فقدت جزيرة سومطرة الاندونيسية 48 في المئة من غطائها الغابي الطبيعي منذ العام 1985. وذلك نتيجة قطع الأشجار لصناعة الورق والخشب، وإزالة الغابات لابدالها بمزارع النخيل الذي ينتج منه زيت تجاري. وفي مسعى لوقف هذا النزف الخطير، أبرمت الحكومة الاندونيسية والصندوق العالمي لحماية الطبيعة WWF اتفاقية لحماية ما تبقى من غابات ونظم إيكولوجية حساسة هي من الأكثر تنوعاً وتعرضاً للخطر.
سومطرة هي سادسة أكبر الجزر في العالم. وهي المكان الوحيد حيث تعيش النمور والفيلة والكركدن وقردة الاورنغوتان معاً. وتحوي غابة تيسو نيلو أكبر تنوع للنباتات الوعائية مما في أي جزيرة منخفضة، أكثر من ضعفي أنواعها الموجودة في الأمازون.
الاتفاقية تلزم حكام الأقاليم العشرة في سومطرة، اضافة الى وزارات الثروة الغابية والبيئة والداخلية والأشغال العامة في اندونيسيا، باعادة إحياء النظم الايكولوجية الهشة في الجزيرة ''بقيم حمائية عالية''. وهم سيعملون معاً على وضع وتنفيذ خطط تنموية تناسب الطبيعة الأصلية وتشكل أساساً مستقبلياً للتنمية في الجزيرة.
الغابات الاستوائية الرائعة في أنحاء سومطرة تؤوي بعض الأنواع الحية الأكثر ندرة في العالم، وتؤمن مصادر رزق لملايين الأشخاص. وأكثر من 13 في المئة من الغابات المتبقية هي غابات خثية، جاثمة على أعمق تربة خثية في العالم. والخث نسيج نباتي شبه متفحم يتكون أساساً بتحلل النباتات جزئياً في الماء. لذا فان تعرية هذه الغابات هي مصدر رئيسي للانبعاثات الكربونية المسببة لتغير المناخ.
يقول مارليس رحمان، نائب حاكم إقليم سومطرة: ''بحماية هذه الغابات من الزوال، ستقدم سومطرة مساهمة جوهرية لتخفيف تغير المناخ العالمي". |