زينة جبال المغرب
منتزه الأطلس الكبير
محمد التفراوتي (الرباط)
يختال المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي في المغرب بين منطقة رطبة في الشمال ومنطقة جافة صحراوية في الجنوب. ويمتد على مساحة شاسعة تمثل ثلاث مناطق متميزة هي منحدر جبل أبردوز في الشرق ومنطقة ترغيست الجبلية في الوسط والبحيرتان إيسلي وتسليت في الغرب.
ترسو البحيرتان على هضبة ومروج وتعكسان منظراً طبيعياً رائعاً يختزن موروثاً ثقافياً جميلاً. فكلمتا «إيسلي» و«تسليت» تعنيان باللغة الأمازيغية التقليدية العريس والعروس، وقد نسجت حولهما حكايات في الأسطورة المحلية. ويعتبر «موسم الخطبة» الشهير في منطقة إملشيل موعداً سنوياً يقام فيه حفل زفاف جماعي ويخلد أسطورة تمجد الحب العذري بين عشيقين حال صراع قبيلتيهما دون اقترانهما.
يغطي المنتزه مساحة 55 ألف هكتار في إقليمي الراشدية والخنيفرة. فيه جبال عالية يفوق ارتفاع بعضها 3000 متر، تتخللها شعاب ووديان عميقة. وساهم تكريسه في وضع حد لتدهور الغابات والمحافظة على التنوع البيولوجي الذي تزخر به المنطقة وتعزيز القدرات الطبيعية والثقافية والاجتماعية فيها.
تغطي الغابات نحو 37 في المئة من المساحة الإجمالية للمنتزه، وتضم أشجار الأرز والصنوبر والبلوط الأخضر والعرعار وغيرها، وعشرات الأنواع من النباتات البرية وبينها أنواع طبية وعطرية.
وتوفر التضاريس الوعرة فضاء آمناً لأعداد كبيرة من الحيوانات البرية، مثل الأروي وغزال الجبال والخنزير البري والقرد الملقب «زعطوط» والطيور الجارحة، إضافة إلى الطيور المائية والزواحف والبرمائيات في بحيرتي تسلي وتسليت.
هذا المنتزه الفسيح هو أيضاً موطن لنحو 19 ألف نسمة يعيشون في قرى صغيرة، أو «دواوير»، على السفوح وقرب الأودية، معتمدين على الزراعة وتربية الماشية.