تزخر غابات المطر الاستوائية بأكبر تشكيلة من الطيور الملونة. وتصوير الطيور هناك تحدٍ صعب يتطلب تقنية عالية واحترافاً وصبراً. وقد ينتظر المصور ساعات، وربما أياماً، لتسنح له هنيهة يلتقط خلالها صوراً سريعة لهذه الطيور من دون تنفيرها. وقد يبتسم له الحظ فيطير عصفور على مسافة قصيرة وكأنه يتخذ وضعية أمام الكاميرا.
مصور الطبيعة لدى "البيئة والتنمية" كريستو بارس زار غابات المطر في فنزويلا والتقط مجموعة صور لطيورها، هنا بعض منها.
النص والصور: كريستو بارس
تضم فنزويلا 490,000 كيلومتر مربع من غابات المطر الاستوائية الزاخرة بأشكال الحياة البرية، بينها نحو 240 ألف كيلومتر مربع من الغابات الدهرية العذراء، أي 3 في المئة من المجموع العالمي. ويخضع 29 في المئة من أراضي فنزويلا لأنظمة الحماية، وفيها أكثر من مئة منتزه وطني.
لكن البلاد تشهد أحد أسرع معدلات ازالة غابات المطر، التي تنحسر بنسبة 0,4 في المئة سنوياً. والأهداف متنوعة، من الاتجار بالأخشاب الى التعدين واقامة المزارع والمشاريع الكهرمائية. وهي من الأغنى في العالم تنوعاً بيولوجياً، اذ تحوي ما يقدر بـ 15,000 نوع من النباتات. واذ فقدت فنزويلا حتى الآن 41 في المئة من غاباتها المطيرة الأصلية، وهناك 37 في المئة منها مهددة حالياً، فان ألوف أنواع الحياة الفطرية معرضة للانقراض.
وقد تزايدت رخص قطع الأشجار لأغراض تجارية في هذه الغابات، ويعود سبب ذلك جزئياً الى محاولة الحكومة تنويع اقتصادها تفادياً للركود الناتج عن الاغراق النفطي العالمي. وتؤوي فنزويلا أكبر مخزونات نفطية مؤكدة خارج الشرق الأوسط، وغالباً ما يكون استغلالها على حساب البيئة.
ولكن ربما كانت كبرى الكوارث البيئية في البلاد مشروع غوري الكهرمائي، على نهر اورينوكو، الذي يعتبر ثاني أكبر مشروع من نوعه في العالم، وقد أنجز في أوائل ثمانينات القرن الماضي وغمر مساحات واسعة من غابات المطر.
كادر
غابات المطر الأمازونية
- تغطي غابات المطر الامازونية أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع، وتشمل مساحات في البرازيل وفنزويلا وكولومبيا وجبال الانديز الشرقية في الاكوادور والبيرو. ولو كان حوض الامازون بلداً، لكان تاسع أكبر بلد في العالم.
- وصفت غابات المطر الامازونية بأنها "رئة الأرض"، لأنها تؤدي خدمة بيئية عالمية هي تحويل ثاني اوكسيد الكربون باستمرار الى أوكسيجين. وأكثر من 20 في المئة من أوكسيجين العالم يتم انتاجه في هذه الغابات.
- أكثر من نصف أنواع النباتات والحيوانات في العالم، التي يقدر عددها بعشرة ملايين نوع، تعيش في غابات المطر الاستوائية. وخمس مياه العالم العذبة يتدفق في حوض الأمازون.
آكل العسل الأرجواني
ينتشر آكل العسل الأرجواني (Cyanerpes caeruleus) في أعالي أشجار الغابات الرطبة وعلى تخومها وفي المساحات الخالية من الأشجار. له منقار أسود طويل دقيق منحنٍ نحو الأسفل. لون الذكر أزرق ضارب الى الأرجواني، وله قائمتان صفراوان. أما الأنثى فيغلب اللون الأخضر على معظم جسمها مع وجود خطوط صفراء على الأجزاء السفلى. تتواجد هذه الطيور غالباً في مجموعات كبيرة، أو مختلطة مع رفوف التنجر.
آكل العسل الأخضر
تنتشر أسراب آكل العسل الأخضر (Chlorophanes spiza) من جنوب المكسيك الى حوض الأمازون. وهو يقتات على الثمار ورحيق الأزهار والحشرات أحياناً. الأنثى لونها أخضر تفَّاحي، مع صفرة في الحنجرة والبطن والمنقار. أما الذكر فلونه أخضر زمردي يميل الى الزرقة، وله منقار أصفر ووجه وعرف أسودان كالأنثى، لكن عينيه أكثر حمرة.
التنجر ذو الرأس الكستنائي
في فنزويلا تسعة نويعات (subspecies) من التنجر ذي الرأس الكستنائي (Tangara gyrola)
التنجر الزمردي المبقَّع
طيور التنجر على أنواعها تغتذي بشكل أساسي على خليط من الحشرات والفواكه وأحياناً رحيق الأزهار، ومنها هذا التنجر الزمردي المبقَّع (Tangara Punctata).