أبوظبي ـ "البيئة والتنمية"
نُقلت 25 مهاة أفريقية من نوع «أبو حراب» إلى بيئتها الطبيعية في تشاد، ضمن برنامج هيئة البيئة في أبوظبي وحكومة تشاد لإطلاق نحو 500 رأس في محمية وادي أخيم، التي تمتد على مساحة 78 ألف كيلومتر مربع وتعتبر أنسب موئل لإعادة توطينها وضمان تكيّفها وزيادة أعدادها.
وستبقى المجموعة في حظيرة خاصة مسيجة للتأقلم مع الطقس، قبل إطلاقها في بداية موسم الأمطار صيفاً حين تنمو المراعي والأعشاب. وسوف يتم تركيب طوق لكل مهاة من أجل تتبعها عبر الأقمار الاصطناعية، على أن يتولى معهد سميثسونيان للمحافظة على الكائنات الحية في العاصمة الأميركية واشنطن مراقبة بيانات التتبع. وتساهم هذه البيانات في حماية المها وجمع معلومات حول سلوكياتها، مما يساعد في تعزيز جهود إعادة التوطين.
وقامت هيئة البيئة في أبوظبي بتدريب فريق من الخبراء ومراقبي الحياة البرية العاملين في محمية وادي أخيم، لمراقبة المها وتنفيذ برامج التوعية في المجتمع المحلي لضمان استمرار حمايتها. وقالت رزان خليفة المبارك، الأمينة العامة للهيئة، إن هذا المشروع الطموح قد يكون الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات، والأول من نوعه لتوطين هذا النوع من المها وإعادته من حافة الانقراض، وهو تأكيد على أن الحفاظ على الأنواع لا يقتصر على تجاوز الحدود بين البلدان، بل هو أيضاً يوحد الشعوب والإنسانية.
وكانت هيئة البيئة اتخذت الخطوات اللازمة لتأسيس «القطيع العالمي» للمها الأفريقي في مركز دليجة لإدارة الحياة البرية في أبوظبي. وشمل ذلك اختيار أفراد متنوعة من المجموعة الأصلية لرئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن 16 مؤسسة في الإمارات والولايات المتحدة ودول أوروبية. وتتولى الهيئة إدارة القطيع والعمل على إكثاره وتقوية جيناته، ليتم اطلاق المها الأفريقي في مساحات محمية ضمن مناطق انتشاره الأصلية، ومنها تشاد.
ويتم التعاون مع جمعية لندن للحيوان، التي ستشارك في إجراء الدراسات البيئية وتقييم الموائل في مناطق الإطلاق، في حين تتولى جمعية اسكوتلندا الملكية للحيوان إجراء الفحوصات الوراثية.
ويتميز المها الأفريقي «أبو حراب» بقدرته على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة وعلى البقاء لفترات طويلة من دون شرب المياه. وقد صنف في «القائمة الحمراء» للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ضمن فئة الحيوانات المنقرضة في موائلها الطبيعية منذ 15 عاماً، نتيجة عمليات الصيد غير المنظم وفقدان الموائل وقلة الموارد الطبيعية. وهو يعيش اليوم في الأسر ضمن محميات خاصة في مناطق مختلفة حول العالم. وتحتضن دولة الإمارات أكثر من 3000 رأس، ما يعتبر التجمع الأكبر لهذه الحيوانات في العالم. |