<div><span dir="rtl"> "أشياء ثلاثة يتعذّر إخفاؤها لفترةٍ طويلة: الشمس والقمر والحقيقة". (بوذا)</span></div> <div> </div> <div><span dir="rtl">التأثير القمري، أو تأثير القمر، عبارة تطلق على نمط من الاعتقادات الشعبيّة التي تقترح أن هناك صلةً بين منازل القمر، ولا سيما في حالة اكتماله بدراً، والتغيّر في الطبيعة البشريّة لجهة ارتفاع معدّلات الجريمة وارتكاب الحوادث. ولكن كيف تكون حال البشر عندما يكون القمر أزرق؟</span></div> <div> </div> <div><span dir="rtl">يُستخدم اصطلاح "القمر الأزرق" للإشارة إلى الاكتمال الثالث للقمر في الموسم المكوّن من أربعة اكتمالات. وهذه الحالة نادرة، إذ أن السنة الشمسيّة مكوّنة من أربعة مواسم تشهد فيها اثني عشر اكتمالاً للقمر. ولكن نتيجةً للفارق في عدد الأيّام بين السنة الشمسيّة والسنة القمريّة، يحصل أن يكون هناك ثلاثة عشر اكتمالاً كل سنتين أو ثلاث سنوات شمسيّة، بمعدّل سبعة "أقمار زرق" خلال تسع عشرة سنة شمسيّة.</span></div> <div> </div> <div><span dir="rtl">في الليلة الفاصلة بين يومي 20 و21 آب (أغسطس) 2013، اكتمل القمر بتمامه ليصبح قمراً أزرق لن نشاهده مرّةً أخرى قبل سنة 2015. وفي هذه الليلة بالذات كانت دمشق، عاصمة الياسمين، شاهدةً على جريمة كيميائية كبرى ضد البيئة والإنسانيّة جمعاء، فقد فيها المئات حياتهم وأصيب الآلاف. ولم يعترف أحدٌ بها.</span></div> <div> </div> <div><span dir="rtl">قد ينسى العالم، لكنّنا سنذكر شهر آب (أغسطس) 2013 بكثير من الألم. وعدا الموت الكيميائي الذي لا دم فيه ولا جروح ولا كسور، سنذكر الضحايا الذين سالت دماؤهم في شهر آب (أغسطس) في أكثر من عاصمة ومدينة عربيّة، من مصر إلى سورية ومن العراق إلى لبنان وليبيا.</span></div> <div> </div> <div><span dir="rtl">سنذكر أنه في هذا الشهر بالذات كانت وكالة الفضاء الأميركية NASA تستكمل تحضيراتها لإطلاق مسبارها الفضائي لاستكشاف الغلاف الجوّي للقمر. صحيحٌ أن القمر في نظر الكثيرين جرم أجرد ولا غلاف له، لكنه في نظر علماء "ناسا" يمتلك غلافاً رقيقاً يستحق البحث والدراسة، من أجل التعرّف على خصائص أجسام أكبر في مجموعتنا الشمسية مثل كوكب عطارد وأقمار الكواكب البعيدة.</span></div> <div> </div> <div><span dir="rtl">أما في بلادنا، فقد كان البحث من دون جدوى عن أجسام أغلى وعن أقمار أجمل، وكلّ ذنبهم أنهم ولدوا في الجانب المظلم من كوكب الأرض، وعندما ارتقوا كنّا مستمرين في البحث عن ذاتنا، بل عن إنسانيتنا. لكنّ قمرنا في ذلك الوقت كان أزرق وشهرنا كان أغبر.</span></div> <div> </div>
|