أبوظبي ـ «البيئة والتنمية»
تعدّ محمية الوثبة، التي تبلغ مساحتها نحو خمسة كيلومترات مربعة، منطقة مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي. فهي تشكل، منذ حصولها على حماية كاملة عام 1998، موطناً لأكثر من 232 نوعاً من الطيور، خصوصاً أبو مغزل والزقزاق الاسكندراني، إضافة إلى كثير من الأنواع الأخرى، مثل الزواحف والثدييات الصغيرة والحشرات.
تضم المحمية بحيرة مساحتها 1,5 كيلومتر مربع، تعتمد الطيور عليها وعلى المناطق الرطبة حولها للتغذية والاستراحة والتكاثر. وهي أول موقع في شبه الجزيرة العربية ينفذ فيه مشروع لتعقب طيور الفلامنغو، المعروفة أيضاً بالنحام أو الفنتير، بواسطة الأقمار الاصطناعية. ويهدف المشروع إلى التعرف على مسار هجرة هذه الطيور وخصائصها البيولوجية وعاداتها في التزود بالغذاء والتكاثر، من أجل توفير الحماية اللازمة لها.
وبادرت الهيئة، التي تدير محميات عدة بينها الوثبة، إلى توسيع مشروعها ليشمل الجوارح المهاجرة، مثل العقاب النساري والصقر الأسخم. وتمكنت في السنوات الست الأخيرة من جمع بيانات هامة وتوثيق مسار الطيور أثناء الهجرة الربيعية ومواقع توقفها بين الإمارات وكازاخستان.
وقال الدكتور سالم جافيد، مدير برنامج حماية الطيور ومراقبة وتقييم التنوع البيولوجي في الهيئة، إن استخدام نظام التتبع الفضائي لطيور الفلامنغو ساعد على اكتشاف مستعمرة هامة لتكاثرها في قناة مصفح في أبوظبي عام 2009.
يتم أسر طيور الفلامنغو بوضع سلسلة من الحبال مع أوتاد خشبية في المياه الضحلة التي تقصدها. وحالما تقع في الفخ يكشف الباحثون عليها للتأكد من سلامتها، ثم يتم تركيب جهاز التتبع على ظهرها، وهو يزن 45 غراماً ويعمل على الطاقة الشمسية. وتزوَّد الطيور بحلقات تعريفية في إطار برنامج الفلامنغو الكبير الذي ينفذ على مستوى غرب آسيا ومنطقة البحر المتوسط منذ العام 1977، بإشراف مركز «أور دي فيلت» الفرنسي للحفاظ على الأراضي الرطبة لحوض المتوسط.