Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد لا تنسوا القرن العشرين | 26/09/2013
أوجّه حديثي إلى الأجيال الطالعة، التي ستقضي حياتها على امتداد العقود الآتية من القرن الحادي والعشرين: لا أريد أن أقارن بين الزمن الذي عشته والزمن المقبل عليكم، ولا أحد يستطيع المقارنة. كما أنني بطبعي من المنحازين للمستقبل، المؤمنين بأن القادم أفضل من الحالي. ولكنني أطلب منكم ألاَّ تلهيكم سُبُل الحياة المتقدِّمة في القرن الحادي والعشرين، فتنسوا ما حققته الأجيال السابقة، لأن الوعي بالتاريخ البشري ضرورة تقي الإنسان شرَّ الانزلاقات. ويقول المثل الشائع : من فات قديمه تاه.
 
والحقيقة أن ما حققه البشر في القرن العشرين يعادل، تقريباً، كل إنجازات التاريخ البشري، منذ آدم عليه السلام حتى اللحظة الراهنة. وأنقل لكم صورة لتاريخ تطوُّر الإنجازات الحضارية البشرية، رسمها أحد المفكرين العالميين، للخمسين ألف سنة الأخيرة من حياة الإنسان على سطح الكرة الأرضية.
 
ظلَّ الإنسان يعيش في الكهوف لأكثر من 40 ألف سنة، وبدأ يتعلَّم الكتابة منذ 4500 سنة، لكنه لم يتوصَّل إلى وسائل الطباعة إلاَّ منذ 400 سنة. ولم يعرف الإنسان المحرِّك الكهربائي إلاَّ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أمَّا التكنولوجيا الحديثة، فهي بنت القرن العشرين، ولم تظهر غالبية الأدوات والأجهزة التي ننعم بها حالياً إلاَّ في الربع الثاني من ذلك القرن.
 
وكانت أسرع وسيلة نقل قبل 6000 سنة من الميلاد هي قوافل الجمال، التي كانت تسير بسرعة 10 كيلومترات في الساعة. ولم يحدث تطوُّر لهذه الوسيلة على مدى 4500 سنة، حتى جاءت العربة ذات العجلات قرابة العام 1500 قبل الميلاد، فارتفع معدَّل سرعة وسائل النقل إلى نحو 30 كيلومتراً في الساعة.
 
ولكي يصل الإنسان إلى سرعة 150 كيلومتراً في الساعة، كان عليه أن ينتظر حتى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حيث كان موعده مع اختراع القاطرات البخارية المتطوِّرة. أي أن الإنسان استغرق نحو 8000 سنة ليرفع سرعة وسائل النقل من 10 كيلومترات إلى 150 كيلومتراً في الساعة. فماذا حدث بعد ذلك؟
 
احتاج الإنسان إلى نحو 60 سنة ليضاعف هذه السرعة إلى 600 كيلومتر في الساعة، بواسطة الطائرة، وكان ذلك في العام 1938 . ثم قفزت السرعة إلى 6000 كيلومتر في الساعة بواسطة الطائرات النفاثة الحديثة، وكان ذلك في ستينات القرن العشرين، أي بعد 20 سنة فقط. أخيرا،ً وليس آخراً، قفز الرقم بعد نحو 30 سنة أخرى إلى 30 ألف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة بعض مركبات الفضاء.
 
هكذا، نرى أن التطور بدأ متباطئاً، ثم أخذ يتسارع، وكانت أكبر قفزاته وأوسعها في القرن العشرين. إنه القرن الذي بدأت فيه الحضارة البشرية تتهيَّأ للتحوُّلات السريعة، ذات الآثار الحاسمة في تغيير وجه العالم. فلا تنسوا فضله على البشرية.
 


 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.