Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
نيسان/أبريل 2012جبل موسى محيط حيوي في لبنان
  • جبل موسى
  • قصعين بيرون نبتة تتفرد بها صخور الكارست
  • ودح كسروان يجاور الودح المرجاني المنتشر في الجبل
  • وردية كسروان نبتة تتفرد بها المنطقة
  • بخور مريم لبناني ينحصر وجوده في المنطقة
  • بيوت قديمة في أعلى القمة
  • آبار قديمة في أماكن مختلفة من المحمية
  • زوجان من بنات أوى أو الواوي
  • الطبسون حيوان ثديي صغير يعيس في جماعات عائلية في جبل موسى
  • صخور الكارست تميز طبيعة الجبل
  • عقبان رقطاء وبواشق شرقية تحلق فوق جبل موسى
  • عقيب السهوب
  • بلبل
  • هازجة سردينيا
  • متسلقون على الثلج في شتاء جبل موسى
  • تعيش في الجبل أنواع مختلفة من الفراش
  • حشرات تتغذى على الأزهار وتلقحها

 

تختلف محمية المحيط الحيوي عن المحميات الطبيعية الأخرى بأنها تشمل أملاكاً خاصة وبيوتاً مأهولة ومواقع أثرية، تدلّ على الطريقة التي كان ينتهجها الإنسان في ما مضى كي يعيش براحة وهناء مع الحفاظ على ما يحيط به من ثروات طبيعية. وهي بالتالي تحت إشراف المجتمع المدني، الممثل عادة بالجمعية البيئية المسؤولة عنها.
في لبنان ثلاث محميات وافقت اليونسكو على اعتبارها خاضعة للشروط المطلوبة لتصبح محمية محيط حيوي، وهي محمية أرز الشوف، ومحمية جبل الريحان، وأخيراً محمية جبل موسى التي كرست في شباط (فبراير) 2009 بعد دراسة ملفها بالتفصيل. وقد سعت إلى إنشاء المحمية مجموعة من المواطنين المحبين للبيئة. وفي شباط (فبراير) 2012 صدر مرسوم بتصنيف جبل موسى موقعاً طبيعياً خاضعاً لحماية وزارة البيئة.
 
طريقكإلىالمحمية
للوصول إلى جبل موسى، يمكن الانطلاق من ثلاث نقاط تختلف فيها المشاهد والمسارات والوقت اللازم لاجتيازها. الموقع الأول ينطلق من طريق ميروبا باتجاه لاسا. فعند الوصول إلى قهمز ينحدر السائق يساراً في طريق فرعية تمتد نحو محلة البرقطة. وبعد اجتياز مسافة كيلومتر تقريباً يتوقف في مكان يعرف ببيدر الشوك، حيث يجد موقفاً للسيارات بجانب المدخل. من هناك يمكن اختيار مسارين: الأول إلى اليمين، يتيح الولوج صعوداً إلى داخل المحمية، وهو على درجة وسطى من الصعوبة. والثاني إلى اليسار، يسمح بالنزول بسهولة نحو قرية مشاتي على أدراج حجرية تعود إلى العهد الروماني.
الموقع الثاني ينطلق من مشاتي على أحد المسارات الرئيسية التي تتسلق المحمية من جنوبها إلى شمالها، وهو من أصعبها. وللوصول بالسيارة إلى مشاتي ونهر الذهب يمكن الانطلاق من عشقوت أو عين الجرن أو من جهة طريق يحشوش.
الموقع الثالث ينطلق من مصيف يحشوش في اتجاهات عدة، منها محلة الصنوبر ومار جرجس والعبري وشوان قرب الضفة الجنوبية لنهر ابراهيم.
تقع محمية جبل موسى على منحدرات جبلية تغطي مساحتها الإجمالية البالغة 1250 هكتاراً. وتمتد شمالاً من الضفة الجنوبية لنهر ابراهيم على ارتفاع 500 متر عن سطح البحر إلى أعلى قمة في الجبل على ارتفاع 1575 متراً. وهي على شكل مستطيل مربع الجوانب تقريباً. وأهم المعالم التي تدلّ على حدودها الجنوبية والغربية مجرى نهر الذهب الذي يحمل اسم نهر يحشوش عند انعطافه شمالاً قبل أن يصب في نهر ابراهيم.
بالإضافة إلى الغابات التي تكلّل قمة هذا الجبل، هناك بلدات متعددة من قهمز شرقاً إلى مشاتي ونهر الذهب جنوباً ويحشوش والمصايف المحيطة بها غرباَ (الكفور، غبالة، الغينة، جورة الترمس وسواها) وضفة نهر ابراهيم شمالاً. في كل هذه الأماكن مطاعم وأماكن للراحة يتعرف الزائر فيها على الحياة القروية والمأكولات التقليدية. وتدخل نوعية المأكل في مواصفات محميات المحيط الحيوي، لأنها تشجع الزراعة العضوية الصديقة للبيئة.
السلطات المحلية الممثلة بالبلديات والمخاتير، مدعومة من جمعيات بيئية مختلفة، شجعت جمعية حماية جبل موسى على إقناع الملاكين والأهالي بوجوب حماية هذه الجنّة الرائعة، الواقعة في قضاء كسروان، من تعديات الكسارات وطمع الفحامين وهواة الصيد العشوائي وظلم رعاة الماعز، ومن جهل الطامعين العاملين على استغلال كل شبر أرض في لبنان وتشويه جماله.
أكب خبراء أوروبيون على دراسة مستقبل هذه المحمية وكيفية الإفادة من ثروات غاباتها بطريقة علمية تحافظ على استمراريتها كما هي الحال في أوروبا وأميركا. كما شجعت بعض الدول الصديقة تكوين فريق عمل يضمّ مرشدين وخبراء وتقنيين من المختصين بالسياحة البيئية، لمرافقة الزوار محبي الطبيعة وتعريفهم على الثروات الطبيعة المتوافرة بكثافة داخل هذه المحمية.
 
ثروةنباتيةوحيوانية
ما من أحد من العلماء الأجانب الذين أمّوا لبنان في الماضي كلّف نفسه عناء تسلّق هذا الجبل لاستكشاف كائناته الحيّة وجيولوجيته وآثاره التي تعود إلى العهد الروماني. وقد كلفت الجمعية نخبة من أساتذة الجامعات المختصين لدراسة التنوع البيولوجي الغني الذي تتمتع به هذه المحمية. ولا بد هنا من الإشارة إلى تعدد الموائل التي تضمها المنحدرات والوديان، مما يفسر تنوّع الثروة النباتية والحيوانية. وتنبه المعالم الجيولوجية إلى المناخ المتوسطي الخاص بهذه المنطقة من حوض البحر المتوسط والغابات التي تكلل قممها وسفوحها، وصخور الكارست المنتصبة كالقلاع المسننة لتضفي عليها هيبة وعظمة ومسحة من الوقار.
في كلّ ركن وكلّ طيّة من هذا الجبل مناخات متعددة تسمح بوجود نظم ايكولوجية يصعب حصرها. حول كلّ المسالك، ووفقاً لمختلف فصول السنة، تتشكل مجموعات من الزهور تزين بألوانها المتعددة ما يحيط بالمسالك من زوايا ولا أجمل. وقد بلغ عدد النباتات المصنفة 717 نوعاً حتى الآن، مع توقع اكتشاف أنواع جديدة. ومنها أنواع الأشجار التي تستوطن الجبال العالية، خصوصاً من عائلة البلوطيات الباقية منذ العصر الجليدي والتي لا مثيل لها في أي مكان آخر.
كما يمكن لمحبي الطيور ومتتبعي هجرتها مشاهدة أعدادها الوفيرة مرتين كلّ سنة، في مطلع الربيع آتية من الجنوب نحو الشمال وفي آخر الصيف عائدة من أوروبا نحو الجنوب.
وقد شوهدت في المحمية 19 نوعاً من الحيوانات الثديية، كالذئب والضبع والواوي والثعلب وابن عرس وأبوغرير والنمس والقنفذ والنيص والهر البري والخفافيش والسنجاب والخلد والطبسون. ويمثل الطبسون خير تمثيل الطبيعة الصخـرية الكارستيـة التي تتميز بها المنطقـة، وذلك بأعـداد وفيرة محلياً وعلى شكل عائلات تنتشر هنا وهناك، يدافع عنها ذكر نافذ. وما يميز الطبسون أن تنظيم حرارة جسمه ضعيف، مما يدفعه لأخذ «حمّام شمس»، وأنه لا يستخدم قواطع أسنانه كبقية القوارض لقطع الأوراق والأعشاب ومضغها بل يستخدم أضراسه الجانبية لذلك، وأنه يتمتع بباطن قدم غني بغدد التعرق مما يساعده على تسلق الصخور.
وأظهرت الدراسات في محمية جبل موسى أن هنالك 30 نوعاً من البرمائيات والزواحف. ففيها ستة أنواع من البرمائيات من أصل سبعة أنواع في لبنان كله. أما الزواحف فتضم أنواعاً مهددة بالانقراض عالمياً كالحرباء، إضافة الى سلحفاة الأرض وسحلية الحيطان والسحلية الخضراء والسحلية الأنيقة والحرذون ونوعين من السقنقور و12 نوعاً من الأفاعي والثعابين.
وقد وصل الطبسون، وهو من الثديات الثلاثية الأصابع، إلى جبل موسى حيث نشاهد عائلاته المتنقلة فوق الصخور. وهي تعيش في جماعات منظمة اجتماعياً، تتعاون في السهر على سلامة كل أفراد المجموعة بفضل «حراس» تنتصب على قوائمها الخلفية وتطلق أصواتاً غريبة تنبه القطيع بوجوب التخفي عندما تشاهد صياداً أو حيواناً مفترساً.
 
كادر
طيورمحميةجبلموسى
تقع محمية جبل موسى ضمن المسار الجوي الرئيسي للطيور الحوامة المهاجرة من الشمال الى الجنوب وبالعكس. لقد تم تسجيل 137 نوعاً مختلفاً من الطيور في هذه المحمية، أي ما يعادل 34 في المئة من طيور لبنان. من هذه الطيور ما هو مقيم ومعشش (37 نوعاً) ومنها ما هو وافد ليعشش ثم يغادر (45 نوعاً). أما الطيور الباقية (55 نوعاً) فهي مهاجرة أو مشتية. وعلى رغم المساحة الصغيرة نسبياً لمحمية جبل موسى فإنها تحمي 10 في المئة من طيور لبنان أو 6 في المئة من طيور الشرق الأوسط.
وتضم لائحة طيور جبل موسى 7 أنواع مهددة بخطر الانقراض حسب المجلس العالمي لصون الطبيعة و15 نوعاً مهدداً على الصعيد الوطني حسب دراسة حديثة للدكتور غسان الجرادي. وتختلف أهمية هذه الطيور باختلاف أنواعها، فمنها ما يساهم في إعادة زراعة الغابة مثل أبوزريق وكاسر البندق والكيخن والشحرور، حيث يقوم كل نوع بزراعة بذور ذات مقاس وحجم يناسبانه. ومنها ما يعمل على تنظيف الغابة من الحشرات الضارة التي إن تركت تصبح آفة، كطائر الوقواق الذي يأكل دودة الصنوبر، وطائر سن المنجل الذي يأكل حشرة السفلسيا الضارة بأشجار الأرز، وطائر الدرّب الأحمر الظهر الذي يقضي على آفات محاصيل الحبوب، والهوازج التي تلتهم اليرقات التي تهدد أشجار السنديان، والبومة السمراء التي تصطاد الخلد والعكابر في الليل لتحمي المحاصيل الزراعية، تماماً كما تفعل الصقور والعقبان في النهار حيث تلتهم فئران الحقل. ومن الطيور الصغيرة ما يقوم بتلقيح الأزهار بالتنقل من زهرة الى أخرى أثناء بحثه عن الحشرات.
 
كادر
جمعيةحمايةجبلموسى
تأسست جمعية حماية جبل موسى عام 2007 بهدف المحافظة على البيئة الطبيعية للجبل وتنوعه البيولوجي وعلى التراث الحضاري للقرى المحيطة به. وتعمل الجمعية على تأهيل الموقع وحمايته وتنشيط السياحة البيئية فيه، مما يساهم في التنمية المحلية للبلدات السبع المحيطة به. وقد ارتفع عدد الزوار من 569 شخصاً عام 2009 الى 1261 عام 2010 فإلى 1604 أشخاص عام 2011. كما تعمل الجمعية على إعادة تأهيل دروب الجبل وإقامة لافتات ارشادية خشبية، وتدريب عشرات المرشدين من البلدات المجاورة، وإصدار كتيبات عن الجبل.
يقول رئيس الجمعية بيار ضومط: «لا يمكنك حماية مثل هذا الموقع ما لم تقدمه للجمهور من خلال برنامج للتنمية المستدامة. نحن نريد سياحة بيئية مسؤولة، ونريد أن يحافظ الناس على جمال المنطقة وأن نوفر فرص عمل ونساعد في التنمية المحلية».
وتسعى الجمعية الى تحسين القدرة الاقتصادية لنساء المنطقة وتحسين الانتاج الحرفي وإنتاج المؤونة، وتوفير سبل لتسويقها تتمحور على السياحة البيئية، بدعم من برنامج «مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط» (MEPI) التابع للسفارة الأميركية. وقد أعدت دراسة لانشاء مطبخ مركزي حديث في المنطقة للمنتجات الغذائية المحلية وبينها المؤونة. وتم اختيار 37 امرأة للمشاركة في برنامج تدريبي.
ومن المشاريع المستقبلية إعادة تأهيل الدرج الروماني وموقع أحد المقالع القديمة، وتأسيس مختبر لإنبات البذور المحلية، ومكافحة إشعال النار في الغابة، وإقامة أكشاك لاستقبال المشاة وبيع المنتجات المحلية.
وعلى المدى الطويل، تعمل الجمعية على تأمين إيواء رواد الموقع في منازل البلدات المجاورة، بحيث تقدم لهم المنامة وطعام الفطور. ومن المشاريع أيضاً إجراء مسح للمعالم الأثرية، وإعادة تأهيل الدير القديم، والحرص على تناغم الادارة المستدامة للغابة مع القرى المحيطة بها، فضلاً عن إقامة تبادل مع محميات طبيعية أخرى في منطقة البحر المتوسط.
لمزيد من المعلومات عن الجمعية: الهاتف: 643464 ـ 9 (961)


 
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.