حيوانات غريبة انكشفت أمام ساحل قارة القطب الجنوبي (أنتارتيكا) في مياه كانت سابقاً مغطاة بالجليد. نجوم بحر وأسماك ثلج وأسراب من خيار البحر رصدها العلماء للمرة الأولى، بعد أعوام على انهيار هضبتين جليديتين هائلتين تبلغ مساحتهما نحو 10 آلاف كيلومتر مربع، وانفصالهما عن القارة القطبية لتصبحا جبلي جليد عائمين.
الهضبتان اللتان لا يقل عمرهما عن 5000 سنة انهارتا على مرحلتين: ''لارسن أ'' عام 1995 و''لارسن ب'' عام .2002 ويعتبر الاحتباس الحراري ''المتهم'' الرئيسي في انهيار الكتل الجليدية. ويعتقد خبراء أن هذه الكتل الهائلة ربما تعمل كسدود تبطئ الأنهارالجليدية التي تتحرك فوق أرض أنتارتيكا نحو الساحل، ولولاها لعبرت بشكل أسرع الى المياه مما يرفع مستويات البحار.
الانهيار منح العلماء فرصة فريدة ليروا ما كان مختفياً تحت الكتلتين الجليديتين، فقد كانوا قبله لا يستطيعون سوى النظر من خلال ثقوب عميقة محفورة في الجليد.
وقد سافر علماء من 14 دولة الى المنطقة على متن كاسحة الجليد ''بولارشتيرن'' في رحلة استغرقت عشرة أسابيع، لتفحص الحياة تحت الماء على ساحل شبه الجزيرة القطبية، وهي جزء من أنتارتيكا يبرز شمالاً في اتجاه أميركا الجنوبية. وعندما نظروا الى عمق 850 متراً تحت المياه الجليدية، عثروا على حياة حيوانية تكون عادة في قاع البحر على أعماق تبلغ نحو ثلاثة أضعاف هذا العمق، حيث عليها أن تتكيف مع ندرة الغذاء كي تتمكن من البقاء.
وجدوا هناك أسماكاً جليدية زرقاء ذات زعانف ظهرية مثل المراوح اليدوية المضلعة ولا تحوي دماؤها خلايا حمراء، وهذا تكيّف ملائم مع تلك البيئة يجعل الدم أكثر سيولة فيسهل ضخه داخل جسم السمكة ويساعدها على حفظ الطاقة في درجات الحرارة المنخفضة. وفي جوارها كانت نجوم البحر ذات الأطراف الطويلة، ولبعضها أكثر من الأطراف الخمسة المعتادة. وشوهدت مجموعات من خيار البحر تتحرك معاً في كل الاتجاهات. ومن بين مئات العينات التي جمعت، تعرف العلماء الى 15 نوعاً جديداً محتملاً من القشريات التي تشبه الروبيان (القريدس)، وأربعة أنواع من اللواسع التي تنتسب الى الشعاب المرجانية، فضلاً عن قناديل البحر وشقائق النعمان البحرية. |