Sunday 28 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
عدنان بدران كلمة رئيس مجلس أمناء (أفد) خلال افتتاح مؤتمر المنتدى التاسع | 15/11/2016
كالعادة، يتفوق نجيب صعب على ما يحيط بنا من أزمات في تحقيق تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية 2016، حول التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير. فهو نجيبٌ مصممٌ على تخطي الصَعْبَ أو الصعابِ في نشرِ مفهومِ التنميةِ المستدامةِ وتحقيقِ أهدافِها، وتفهمِ متطلباتِها وكيفيِة تمويِلها.
 
لقد حققت البلدان الخليجية تقدماً كبيراً في تحقيق أهداف هيئة الأمم المتحدة الإنمائية للألفية MDGs، خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة حتى عام 2015، وحققت البلدان العربية الأخرى تقدماً ملموساً باستثناء العراق وسورية وفلسطين لما يحيط بها من احتلال وحروب. وبدأنا الآن ندخل مرحلة جديدة في تحقيق التنمية المستدامة لهيئة الأمم المتحدة SDGs بأهدافها السبعة عشر، والتي ستقودُنا إلى الاقتصاد الأخضرِ حتى عام 2030.
 
إلا أن هناك تحديات كبرى أمامنا، فالمنطقة تعيش في حروب وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية مما سيكون له تداعيات كبرى على مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إلا أن للحروب والنزاعات نهاية، هكذا تعلمنا من التاريخ، فليس هناك حربٌ استمرَتْ إلى ما لا نهاية، وقد تطرق تقرير "أفد" إلى ضرورة إرساء الأسس لدمج تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في الجهود المرتقبة لإعادة البناء والعمران نحو الاقتصاد الأخضر لهذه البلدان عند استقرارها.
 
والتحدي الثاني الذي علينا معالجته في التنمية المستدامة المقبلة هو في إعطاء الأولوية للمثلث العربي الأخضر: أمن المياه، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي مع أن القمة الاقتصادية العربية في الكويت عام 2009، قررت إعطاء هذا الأمن الثلاثي الاقتصادي أهمية قصوى.
 
لا شك بأن هناك تحولاً كبيراً نحو الطاقة المتجددة، وخاصةً ما حققه المغرب، وهناك بعض الإصلاحات في خليط منظومة الطاقة المتجددة وما يتعلق بتقليص دعم الطاقة الكربونية، بما في ذلك مصر، والأردن والسعودية والإمارات وعمان وقطر والبحرين والكويت، إلا أن التقدمَ بطيءٌ، مع أن منطقتنا تقع في الحزام الشمسي الذي هو الأغنى بالطاقة الشمسية في العالم.
 
أما مشكلة المياه والغذاء فهي ستتفاقم وخاصةً في ضوء التغير المناخي للبلدان العربية الواقعة على حافة شبه الأراضي الجافة التي لا تتحملُ أيَّ نقصٍ في كمية الأمطار، والمتوقع أن تنخفض 20%، أو ارتفاع الحرارة، والمتوقع 2 درجة مئوية، أو ارتفاع في درجات منسوب البحار، والمتوقع أن يصل إلى المتر، مما سيفقدنا دلتا النيل السلة الغذائية المصرية، بالإضافة إلى فقدان التنوع النباتي في المنطقة. لذا فمعالجة المثلث الأخضر الأمني يتطلب جهداً إقليمياً متكاملاً من الجميع ضمن سياسة وإستراتيجية واضحة، يكون فيها دورُ لكل قطرٍ عربي في كيفية إدارة موارد المثلث من مياه وطاقة وغذاء.
 
يُعقد مؤتمرُنا هذا في الجامعة الأمريكية في بيروت بمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيسها. هذا الصرح العلمي شكلَّ جزءاً هاماً من ذاكرةِ بيروت وذاكرةِ لبنان والوطن العربي. الجامعة الأميركية خرجَتُ أجيالاً وقياداتٍ كتبَتْ تاريخَ المنطقة، وصنعَتْ حضارة عربية عصريه امتداداً لحضارتها الإنسانية.
 
هذه الجامعة تأسست باسم الكلية السورية الإنجيلية عام 1866 برئاسة دانييل بليس، وتطورت باسم الجامعة الأميركية في بيروت عام 1920، على هضبة مهجورة بعيدة عن بيروت مما جلب النكات من البيروتيين آنذاك على اختيار منطقة الجامعة قائلين "هؤلاء الأميركان يقومون ببناء جامعة بين الواويات - إبن أوى")، ولكن سرعان ما أصبحت منارةَ علمٍ ومنارةَ متميزة جذبت الأكفياء من الأساتذة والطلبة. أسهمت في نهضة المنطقة المحيطة بها لتصبح آهلة بالسكان.
 
كانت الجامعةُ ولا تزالُ حرما جامعياً ديناميكياً في بناء الفكر الخلاق واحترام الاختلاف وحرية التعبير والحريات العامة وتعليم العلمانية وسط التطرف الديني والمذهبي والطائفي والعرقي الذي يجتاح الشرق الأوسط.
 
ومن الجامعة الأميركية تخرجت قيادات الحركات القومية العربية للتحرر وبناء الديمقراطية وتحقيق العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.
 
وعبر خريجيها كان للجامعة الأميركية في بيروت بصمات تاريخية، فكان 19 منهم من الموقعين على ميثاق الأمم المتحدة في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 أبرزهم شارل مالك أحد صانعي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
 
وآخرون من علماء وأدباء وشعراء ورجال إعلام وسياسيين بارزين ولابد من الإشارة هنا بأن الجامعة خرجت أمينَ منتدانا العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب وقبله رئيس اللجنة التنفيذية الدكتور عبدالرحمن العوضي، إلى جانب العديد من أعضاء مجلس الأمناء.
 
ونحن في الأردن مدينون للجامعة الأميركية بتخريج القيادات الفكرية والسياسية الذين قادوا تطوير قطاعات التعليم والصحة والهندسة والدبلوماسية والسياسة، بما في ذلك رؤساء وزراء الأردن أمثال: سليمان النابلسي، وحسين الخالدي، ووصفي التل، وعبد المنعم الرفاعي، وأحمد طوقان، وعبد الحميد شرف، وعبد الرؤوف الروابدة.
 
واليوم وبعد 150 عاماً أهنىء الدكتور فضلو خوري على توليه رئاسة الجامعة واحتضان مؤتمرنا هذا، ونحن على ثقة بأن الجامعة التي تخطت الحرب الأهلية وما حصل فيها من دمار لبعض أبنيتها، الذي سرعان ما هب خريجوها المنتمون لجامعتهم بالتبرع السخي لإعادة بناء كولدج هول وإعادة تأهيل بنيتها التحتية وتجهيزاتها ومرافقها المختلفة، فعادت تتألق كأجمل جامعة بحرمها الأخضر على البحر المتوسط وجمال طبيعتها، فهي بحق جامعة ببنية تحتية وبيئة مستدامة.
 
وأخيراً، وليس آخراً، هناك زخمٌ من الأوراق المقدمة لهذا المؤتمر، الشكر والتقدير لمقدمي هذه الأوراق، والشكر والتقدير لهذا الحضور، متمنياً لمؤتمركم التوفيق في تحقيق أهدافه.
 
 
كلمة د. عدنان بدران، رئيس مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) خلال حفل افتتاح مؤتمر المنتدى السنوي التاسع: "التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير"
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.