لندن ـ "البيئة والتنمية"
نظـرة واسعة الخيال، وحب للعالـم الطبيعي، وآلـة تصويـر، هـي كـل المطلوب لمسابقة مصوري الحياة الفطـرية التـي ينظمها سنويـاً متحـف التاريخ الطبيعي فـي لندن ومجلة BBC للحياة البرية (BBC Wildlife Magazine). المسابقة مفتوحة للهواة والمحترفين من جميع الأعمار والجنسيات، يصورون سلوكيات الحيوانات وغرائب النباتات وجمالات البرية وعالم ما تحت الماء.
شارك في مسابقة 2005 ألوف المصورين من أنحاء العالم. ومن لقطاتهم دبة سوداء تنقض على سمكة سلمون تقفز عكس التيار في أحد أنهار ألاسكا، وسمامة بنت عشاً في جدار صخري خلف شلال في الارجنتين لمنع المفترسات من الوصول الى فراخها، تقوم بمناورة طيران بارعة قبل ان تخترق حافة الشلال، وقرد مكاك ياباني يقوم بدور محراث الثلج فيشق طريقاً لتسلكه بقية القردة وسط الثلوج العميقة، ونمل أبيض طيار في كينيا يندفع بعد مطرة من تجويفة غصن يابس الى حفلة تزاوج.
هنا بعض أجمل الصور المشاركة في مسابقة 2005. وسوف تنشر النتائج، مع مجموعة من الصور الفائزة، في العدد المقبل من "البيئة والتنمية".
عائلة النسر آكلة الأفاعي
خوسيه رويس، إسبانيا
هذه صورة لعائلة نسور. الأب سعيد بأفعى ملساء أحضرها لفرخه المنتظر، والأم ممسكة بغصن صغير لتدعيم العش. انها تعبير صادق عن نمط حياة هذه الجوارح التي تقتات أساساً بالأفاعي وتفضل أشجار الصنوبر. وكلما كانت الشجرة أكبر كانت أفضل، رغم أن تعرية الغابات جلعت الأشجار الكبيرة شبه نادرة في اسبانيا. يقول خوسيه: "أمضيت بضعة أسابيع مختبئاً قرب هذا العش في مكان مرتفع داخل شجرة صنوبر حلبية في سييرا ديل كوتو باقليم اليكانتي في حزيران (يونيو). وقد كنت محظوظاً لرؤية هذه العائلة مجتمعة في مكان واحد. فهذا النوع من النسور يمضي وقتاً طويلاً وهو محلق". غابة الصنوبر التي تعشش فيها هذه النسور يهددها تمدد مقالع الرخام.
خطأ في الهوية
ميشال دوني ـ هيو، فرنسا
عندما التقط ميشال هذه الصورة، كان يعرف أن الشبل في خطر شديد. ففي غمرة اندفاع جماعة الأسود لتفقد فريسة من الضباع في اقليم مساي مارا في كينيا، أضاعت ثلاثة من أشبالها. وبعد يومين عاد منها اثنان. اقترب أجرأهما من انثى، ربما أمه، وسرعان ما أحاطت به الأسود الأخرى. فجأة دمدمت احدى اللبوءات، فولى الشبل المذعور هارباً واصطدم بالذكر، فانقضت عليه الانثى، وخلال ثوان أصيب بجروح بالغة ونفق بعد ساعة. واختفى أخوه الذي أصيب بجروح مبرحة. يقول ميشال: "بقيت اللبوءة تشمه كأنها تحاول التأكد من هويته. بعد ابتعاده عن الجماعة يومين ربما بدت رائحته غريبة، كدخيل محتال". وكانت النهاية شنيعة، "سحبت اللبوءة جيفه الصغير الى الظل، ثم أكلته وحيدة".
قبعة الغزال الأحمر
داني غرين، بريطانيا
كان الغزال متوتراً وهو يدافع عن زوجاته الصغيرات من ذكر منافس استطاع داني الاقتراب منه حتى مسافة ستة أمتار. وكان نبات السرخس الذي يغطي رأسه عالقاً بين فروع قرنيه أثناء جولة نطاح في برادغيت بارك، وهي حديقة للغزلان من القرون الوسطى في مقاطعة لسترشاير. يقول داني: "راقبت هذين الذكرين كل صباح لمدة ثلاثة أسابيع أثناء الدورة النزوية الخريفية. كانا متعادلين الى أبعد الحدود، ولكل منهما ثلاث أو أربع زوجات فقط، لذلك أصبحت المنازلات أشد ضراوة. أخيراً تنبه صاحبنا الى وجودي، فرمقني بنظرة عاجلة اتاحت لي فرصة التقاط هذه الصورة".
مفاجأة فراشة
كارلو ديلي، ايطاليا
اذا تسنى لاحدى المفترسات، ربما سحلية، الاقتراب كثيراً من هذه الفراشة الامبراطوية المبقّعة... ماذا يحدث؟ انها تجد نفسها تحرق في ما يشبه عيني احدى الثدييات الليلية المفترسة. فالعينان مُقْنِعتان تماماً: لمعان خفيف في البؤبؤ، وحدقة صفراء، ومحجر أحمر قاتم، وحتى حاجبان مقوسان شاحبان. وحراشف الفراشة مخضّبة بتفصيل مدهش يعطي صورة خادعة كأنها ثلاثية الأبعاد، توهم بنمو الشعر على وجه مكسو بالفراء وخطم مستدق. بدأ كارلو تصوير الجناحين المقفلين لهذه الفراشة، اللذين وجد انهما مموَّهان على أوراق يابسة في محمية مكوزي للصيد في جنوب افريقيا. فتلقى صدمة لن ينساها مدى الحياة عندما لمع هذا الوجه فجأة في عدسته الكبيرة.
الخرشنة وفرخها
ماتوز كوفالسكي، بولندا
كان عام 2004 مؤتياً لطيور الخرشنة البيضاء الجناحين النادرة، التي تهاجر مسافات بعيدة وتعشش بأعداد كبيرة في منتزه بيبرزانسكي الوطني في شمال شرق بولندا. لاحظ ماتوز بضعة فراخ جاثمة وسط درب صغير في المستنقعات، تطلق صيحات عالية طلباً للطعام، وبين الحين والآخر يأتي طائر بالغ وينقض ليدس الطعام في منقار مفتوح. عيل صبر بعض الفراخ من جراء بطء الخدمة، يقول ماتوز، "فوثبت الى أماكن مرتفعة على جانب الطريق، حيث تستطيع طلب الطعام من أبويها بفاعلية أكبر". وهو راقب الوضع لرسم خطة، وعاد في اليوم التالي بلباس مموه. "لكن أخذ اللقطة التي أريدها لم يكن سهلاً، وقد التقطت كثيراً من الصور قبل أن أقع على طائرين في الوضع الصحيح". |