنا، وأيضاً حيال بقاء نوع مدهش من الأسماك واستمرار تقليد قديم. فهل يعقل أن يدمر كل هذا في عشر سنين من الصيد المفرط؟ ان الوضع غير أخلاقي''.
أما نديم عنبر، وهو رئيس اتحاد مزارع التونة التركية ويدير مزرعه في كسمي على بحر ايجه، فقد شاهد تغيرات واضحة في الصيد عام 2007، ويعتقد أن المخزون في أزمة خطيرة. يقول: ''أظن أن الطبيعة اعتنت بنفسها. الطقس عام 2007 كان سيئاً جداً. فنصف الموسم كان عاصفاً، ما أجبر الأساطيل على العودة الى المرافئ، ولولا ذلك لاصطادت كميات زائدة''. وأضاف: ''ايكات لا تعتني بتونة بلوفين، لذلك اعتنى بها الله تعالى''.
نديم قلق من المستقبل ومن الضغط الذي يمارس على المخزون السمكي والذي لا يمكن تحمله. يقول: ''نريد مصائد مستدامة، بما في ذلك مزارع الأسماك. أنا لا أريد تسمين ألوف الأسماك، فكمية صغيرة تكفي، لكن ليس في اليد حيلة''. واذا استمرت الأمور على ما هي عليه، يعتقد نديم أن المصائد ستنتهي: ''قد لا تبقى أي سمكة تونة خلال ثلاث الى خمس سنوات. هذا ليس مقبولاً ولا عادلاً، لكن لا أحد يفعل شيئاً لوضع حد لهذه المأساة''.
انهيار المخزون يكون مفاجئاً
استعملت بعض أساطيل صيد التونة كل تكنولوجيا متاحة لتحصد كل ما سنح لها عام 2007، كضمان للشح الذي قد يحمله موسم 2008. ومع الافراط في الصيد وتزايد شح المخزون، ترتفع أسعار البيع نظراً لتفوق الطلب على العرض.
هناك عوامل عدة تساهم في انهيار مخزون الأسماك. وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها، وانما بالتدريج ونادراً ما يلاحظ على الفور. فالكميات المصيدة تبلغ الذروة مباشرة قبل انهيار المخزون. يتقلص النطاق الجغرافي لتواجد الأسماك، فتتكثف عمليات الصيد في المناطق المتبقية، ما يؤدي الى بقاء الكميات المصيدة كبيرة لفترة من الزمن. وهذا يعطي الصيادين شعوراً كاذباً بوفرة الأسماك، ليجدوا بعدئذ ان المصائد تقلصت على نحو خطير ومفاجئ.
وعلى رغم ذلك، حددت ''ايكات'' حصص الصيد حتى سنة 2010. ولم تكن لديها خطط لمراجعة هذه الحصص أو اجراءات ادارية أخرى في الاجتماع الذي عقدته في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007. فالمصائد المنظمة والمدارة جيداً تقوم على مبادئ الاستدامة مدعومة برقابة فعالة مع ضمان تطبيقها. وقد تم تجاهل الاستدامة في حصص 2007 التي بلغ مجموعها المقرر 29,500 طن، ولم يعرف كم طناً تم اصطياده خلال الموسم.
لقد كانت مصائد تونة بلوفين مصدر رزق لنحو 45 جيلاً من الصيادين المحليين طوال 3000 سنة، سواء في البحر المتوسط أو على السواحل الشرقية والغربية لشمال الأطلسي على طول مسار هجرة الأسماك. وقد دعا الصندوق العالمي لحماية الطبيعة WWF الى فرض حظر فوري لمدة ثلاث سنوات على صيدها في البحر المتوسط، لانقاذ هذا النوع الرائع من انهيار محتم اذا بقيت الأمور على حالها. وطالب برقابة صارمة على أساطيل الصيد، وادارة مستدامة لمخزون البلوفين حالما يتماثل للوضع السوي، مع اتباع ارشادات المجتمع العلمي، بحيث ينجو هذا المورد الهام من الانقراض.
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.