Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد هل شربتَ ماءً افتراضياً؟ | 07/08/2013
لا تتسرع بالإجابة عن هذا السؤال بـ"لا"، فالمؤكد أنك شربت الكثير من الماء الافتراضي، بل أكثر مما تتصور.

أمامي الآن كتاب "الميــاه الافتراضية – تدارُسُ الخطرِ المُحْـدِقِ بأثمن موارد الأرض"، للدكتور طوني ألان، الخبير الدولي في تحليل الموارد المائية في المناطق شبه القاحلة، وهو صاحب مفهوم "المياه الافتراضية" الذي جاء ليكشف عن حقائق الاستهلاك العالمي للمياه ويجسدها، في زمن يشهدُ تكالباً على المياه بمواردها المحدودة على سطح كوكبنا.

و"الماء الافتراضي" مصطلح جديد نحته المؤلف، وهو يوضحه للقارئ بمثال واقعي هو كوب القهوة الصباحية، فيسأل: ما كمية الماء التي تعتقد أنك تحتاجها لتحضير كوب القهوة؟ هل تعتقد أنها ملء كوب واحد؟ لا. إنها تستلزم 140 كوباً من الماء، هي الكمية التي تنتهي بكوب القهوة بين يديك على مائدة الإفطار، فهي المياه المستخدمة في زراعة البن وتصنيعه وتغليفه ونقله، في رحلته من المزرعة حتى يصل إليك. ويترجم ألان بقية مكونات مائدة الإفطار الإنكليزية إلى قيمتها المائية على النحو الآتي: قطعة من الخبز المحمص (80 ليتراً)، بيضة واحدة (120 ليتراً)، كوب من الحليب (240 ليتراً). ويصل إلى أن الرجل الإنكليزي يستهلك 1100 ليتر من الماء الافتراضي في إفطاره، أي ما يملأ ثلاثة أحواض استحمام منزلية.

إن مواجهة الخطر المحدق بموارد البشر المائية، وهي أثمن ما يمتلكون من موارد طبيعية، تستوجبُ أن تتغير أساليب استخدام المياه. وليست هذه مسألة هينة، خصوصاً في العالم الغربي، حيث يستهلك الرجل الإنكليزي العادي 1100 ليتر من المياه الافتراضية في وجبة الإفطار، وحيث يستهلك الغربيون عموماً كميات ضخمة من اللحوم التي يتطلبُ إنتاجُها، من المزرعة إلى المائدة، كميات هائلة من المياه. وهذا مثال واحد على ضرورة أن تتغير نُظُم الغذاء، لأن ذلك جزءٌ من الحل. فهل يمكن أن نراجع ذلك في عصر يُعـرِّفَـه البعضُ بأنه عصر إنتاج اللحوم؟ بصفة عامة، يمكن أن يوفر تغيير العادات الغذائية لشعوب الأمم الغنية 40 في المئة من الاستهلاك العالمي للمياه.

ويصنف المؤلف المياه في نوعين: الزرقاء، وهي التي تتدفق في الطبيعة جاريةً في الأنهار والبحيرات والمختزنة في جوف الأرض، والخضراء، وهي المياه التي تتسرب إلى التربة لتنتفع بها الأغطية النباتية الطبيعية. والزراعة، بكل تأكيد، هي أكبر مستنزف لكل من نوعي الماء.

ويحذر ألان من اندلاع حروب إن لم تتم مقايضة المياه الافتراضية على أسس عادلة. ويقول باستحالة النظر في أحوال الأسواق العالمية من دون أن يمَسَّــكَ غضبٌ إزاء ما تراه من فشل تلك الأسواق في الإحساس بأهمية الموارد المائية الثمينة، وهو فشلٌ ينتهي بتأجيل التوصل إلى حلول سياسية لقضايا تداول المياه.
 
 
 
 

التعليقات
 
musbaz
الحقيقة على ماأعتقد أن الغرب في كل مرة يأتون بقضية زائفة يلفتون بها أنظارنا ليفعلوا كما هم معتادون على فعله ونعلم أن الله قدر كل شيئ تقديرا في اللوح المحفوظ ،ولاأدل على شيئ مثل ثقب طبقة الأوزون المزعومة وما توالته من خسائر مادية من أجل تغطية هذا الموضوع على العالم وقد تناسوا ونحن نسينا الآن لكن نستفيق على ماأظن لأن الله قد أحاط كل شيئ علما
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.