ميشيل كامباس (لارنكا)
لجأت قبرص إلى البوم والأفاعي لحماية أشجار الخروب (الخرنوب) التي تشتهر بها. وكان الخروب سلعة تصديرية مزدهرة في هذه الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط، إلا أنه الآن مهدد بالجرذان التي تأكل لحاء الأشجار فتهلكها ببطء.
منذ نيسان (أبريل) 2015 يعمل أنصار الحفاظ على البيئة في بساتين الخروب، التي ترجع نشأتها الى قرون مضت قرب السواحل الجنوبية للجزيرة، على إعداد أعشاش للبوم والأفاعي غير السامة، خصوصاً الثعبان الأسود. وذلك تفادياً لاستخدام السموم لإبعاد جحافل الجرذان التي تفتك بأشجار الخروب، عن طريق الاستعانة بأعدائها الطبيعيين.
ويقول ليفكيوس سيرغيديس من منظمة «أرض قبرص» البيئية المشاركة في هذا المشروع الذي يستمر ثلاث سنوات: «إذ نستعين بالبوم فإننا نجعل الطبيعة تأخذ مسارها. إن زوجين من البوم يمكن أن يقتـلا نحو ثلاثة آلاف جرذ سنوياً». أما أسلوب المكافحة التقليدي بالسم فليس مجدياً كفاية ويهدد الطيور والنحل والحشرات المفيدة والزواحف.
في ستينات القرن الماضي، كانت «قرون» الخروب من السلع التصديرية الأساسية للجزيرة. ويقول مينيلاوس ستافرينيديس، الأستاذ في جامعة قبرص للتكنولوجيا والمنسق الميداني للمشروع: «بلغ متوسط حجم الانتاج 53 ألف طن سنوياً، ما جعل قبرص ثالث أكبر مصدر للخروب على مستوى العالم».
وتستخدم حبوب الخروب في صناعة أصماغ ومستحلبات نباتية تدخل في الصناعات الغذائية والطبية والتجميلية. ولا تحتاج زراعة الخروب الى رعاية خاصة، إذ تكفي عمليات تقليم الأشجار.
لكن مع تحول قبرص من اقتصاد يعتمد على الزراعة الى مركز للخدمات المالية، تضاءل محصول الخروب، وتراجع حجم الإنتاج إلى نحو تسعة آلاف طن سنوياً.
ويتم تمويل مشروع حماية أشجار الخروب في مسعى لتعزيز الأراضي الزراعية ذات القيم الطبيعية العالية، ولتسليط الضوء على مزايا هذه الأشجار وعمرها والحشرات التي تلقحها ومعلومات أخرى لا يعرفها كثيرون.
ويركز جزء من البرنامج على منطقة انوجيرا التي كان إنتاج الخروب عماد حياة أهلها. وقال ميكايليس ماكري، وهو مزارع عجوز تعمل عائلته في زراعة الخروب منذ أجيال، إن أحداً لا يعرف مدى قدم أشجار الخروب المعمّرة، مضيفاً: «كانت هـذه الأشجـار عتيقة حتى في أيام جدي. لقد وجدناها هنا». |