امتُدح متنزه يلوستون في الماضي بأنه «أفضل فكرة في أميركا»، والحقيقة أنه أول متنزه وطني في العالم. فقد أسسه الكونغرس الأميركي، ووقع الرئيس الأميركي آنذاك يوليسز غرانت القانون الخاص به عام 1872.

يقع متنزه يلوستون الوطني بمعظمه في ولاية وايومنغ، لكنه يمتد إلى ولايتي مونتانا وأيداهو. ويشتهر بغنى حياته البرية وينابيعه الحرارية، خصوصاً نبع المياه الحارة Old Faithful Geiser  الذي يعتبر من أكثر معالمه شعبية.

تبلغ مساحة المتنزه 8983 كيلومتراً مربعاً، وهو من أكبر القفار في العالم. فيه بحيرات ووديان ضيقة وأنهار ومروج غضة وغابات كثيفة وسلاسل جبال. وبحيرة يلوستون هي من أكبر البحيرات في أميركـا الشماليـة، وتقع في أكبر فوهة بركانية في القـارة الأميركيـة تدعى يلوستون كالديرا. والواقع أن المتنزه بكامله يقع على بركان عظيم (Supevolcano) ويحوي في أعماقه الأوضاع ذاتها التي رافقت بـدء الحيـاة على الأرض. والبركـان ناشط جيولوجياً، وقد ثار بقوة هائلة عدة مرات خلال المليوني سنة الأخيرة. ويضم المتنزه نحو نصف معالم الحرارة الجوفية في العالم، يغذيها هذا النشاط البركاني المستمر. الحمم والصخور المتدفقة من الثورات السابقة تغطي معظم أراضي المتنزه، الذي يعتبر أكبر نظام إيكولوجي شبه سليم باق في المنطقة المعتدلة الشمالية على الأرض. وتحدث حرائق الغابات في المتنزه كل سنة تقريباً، وكان أكبرها عام 1988 حين احترق أكثر من ثلثه.

يحوي متنزه يلوستون الوطني كثيراً من النظم الإيكولوجية، لكن غابة الصنوبر على سفوح جباله هي المهيمنة. وتحوي الغابات والأراضي العشبية الشاسعة أنواعاً نادرة من النباتات. ويؤوي المتنزه عدداً كبيراً من الأنواع الحيوانية المثيرة للاهتمام، منها الدببة الرمادية وأسود الكوغر والوشق وهررة البيكت البرية وذئاب القيوط وقطعان ثيران البيزون وأيائل الإلكة التي تطوف أرجاءه بحرية. ويعتبر قطيع البيزون فيه الأقدم والأكبر في الولايات المتحدة.