Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
أيلول (سبتمبر) 2010المنغروف في خطر
  • زراعة المنغروف لحماية الشاطئ في جزيرة كيريباتي في المحيط الهادئ
  • أشجار المنغروف عند ارتفاع المد في كيريباتي
  • أسماك تسبح حول جذور المنغروف في كوبا
  • بلشون أبيض بين المنغروف في المكسيك
  • Earthscan صدر "الأطلس العالمي للمنغروف" ضمن منشورات في تموز (يوليو) 2010
  • بجعة وسط المنغروف في المكسيك
  • تحويل غابات المنغروف الى مزارع مائية في الاكوادور
 تتناقص غابات المنغروف النادرة بمعدل أعلى ثلاثة الى أربعة أضعاف من خسارة الغابات البرية، على رغم الجهود التي تبذلها بعض البلدان لاستعادتها. وقد زال نحو خُـمس هذه الغابات منذ ثمانينات القرن العشرين. هذا ما أظهره «الأطلس العالمي للمنغـروف» الصادر حديثاً بجهد مشترك من منظمات دولية وباحثين عالميين. وعلى رغم أن الخسائر تتباطأ  بنسبة 0,7  في المئة سنوياً، يحذر واضعو الأطلس من أن أي تدمير إضافي لغابات المنغروف، بتحويلها الى مزارع لتربية الروبيان (الجمبري) وتنفيذ مشاريع التنمية الساحلية،  يسبب تـراجعاً اقتصادياً وايكولوجياً جوهرياً.
تقدر التقييمات الاقتصادية أن غابات المنغـروف تولد ما بين 2000 و9000 دولار للهكتـار سنوياً، أي ما يزيد كثيراً على استعمالات بديلة مثل تربية الأسماك وثمار البحر والزراعة والسياحة المكثفة. ولكن ثمة اتجاهات ايجابية. فجهود استعادة غابات المنغـروف تشمل حالياً نحو 400 ألف هكتـار، حيث البلدان البعيدة النظر تربط بين هذه الغابات الساحلية وخدمات مهمة اقتصادياً، من دفاعات ضد الفيضانات وموائل لنمو الأسماك الى تخزين الكربون لمكافحة تغير المناخ.
يشير الأطلس الى أن مساحة غابات المنغـروف في العالم تبلـغ 150 ألف كيلومتر مربع، ما يقل بعض الشيء عن مساحة سورية. وهي تنتشر بـراً وبحـراً في 123 بلـداً ضـمن مناطق استوائية وشبه استوائية. وتتوافر أكبر المساحات في بلدان مثل إندونيسيا التي تملك 21 في المئة من غابات المنغروف العالمية، والبرازيل (9%)، وأوستراليا (7%)، والمكسيك (5%)، ونيجيريا (5).
أكبر عوامل خسـارة غابات المنغـروف هي تحويلهـا المباشـر الى استعمالات مثل تربيـة الأحياء المائية والزراعة والتوسع المُدني. وغالباً ما تكون المناطق الساحلية مكتظة بالسكان ويكون الضغط على الأراضي قوياً  فيزحف العمران عليها. وحيثما تبقى غابات المنغـروف، فهي غالباً ما تكون متدهورة بسبب الحصاد الجائر. وحيثما تتم تعرية بقع كبيرة لتربية الروبيان، غالباً ما تتـرك الأرباح السريعة إرثاً من الديون الطويلة الأجل والفقر يصعب عكسه.
وترى منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن خسائر غابات المنغروف كبيرة ومستمرة، فقد فُقد نحـو 35,600 كيلومتر مربع بين عامي 1980 و2005. وفيما لا تتوافر تقديرات دقيقة للغطاء الأصلي، هناك اجماع على أنه كان يزيد على 200 ألف كيلومتر مربع، وفقد منه أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع نتيجة تدخل بشري. ويتم حالياً غرس أشجار المنغـروف والتشجيع على تنميتهـا من خلال نشاطات مثل تنظيف المواقع وتأهيلها وازالة النفايات. ومن الأمثلة على ذلك ما يحدث في أوستراليا وبنغلادش وبنين والبرازيل وكوبا والهند واندونيسيا وباكستان والفيليبين وتايلانـد وفيتنـام. وقد بدأت بعض دول الخليج العربية تبذل جهوداً في هذا المضمار.
حزام أخضر ودفاع بحري
تساهم أشجار المنغروف في تأمين سبل العيش محلياً وعالمياً من خلال توفير موارد غابية، مثل الاخشاب وحطب الوقود ومواد البناء ومنتجات غير خشبية. وهي تشكل حزاماً أخضر ونظاماً لاحتجار الكربون، يحمي المناطق الساحلية من كوارث طبيعية مثل أمواج المد العاتية (تسونامي) والأعاصير والتآكل الناتج من ارتفاع مستوى البحر، خصوصاً في البلدان القائمة على جزر صغيرة. وهناك دلائل جيدة على أن المنغروف خفف أثر تسونامي المحيط الهندي عام 2004 في عدد من المواقع.
ويحدث تخزين كبير للكربون العضوي في أتربة المنغروف، ما يعني دوراً كبيراً في عملية تخفيف أثر تغير المناخ. وتشير تقديرات أولية الى أن اجمالي الكتلة الحيوية فوق الأرض لغابات المنغروف في العالم يزيد على 3700 مليون طن من الكربون، وأن عزل الكربون مباشرة في رسوبيات المنغروف قد يصل الى 17 مليون طن في السنة.
وأشجار المنغروف هي أيضاً من أهم الموائل الواقعة ضمن نطاق المد والجزر لمصايد الأسماك البحرية والساحلية. وقُدر أنها تدعم 30 في المئة من محصول صيد الأسماك ونحو 100 في المئة من محصول صيد الروبيان في بلدان جنوب شرق آسيا، فيما يدعم المنغروف والموائل المرتبطة به في ولاية كوينزلاند الأوسترالية 75 في المئة من أنواع أسماك المصايد التجارية.
يتفاقم تدمير المنغروف غالباً نتيجة قرارات محلية وقوى السوق والطلب الصناعي والتوسع السكاني والفقر. ولكن في كثير من البلدان، تحدد مصير المنغروف قرارات سياسية على مستوى رفيع. ففي الفيليبين، على سبيل المثال، أدى تشجيع تربية الأسماك وثمار البحر في أنحاء البلاد منذ خمسينات القرن العشرين الى خسائر فادحة في غابات  المنغروف. أما في ماليزيا، في المقابل، فتسود ملكيةالدولة للمنغروف، ما يتيح إمكانات أكبر لحمايته ووقف تدهوره. وتبقى مساحات كبيرة منه في محميات غابية، تدار من أجل انتاج الخشب والفحم، مع ما يرافقها من فوائد للمصايد.
لكن اتجاهات الربح أو الخسارة المتعلقة بالمنغروف يمكن عكسها بشكل سريع وفعال. وقد أدت القوانين الخاصة بوضع مقاييس لتربية الأحياء المائية أو لتخفيف تلوث المياه الى تعديل كبير في المشـاريع الجديدة لتربية الأحيـاء المائيـة في كثير من البلدان. كما ساهمت سياسات ومشاريع جديدة في زرع المنغـروف على نطاق واسع في الفيليبين. وأدت سياسات جديدة الى تعويض خسارة المنغروف من خلال اعادة الزرع أو التجديد، كما حصل في ولاية فلوريدا الأميركية وأوستراليا. وعمدت بلدان مثل المكسيك وبيليز وتنزانيـا وموزمبيق الى تكريس حماية قانونية لغابات المنغروف، بهدف ضبط النشاطات التدميرية عبر فرض نظم صارمة للتراخيص.
يبقى أن تعمد البلدان العربية التي ما زالت تملك بعض ثروة من غابات المنغروف الى بذل جهود أكبر لحمايتها وتجديدها، فتكسب قيمة مضافة لبيئتها البحرية واقتصادها الوطني.
كادر
الأطلس العالمي للمنغروف
صدر «الأطلس العالمي للمنغروف» ضمن منشورات Earthscan في تموز (يوليو) 2010. وهو نتاج مشروع مشترك منذ 2005 لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة الدولية للأخشاب الاستوائية، والجمعية الدولية لنظم المنغروف الايكولوجية، ومنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الانسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، ومعهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأمم المتحدة، ومنظمة صون الطبيعة.
وقد حصل مشروع الأطلس على معظم التمويل من خلال هبة من الحكومة اليابانية.
يضم الأطلس 340 صفحة، ويحوي أكثر من 200 صورة فوتوغرافية و50 شكلاً توضيحياً و129 خريطة. ISBN:978_1_84407_567_4
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.