Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
تشرين الأول (أكتوبر) 2009ماساي مارا نكسة القطعان البرية
  • ماساي مع بقرته
  • حمر وحشية على حدود محمية ماساي مارا
  • زرافات في المحمية
  • قطيع أفيال في محمية ماساي مارا
  • أسد في محمية ماساي مارا
  • أحد زعماء الماساي مع مواشيه
  • أفراد من شعب الماساي
  • هجرة قطعان النو والحمر الوحشية
 محمية ماساي مارا جعلت كينيا قبلة رحلات السافاري. لكنها شهدت خلال العقدين الأخيرين خسائر فادحة في الحيوانات البرية الراعية نتيجة انتشار المستوطنات البشرية حولها
 
جيف هاسكنز وموتوني نجيرو (نيروبي)
الحيوانات البرية الكبيرة العاشبة، التي تشكل العمود الفقري لمحمية ماساي مارا الوطنية الشهيرة عالمياً في كينيا، تناقصت بشكل كبير نتيجة تنافسها مع المستوطنات البشرية المتزايدة حولها.
فقد نشرت حديثاً نتائج دراسة مكثفة دامت 15 عاماً، أجراها المعهد الدولي لأبحاث الماشية (ILRI) ومقره العاصمة نيروبي، قدمت أدلة مفصلة على تراجع أعداد الحيوانات ذوات الحوافر في المحمية التي تبلغ مساحتها 1500 كيلومتر مربع. وسجلت الخسائر نسباً مرتفعة بلغت 95 في المئة للزرافات، و80 في المئة للخنازير الوحشية، و76 في المئة لظباء المستنقعات، و67 في المئة لظباء الإمبالا. كما تشهد المحمية انخفاضاً في أعداد الغزلان والحمر الوحشية.
مع تزايد عدد السكان تم تحويل مراعي الحيوانات البرية الى أراض زراعية ومزارع لتربية الماشية، من أجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء. وما زال السكان المحليون القاطنون غرب المحمية يتصيدون الحيوانات البرية داخل المحمية من أجل أكلها أو بيعها، على رغم أنه عمل غير مشروع.
يحدّ محمية ماساي مارا متنزه سيرنغيتي الوطني في تنزانيا جنوباً، ومراعي شعب الماساي شمالاً وشرقاً، ومزارع المحاصيل غرباً. وتشتهر المنطقة عالمياً بازدهار استثنائي للحياة البرية وهجرة سنوية لنحو مليونين من ظباء النو الضخمة والحمر الوحشية وحيوانات برية أخرى عبر سهول سيرنغيتي ومارا.
 
حياة أكثر استقراراً
حدثت تغيرات سريعة في ''مراعي مارا'' المحيطة بالمحمية والتي تؤوي الماساي. وهؤلاء في غالبيتهم ظلوا حتى وقت قريب رعاة شبه رحَّل، يعرفون بعاداتهم القتالية وملابسهم الحمراء الزاهية، ويتعايشون بتناغم مع الحياة البرية. وقد ساهمت ماشية الماساي، الذين قلما يأكلون لحوم الحيوانات البرية، في حماية وفرة الحيوانات العاشبة في شرق افريقيا. وما زالت الحياة البرية غنية حيث بقي الماساي على ممارساتهم التقليدية.
لكن خلال العقود القليلة الماضية، ترك بعض الماساي بيوتهم المبنية بالطين وأغصان الأشجار والمعروفة بالبوما boma) وتحولوا الى مستوطنات أكثر استقراراً على حدود المحمية. في مزرعة كوياكي مثلاً، وهي إحدى المستوطنات الزراعية المتاخمة للمحمية، ازداد عدد بيوت البوما من 44 بيتاً عام 1950 الى 368 عام 2003، في حين ارتفع عدد الأكواخ من 44 الى 2735.
بينت نتائج المسح أن أعداد جميع أنواع الحيوانات البرية، ما عدا ظباء المستنقعات والحمر الوحشية، انخفضت بشكل كبير مع ازدياد عدد المستوطنات الدائمة حول المحمية. ويشيع القتل الانتقامي للحيوانات البرية التي تدمر الأسيجة وتتلف المحاصيل وتعبث بامدادات المياه وتهدد قطعان الماشية. فالحيوانات تتنقل باستمرار الى داخل المحمية وخارجها، وهي ترعى أحياناً خارج المحمية أي في المراعي المجاورة.
لكن أبحاثاً سابقة أظهرت أن الرعي المعتدل للماشية في المحمية يمكن أن يفيد الحيوانات البرية. فعلى سبيل المثال، تتجنب أنواع كثيرة من هذه الحيوانات الراعية المكوث في المحمية عندما يصبح العشب طويلاً في موسم الأمطار، لتتحاشى المفترسات المختبئة والعشب القاسي غير المغذي. وبدلاً من ذلك، تميل الى الرعي قرب المستوطنات الرعوية التقليدية، حيث العشب مغذ وقصير لأنه يستعمل علفاً لقطعان الماشية، وحيث تُرى المفترسات بوضوح.
هذه الاكتشافات المتناقضة ظاهرياً تستعملها جماعات الماساي المحلية من أجل التصدي لخسارة الحيوانات البرية. وهم وجدوا أن هذه الخسارة تحدث عندما يكون عدد المستوطنات البشرية كبيراً، في حين أن المستوطنات القليلة يمكن أن تفيد الحياة البرية.
 
تشجيع السياحة
لتحقيق هذا التوازن، يعمل أصحاب أراضي الماساي بالتنسيق مع شركات سياحية لاقامة مناطق حماية يديرون فيها بعناية عدد المستوطنات وعدد قطعان الماشية. ويحفزهم على القيام بذلك حصول المجتمع المحلي على حصة من الأرباح التي تدرها السياحة في أراضيهم. أحد هؤلاء يدعى ديكسون كايلو وهو من زعماء الماساي، يعمل مع شركات سياحية ومجتمعات محلية لتصميم هذه المحميات. وخلال تجربة نفذت مؤخراً في محمية أولار أوروك الجديدة، وجد كايلو أن الحيوانات البرية تدفقت في البداية الى المنطقة عندما أزال السكان مواشيهم ومستوطناتهم منها. لكن سرعان ما نما العشب وعلا، فغادرت حيوانات كثيرة المنطقة الى مستوطنات قريبة خارج المحمية حيث العشب قصير.
تم اطلاق مبادرة أخرى هي البرنامج التأجيري لحماية الحياة البرية، يتم تنفيذها في مراعي كيتنغيلا المجاورة لمتنزه نيروبي الوطني في كينيا. ويعتمد البرنامج مدفوعات نقدية لتشجيع العائلات الرعوية التي تعيش في أراض مستأجرة على عدم تسييج أراضيها أو تطويرها أو ''بيعها''. هذا البرنامج الذي تدعمه الوكالة الاميركية للتنمية الدولية حقق نجاحاً كبيراً في إبقاء المراعي مفتوحة لرعي الحيوانات البرية وقطعان الماشية، وفي الوقت نفسه وفر لعائلات الماساي مصدراً مهماً للدخل.
ويدعو المعهد الدولي لأبحاث الماشية الى توسيع البرنامج ليشمل مزيداً من العائلات في كيتنغيلا، والى اعتماده في نظم ايكولوجية رعوية أخرى. وقال مدير المعهد كارلوس سيري: ''لدينا أدلة على أن الانخفاضات الحادة لأعداد الحيوانات البرية في السنوات الأخيرة يمكن إبطاؤها ومنع انهيار النظم الايكولوجية، من خلال تحسين مصادر رزق الماساي والرعاة الآخرين الذي يسوقون مواشيهم لترعى قرب المتنزهات الوطنيةالمحمية في المنطقة".
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.