Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
أذار (مارس) 2003حكايات أشجار عتيقة
  • كهف المتأمرين
  • كهف المتأمرين: في تجويف هذه الشجرة الشبيه بالكهف دبّر اللورد مورتون مؤامرة اغتيال زوج ماري ملكة الاسكوتلنديين
  • سنديانة روبن هود: عقدت تحتها مجالس الخارجين على القانون الذين كانوا يسرقون الأغنياء ليطعموا الفقراء
  • الطقسوسة النازفة: جرحها لم يبرأ منذ مئة سنة وما زال ينزف سائلاً أحمر
  • زعرورة يوسف: تزهر في عز الشتاء وتزين أماليدها مائدة الملكة
  • عملاقتان: من تنّوب دوغلاس
 فيونا أندرسون (لندن)
بريطانيا من أغنى البلدان الأوروبية بالأشجار المعمرة. ومن أعتق هذه الأشجار الطقسوس (yew)، وهو من الصنوبريات ويمكن أن يعيش ألوف السنين، والسنديان الذي يدوم مئات السنين. وكلا النوعين واسع الانتشار في بريطانيا.
هذه الأشجار القديمة هي شواهد حية على أحداث تاريخية. وكثيراً ما ارتبطت بها حكايات وخرافات. وكم شكلت مواقع للتلاقي، أو تعيين حدود الأراضي، أو حتى تنفيذ أحكام الشنق. وكانت لبعضها صلات غامضة بالأسرة المالكة.
أشهر أشجار بريطانيا "زعرورة غلاستونبري" التي تشمخ وحيدة على هضبة بالقرب من مدينة غلاستونبري في مقاطعة سمرست. وهي واحدة من أشجار زعرور في المنطقة تعطي بطريقة غامضة أزهاراً وأوراقاً نضرة في عز الشتاء، ثم تزهر مجدداً في فصل الربيع. وتروي أسطورة محلية أن يوسف الراميّ، قريب مريم والدة السيد المسيح، جاء من فلسطين الى بريطانيا، ولما بلغ هضبة غلاستونبري غرز عكازه المقطوع من شجرة زعرور في الأرض دلالة على انتهاء الرحلة. فتجذّر العكاز في التربة، وأزهر في عيد الميلاد (25 كانون الأول / ديسمبر). واحتفاء بهذه الأعجوبة بنيت هناك أول كنيسة في أرض أجنبية. وكانت تؤخذ شتلات من هذه "الشجرة المقدسة" لتزرع في أنحاء المنطقة. واستمر هذا التقليد عبر العصور حتى أصبح كل زعرور غلاستونبري متحدراً من شجرة يوسف. وحتى اليوم، ما زالت ترسل أغصان مزهرة من زعرورة غلاستونبري الى الملكة اليزابيث الثانية قبيل عيد الميلاد من كل سنة، ويقال إنها تضعها على مائدة فطورها صبيحة العيد.
سنديان الملوك
من أشهر الروايات في بريطانيا رواية روبن هود، المرتبطة بسنديانة ضخمة قديمة في غابة شيروود في مقاطعة نوتنغهامشاير. ويقال إن روبن هود عاش في القرن الثالث عشر، وكان رامياً بارعاً بالقوس والنشاب لا يعرف الخوف، ومؤيداً للملك ريكاردوس الأول الملقب قلب الأسد. وقد تزعم عصابة من الخارجين على القانون وعاشوا مختبئين في غابة شيروود، حيث كانوا يسرقون الأغنياء ليطعموا الفقراء، ويجتمعون في مجلس حول السنديانة الكبرى في أعماق الغابة. "شجرة روبن هود" هذه باتت عجوزة جداً، يحميها سياج وتدعم أغصانها الممدودة مساند ضخمة.
وحكاية "السنديانة الملكية" في بوسكوبيل في مقاطعة شروبشاير تاريخ وليست اسطورة. وقد احتلت مكانتها في التاريخ عام 1651 عندما هزم أوليفر كرومويل وجنوده البرلمانيون الأمير تشارلز (الذي أصبح لاحقاً ملكاً على بريطانيا) في معركة وستر. فهرب تشارلز ومعه أحد مرافقيه متخفّيين في ملابس ريفية. وأمضيا يومهما مختبئين في سنديانة كبيرة معمّرة. وعند هبوط الظلام نزلا منها. وتمكن تشارلز من الرحيل الى فرنسا حيث أمضى تسع سنوات، عاد بعدها منتصراً ليتبوأ عرش بريطانيا في 29 أيار (مايو) الذي دعي "يوم السنديان" تكريماً للشجرة التي أنقذت تشارلز الثاني من الأسر. وقد تعرضت السنديانة الملكية لعمليات قطع متكررة للحصول على تذكارات، فلم تبق إلا فسيلة كانت نامية الى جانبها وهي الشجرة القائمة الآن.
أما "سنديانة كيت" في ويموندهام في مقاطعة نورفولك فقد صمدت منذ القرن السادس عشر. ففي تموز (يوليو) 1549 جمع الدبّاغ روبرت كيت عدداً من الفلاحين في ظل الشجرة. وألقى فيهم خطبة ملهبة داعياً الى وضع حد للاستيلاء على الأملاك العامة. ثم قادهم في تظاهرة الى مدينة نورويتش القريبة. وأخذت أعدادهم تتزايد على الطريق حتى بلغوا 20 ألفاً، فاحتلوا قلعة نورويتش. وبادر الملك إدوارد السادس الى سحق العصيان، وحكم على كيت بالخيانة وأعدم شنقاً. لكن السنديانة التي انطلقت منها ثورة الفلاحين أصبحت محجة لمناهضي الحكم.
وتتناقل الألسن قصة "شجرة الشهداء" المنتصبة في سهل قرية تولبودل في مقاطعة دورست. انها شجرة جمَّيز قديمة شهدت ولادة الحركة النقابية في بريطانيا، عندما اجتمع تحتها عام 1834 ستة عمال زراعيين ظلمهم أرباب عملهم، وأسسوا اتحاداً عمالياً للضغط من أجل زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وقد ألقي القبض عليهم وحوكموا بتهمة التحريض على الفتنة، وأبعدوا الى اوستراليا لمدة سبع سنوات. لكن الاحتجاج الجماهيري العنيف أدى الى اعادة "شهداء تولبودل" كما كانوا يعرفون بعد ثلاث سنوات. وأصبحت "شجرة الشهداء"، وما زالت، مزاراً يتوجه اليه النقابيون.
شفاء وإعدام وإلهام
ساد اعتقاد واسع الانتشار أن لأشجار السنديان مزايا علاجية. و"سنديانة الشفاء" القائمة على حافة طريق في وودلاندز في مقاطعة دورست ارتبط اسمها بقدرات شفائية نسبت الى الملك إدوارد السادس. فقد كان هذا الملك، ابن الخمسة عشر ربيعاً، يتنقل في المنطقة عام 1551 قبل سنة من وفاته. وكما اقتضت التقاليد آنذاك، جلس تحت هذه الشجرة القديمة وراح يضع يده على مصابين بـ"داء الملك"، وهو نوع من سلّ الغدد اللمفاوية. وكان الأهالي يعتقدون أن مجرد لمسة من ملك تشفي المرض وتبعد الشر.
وثمة أشجار أخرى كانت تستخدم لأغراض شريرة. ففي شمال مقاطعة دورست، عند ساحة مدينة سيلتون، تشمخ "سنديانة ويندهام"، وهي قديمة كثيرة العقد يبلغ محيط جذعها عشرة أمتار. وقد شنق على أغصانها اثنان من أتباع دوق مونماوث المتمرد في القرن السابع عشر، لكنها سميت نسبة الى السير هيو ويندهام، وهو قاض عاش في القرن السابع عشر وعرف بعادته الجلوس تحت تلك الشجرة للتأمل. وكانت "سنديانة الراهب" في حديقة ووبورن العامة بمقاطعة بدفوردشاير مسرحاً لتنفيذ حكم اعدام آخر. فقد شنق على أغصانها رئيس دير ووبورن ومساعده في القرن السادس عشر لمعارضتهما زواج الملك هنري الثامن من آن بولين.
أما شجرة التوت القائمة في حديقة عامة قرب كنيسة في مدينة نورثمبتون فلها تاريخ أكثر شاعرية. فقد نمت "توتة شكسبير" هذه من شتلة أخذت عام 1778 من شجرة توت زرعها وليم شكسبير في حديقته في بلدة ستاتفورد ـ أبون ـ ايفون.
الجرح الغامض
ما من شجر أكثر ارتباطاً بمقاطعة ويلز من شجر الطقسوس القديم، خصوصاً في ساحات الكنائس. وهو شجر ضخم داكن الاخضرار، يبدو كأنما وجد ليدوم الى الأبد. وبعض هذه الأشجار، مثل الشجرات الأربع التي تحيط الآن بكنيسة صغيرة في وادي بينانت ميلانغيل النائي في بويز، وسط ويلز، يرتبط بمواقع يعود تاريخها الى ما قبل المسيحية. وتخبر الاسطورة كيف أن الأمير بروشويل كان يصطاد يوماً، واذ بكلابه تروّع أرنباً برية توارت في أجمة ومن ثم ركضت واختبأت تحت حاشية ثوب فتاة تقيَّة اسمها ميلانغيل كانت تصلي. وللحال هربت الكلاب مذعورة، وخرس بوق الصياد المرافق والتصق بشفتيه. فسمح الأمير للفتاة بالمكوث في الوادي، حيث بنت معبداً صغيراً وسط دائرة من أشجار الطقسوس.
وفي مقاطعة بمبروكشاير في ويلز، بين الجبال والبحر، طريق تحفّ بها ثماني شجرات طقسوس في ساحة نيفرن. وتعرف إحداها باسم "الطقسوسة النازفة"، بسبب جرح غامض أحدثه قطع غصن قبل نحو مئة سنة، ولم يبرأ حتى الآن وما زال ينزّ مادة حمراء.
ومن أغرب أشجار الطقسوس واحدة تنمو في أرض صخرية عند قلعة ويتنغهام في اسكوتلندا. وتشكل كتلتها الضخمة الكثيفة كهفاً واسعاً ارتفاعه 18 متراً، يتسلل اليه ضوء أخضر من خلال الأغصان الخضراء. وتروي القصص الشعبية أن مؤامرة اغتيال ايرل دارنلي، الزوج الثاني المكروه لماري ملكة الاسكوتلنديين، تم التخطيط لها داخل الكهف بتدبير من اللورد مورتون واتباعه في القرن السادس عشر. وقد ألقي القبض على المتآمرين، واعترف مورتون قبل إعدامه بأنه دبر الاغتيال في ويتنغهام.
وتحتفظ اسكوتلندا برقمين قياسيين في ما يتعلق بالأشجار. ففيها أعلى شجرة في بريطانيا، وهي من نوع تنوب دوغلاس تتشبث بحافة شاهقة قرب شلال بلاك لين في مقاطعة برثشاير، ارتفاعها 65 متراً وعمرها نحو 132 سنة. وفيها أيضاً أقدم شجرة في بريطانيا، وهي من نوع الطقسوس وتنتصب في ساحة قرية فورتنغال بمقاطعة برثشاير. وشجرة بهذا الحجم الهائل تستحيل معرفة عمرها بدقة، لكن معظم الخبراء متفقون على أنه يناهز الخمسة آلاف سنة. ويعتقد أنها أقدم كائن حي في اوروبا.
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.