<div>هذه طائفة من أقوال وآراء نفر من العلماء والزعماء والمفكرين شغلت حقوق الحيوان جانباً - قلَّ أو كبر - من اهتماماتهم الفكرية والعملية. وهي أقوال وآراء جديرة بالتأمل.</div> <div>&nbsp;</div> <div>يقول الزعيم الهندي المهاتما غاندي: &quot;يمكننا تقدير مدى عظمة الأمة ورقيها الأخلاقي من أسلوبها في معاملة الحيوانات&quot;. ويقول الزعيم الروحي آغاخان: &quot;إن فكرة التضحية بمخلوقات نضعها نحن البشر في مرتبة أدنى، ونقوم بتشريحها للأغراض العلمية، لا تختلف كثيراً عن فكرة معسكرات الاعتقال أو تجارة العبيد&quot;.</div> <div>&nbsp;</div> <div>ويقول الفيلسوف الأوسترالي بيتر سينجر في كتابه &quot;تحرير الحيوان&quot;: &quot;هل يجرؤ عالِمٌ في مختبرٍ أن يستخدم في تجاربه وليداً بشرياً؟ إذاً، فإقدامه على استخدام الكائنات غير البشرية يكشف عن ظلم بيِّن، وضرب من التمييز العنصري على أساس النوع. إن كائنات تجارب المختبرات، من القردة والكلاب والفئران وغيرها من اللبونيات، تدرك - على نحو ما وبدرجة أو بأخرى - ما يجري لها في تلك التجارب.</div> <div>&nbsp;</div> <div>إنها ليست أقل إدراكاً من الوليد البشري، كما أن درجة إحساسها بالألم لا تقل عنه، إن لم تماثله&quot;. وتستمر حماسة سينجر في دفاعه عن حقوق الحيوان، فيستطرد قائلاً إن حركة تحرير الحيوان تفرض على البشر التزامات أكثر من أي حركات تحرير أخرى عرفوها. وذلك لأن الحيوانات، بطبيعتها، تعجز عن المطالبة بتحريرها، وعن إبداء معارضتها لما تتعرض له من انتهاكات. فلا أصوات انتخابية لها، ولا هي تستطيع تنظيم التظاهرات أو استخدام المفرقعات.</div> <div>&nbsp;</div> <div>أما ريتشارد رايدر، مؤلف كتاب &quot;ثورة الحيوانات&quot;، فيتساءل: &quot;هل كون أحد أنواع الكائنات الحية هو الأكثر مهارة يعطيه الحق في احتباس وتعذيب الأقل مهارة من الأنواع الأخرى؟ وهل يحق لفرد منَّا، حباه الله قدرات استثنائية، أن يستغل غيره ممن تقل قدراتهم عن مستوى قدراته؟ إذا وافقنا على ذلك، فإننا نقرّ ما استقر لدى الفاشيين من أنه يحق للقوي أن يستغل الضعيف، وأن يسحقه. وفي هذه الحال، يسود الأقوياء العديمو الرأفة الأرض.</div> <div>&nbsp;</div> <div>ويكتفي جرّاح القلب العالمي الشهير كريستيان برنار بحكاية هذه الوقائع المؤثرة: &quot;اشتريت قردين ذكرين من مزرعة لتربية القرود في هولندا، ووضعتهما في قفصين متجاورين، عاشا فيهما لشهور عدة، قبل أن أستخدم أحدهما في جراحة تجريبية لزرع قلب. وعندما كنا نعيده إلى قفصه لينام، بعد إجراء بعض الفحوص عليه لإعداده للجراحة، كانت أسنانه تصطكّ ويأخذ في البكاء من دون انقطاع. ولم نكن نلتفت إلى ذلك. ولكن يبدو أن رفيقه في القفص المجاور تأثر كثيراً، فعندما حان موعد إجراء الجراحة، ونقلنا القرد إلى غرفة العمليات، راح الرفيق ينوح، وفشلت جهودنا في تهدئته، واستمر على هذه الحال لأيام عدة&quot;.</div> <div>&nbsp;</div> <div>وينهي كريستيان برنار حكايته قائلاً: &quot;تركت هذه الواقعة أثراً عميقاً في نفسي، حتى أنني قررت ألا أعود إلى استخدام هذه المخلوقات الحسّاسة في تجاربي&quot;.</div> <div>&nbsp;</div>