يقع لواء الكورة في الجهة الشمالية الغربية من الأردن، في محاذاة جبال عجلون ووادي الأردن. ويبعد عن العاصمة عمان نحو 100 كيلومتر. معظم أراضيه مرتفعات جبليـة تتخللها سهول خصبة تخترقها أودية دائمة الجريان. أعلى منطقة في الكورة «رأس برقش» الذي يرتفع نحو ألف متر عن سطح البحر. وتتدرج الأراضي انخفاضاً من الشرق نحو الغرب حتى تصل الى 60 متراً تحت مستوى سطح البحر في منطقة «العين البيضاء» في وادي أبو زياد.
هذا التباين في الارتفاع أعطى الكورة مناخات مختلفة وتنوعاً متميزاً في الغطاء الغابي والنباتي. ويسودها مناخ حوض البحر المتوسط البارد والماطر شتاء حيث يبلغ المعدل السنوي لسقوط الأمطار 446 مليمتراً، والمعتدل الجاف صيفاً حيث يبلغ معدل الحرارة 31 درجة مئوية في الصيف.
التنوع الحيوي في الكورة
أراضي الكورة متنزه طبيعي مفتوح بتنوع حيوي غني نتيجة موقعها الجغرافي المتميز. وقد أحصي فيها 47 نوعاً من الأشجار الحرجية و35 نوعاً من النباتات الطبية، من أهمها الصعتر البري والميرمية والنعناع البري والبابونج والشومر والشيح والجعدة والعنصل. وهي موئل 44 نوعاً من الطيور، وتروم في أرجائها أنواع من الثدييات البرية بات كثير منها مهدد بالزوال، مثل الذئب السوري والضبع المخطط والثعلب الأحمر والنيص والخنزير البري والغرير والوشق والسنجاب والوعل والأيل الأسمر الفارسي والغزال الجبلي. ويقدر أن أراضي الكورة تضم أكثر من 42 في المئة من مجمل التنوع الحيوي في الأردن.
الكورة محمية طبيعية مفتوحة لمعظم أزهار الأردن البرية، عاكسة بريقاً جميلاً في التدرج اللوني. وهذا يجعلها محطة لعشاق الطبيعة ليستمتعوا بجمال ألوانها وتنوع أزهارها التي يتغذى عليها النحل مكوناً عسلاً عالي الجودة. وينبت في الكورة 263 نوعاً من الأزهار البرية، بينها نوعان من بخور مريم وخمسة أنواع من الأوركيديا مهددة بالانقراض. وتطل من بين الأزهار البرية السوسنة السوداء زهرة الأردن الوطنية، التي تتدرج ألوانها بين الأسود والبنفسجي الداكن، ويعتبر النصف الأول من فصل الربيع أفضل الأوقات للاستمتاع بمشاهدتها.
وتنتج الكورة أجود أنواع الزيت في الأردن، ففيها نحو ستة ملايين شجرة زيتون تغطي 34 في المئة من مساحتها، بينها نحـو 5000 شجـرة من الزيتـون الرومي يصل قطر جذوع بعضها الى مترين، وجلهـا في بلدات دير أبي سعيد وتبنه وجديتا وكفر الماء. وينتشر فيها أكثر من 50 ينبوعاً تخرج منها مياه عذبة نقية لتغذيتهـا المباشرة من مياه الأمطار، وهي تتوزع بين ينابيع كهفية وينابيع سطحية وينابيع الفوالق الصخرية.
وفي وادي زقلاب شلالات طبيعية تتزحلق على الصخور لتسقط في حوض ماء دائري تحف به الأشجار العطرية. وتنتهي مياه الشلالات في سد شرحبيل بن حسنه (سد زقلاب) الذي تبلغ طاقته التخزينية 4,5 ملايين متر مكعب ويشكل منطقة تنزه واصطياف. وتعتبر بحيرة السد وجوارها ممراً استراتيجياً للطيور المقيمة والمهاجرة، حيث تم تسجيل 135 نوعاً بعضها مهدد بالانقراض عالمياً. وتشكـل التلال المشرفة على السد مكاناً مناسباً لهـواة مراقبة الطيور، خصوصـاً خلال الهجرة الربيعية والخريفية بين أوروبا وأفريقيا عن طريق وادي الأردن.
كادر
غابات برقش
تنتشر غابات برقش في الجزء الجنوبي الشرقي من لواء الكورة على مساحة نحو 12 كيلومتراً مربعاً، وتعتبر من أجمل المناطق الطبيعية الريفية الهادئة في الأردن. وهي ذات بيئة خلابة في تنوع غطائها الغابي والنباتي، حيث يسود نمط غابات كثيفة من السنديان والأشجار العريضة الأوراق والدائمة الخضرة التي تغطي جبالها وأوديتها.
ينتشر في هذه الغابات 47 نوعاً من الأشجار الحرجية، من أهمها البلوط (الملول) الشجرة الوطنية للأردن، والقطلب (القيقب) والبطم الفلسطيني والزعرور والعبهر والخروب والشربين والشوح والزان والميس والسرو والسدر والصنوبر. وهي مقصد مثالي لمحبي المشي في الطبيعة والتخييم وهواة التصوير.
غابات برقش هي البقية الأخيرة من الغابات الطبيعية التي كانت تغطي شمال الأردن، وتقدر كثافتها بين 70 و80 في المئة من المساحة. |