Monday 25 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
أيار (مايو) 2011سلاحف في ورطة
  • جمع بيض السلاحف
  • جورج الوحيد الباقي من سلاحف بينتا العملاقة في جزر غالاباغوس، هو الأول على قائمة الأنقراض
  • سلحفاة نهرية طريّة الدرع
  • تثاؤب العملاق
  • السلحفاة الخضراء تروم مياه البحر العربية وهي معرضة الأنقراض
  • ذكر سلحفاة تيرابين النهرية وقد اكتسى ألوان التزاوج
  • سلحفاة صندوقية في إقليم يونان في الصين يصل سعرها إلى ٥٠ ألف دولار
  • السلحفاة البرية ذات الشكل الهندسي
  • جمع بيض السلاحف لأكله في المكسيك
 

تعيش السلاحف على الأرض منذ 220 مليون سنة بتقديرات علماء الإحاثة. لكن دروعها الظهرية لم تعد تحميها من الانقراض خلال العقود القليلة المقبلة، وفق تقرير حديث أصدره «ائتلاف حماية السلاحف» الذي وضع قائمة تضم 25 نوعاً من السلاحف البرية والبحرية هي الأكثر تعرضاً للخطر في العالم. ويلفت هذا الائتلاف، الذي يضم مجموعة من منظمات الحماية والاختصاصيين، الى أن هناك 328 نوعاً معروفاً من السلاحف، بينها 263 نوعاً من سلاحف المياه العذبة، و58 نوعاً من السلاحف البرية، و7 أنواع من السلاحف البحرية. ونصف هذه الأنواع تقريباً مهدد بالانقراض.

السلاحف هي من الفقاريات الأكثر تعرضاً للخطر في العالم، أكثر من الثدييات والطيور وحتى البرمائيات المعرضة لخطر شديد. ويتم صيدها بطريقة غير مستدامة، من أجل أكل لحمها، واستخدامها في الطب التقليدي، واقتنائها كحيوانات مدللة، في حين تتعرض موائلها للتلوث والتعرية والدمار.

ويتصدر «جورج الوحيد» قائمة الـ25، وهو آخر ذكر باقٍ من سلاحف بينتا العملاقة  Chelonoidis abingdoni  في جزر غالاباغوس الشهيرة التي ارتكزت عليها أبحاث تشارلز داروين. وقد وصل هذا النوع الى حافة الانقراض بسبب إقبال صيادي الحيتان على أكل لحمه في القرن التاسع عشر، وبعدهم مستوطنو جزر غالاباغوس في القـرن العشرين. وقد عثر على جورج في جزيرة أبينغدوم عام 1971، ونقل الى مكان آمن في محطة تشارلز داروين للأبحاث على جزيرة سـانتا كروز أملاً بالعثور على أنثى، فيكونان منطلقاً لبرنامج إكثار في الأسر. لكن هذا لم يحدث.

النوع الثاني الأكثر تعرضاً للخطر هو السلحفاة النهرية العملاقة الحمراء ذات الدرع اللين Rafetus swinhoei. وهي تعيش في الصين وفيتنام وتزن أكثر من 120 كيلوغراماً، ويزيد طول درعها على متر. ولم يبق الا ثلاثة ذكور وأنثى واحدة في العالم، لذا فان المخاطر التي تهدد هذا النوع أشد من أي وقت مضى.

ويعيش في آسيا 17 نوعـاً من الأنواع الـ25 الأكثر تعرضاً للخطر. ويتعرض كل نوع منها للأذى بطريقة ما نتيجة التجارة الدولية بالسلاحف ومنتجاتها، مع ضعف تطبيق القوانين والاتفاقيات. وتجارة السلاحف البرية رائجة كثيراً في الصين، حيث يتم استيراد ملايين السلاحف سنوياً من أنحاء آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية لتلبية الطلب. ووجد التقرير أن معظم السلاحف المتوطنة في الصين هي على شفير الانقراض، وكثير منها مدرج على قائمة الـ25 نوعـاً الأكثر تعرضاً للخطر. مثال على ذلك سلحفاة المياه العذبة Cuora trifasciata  التاسعة على القائمة، وهي من أقدم السلاحف المعروفة وقد تم تصنيفها أولاً عام 1825. كانت في الماضي تنتشر في الجداول والمستنقعات في أنحاء غابات أقاليم فوجيان وهونغ كونغ وغوانغدونغ وهاينان وغوانغكسي في جنوب الصين. لكنها اختفت الآن من معظم موائلها نتيجة ارتفاع الطلب على منتجات الطب الصيني التقليدي.

وأشاع التجار مؤخراً أن استهلاك هلاميات وخلاصات مستخرجة من هذه السلحفاة تشفي من السرطان، ما زاد قيمتها التجارية بشكل هائل، وباتت السلحفاة الواحدة تباع الآن بآلاف الدولارات. وبسبب ارتفاع قيمة هذا النوع، بات يربى بالآلاف في مزارع خاصة، وهناك طلب كبير عليه. لكن الصيد المكثف والتدمير الهائل لموائل «السلحفاة الذهبية» خلال العقود الثلاثة الأخيرة دفعاها الى حافة الانقراض في البرية.

وكان للتجارة الدولية بالحيوانات المدللة أثر مدمر، حيث الجامعون الأثرياء على استعداد لدفع عشرات آلاف الدولارات في السوق السوداء لشراء سلاحف برية وبحرية مهددة بالخطر. ومن هذه الأنواع سلحفاة بنية صغيرة بطيئة الحركة تعرف بسلحفاة يونان الصندوقية Cuora yunnanensis  التي يصل سعرها الى 50 ألف دولار، ما يجعلها الأغلى ثمناً بين السلاحف الصندوقية الصينية. وهي الثالثة على قائمة الأنواع الأكثر تعرضاً للخطر. وعلى رغم البحث الميداني المكثف، لم يشاهد هذا النوع بين العام 1940 وأوائل القرن الحادي والعشرين، وقد اختقى موئلها المفترض نتيجة إعمار منطقة كونمينغ الريفية في إقليم يونان. وأدرج هذا النوع رسمياً على أنه منقرض على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة عام 2000. لكن في العام 2004، عرضت صور لسلحفاة أنثى على موقع إنترنت، مع طلب لتحديد نوعها. وبعد أشهر قليلة ظهر ذكر بالغ في متجر محلي للحيوانات المدللة. وقد اشترى اختصاصي سلاحف صيني السلحفاتين وتم تناسلهما. ومنذ 2006 أنتجتا اثني عشر فرخاً، أكدت أبحاث وراثية أنها عينات نقية من سلحفاة يونان الصندوقية.

أما سلاحف نهر تيرابين الشمالي Batagur baska  فكانت في الماضي موجودة بكثرة عند مصبات الأنهار والروافد في ولايتي أوريسا وغرب البنغال في الهند ودلتا نهر ايرياوادي في ميانمار أوائل القرن العشرين. لكنها اختفت كلها تقريباً. ويضم الجنس Batagur  خمسة أنواع معرضة لخطر شديد ونوعاً معرضاً للخطر. وهو مجموعة السلاحف النهرية الأقرب الى حافة الانقراض. وجاء في التقرير: «تبدي الذكور ألواناً لافتة للنظر في موسم التزاوج، وهي من السلاحف الأكثر جاذبية وإدهاشاً في العالم. والأنواع الستة من هذا الجنس هي جميعها مائية، وتنمو حتى تصل الى حجم كبير. وبسبب لحمها الشهي وبيوضها اللذيذة، تعرضت هذه السلاحف النهرية لصيد واستغلال مفرطين منذ زمن طويل». في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، شوهد ذكر بري مذبوحاً في أحد أسواق داكا عاصمة بنغلادش. وهذا، بحسب التقرير، «يقدم دليلاً على أن هناك بضع سلاحف من هذا النوع متبقية في البرية».

الثانية والعشرون على القائمة هي السلحفاة البرية ذات الشكل الهندسي Psammobates geometricus التي تعيش في جنوب أفريقيا، وما زالت موجودة في مناطق منخفضة متفرقة في إقليم كيب الغربي. وهي تفضل الأتربة الطينية والغرينية الحمضية والرملية الفقيرة بالمغذيات، التي تتميز بوجود الأعشاب والشجيرات ذات الارتفاع المنخفض الى المتوسط. لكن تدمير موائلها لاقامة كروم العنب وزراعة القمح، وتدهور موائل أخرى بسبب النباتات والحيوانات الغازية غير المتوطنة، فضلاً عن ازدياد ضغط المفترسات، شكلت وما زالت تشكل التهديدات الرئيسية لما تبقى منها.

السلاحف، تلك الزواحف المدرعة الرائعة، تختفي سريعاً في البراري والأنهار والبحار. ويخلص تقرير  ائتلاف حماية السلاحف إلى « أن الحؤول دون خسارة جواهر التطور الفريدة هذه منوط بنا الآن».

لمعلومات إضافية عن الأنواع الـ25 المعرضة للانقراض، يمكن تنزيل تقرير «سلاحف في ورطة» من الموقع الالكتروني

www.iucn-tftsg.org

 

...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.