بعد صراع مع سرطان النخاع الشوكي، الذي أصيب به قبل ثلاثة أعوام ولم يمهله طويلاً، رحل العالم المصري/ الأميركي الجنسية الدكتور أحمد حسن زويل في 2 آب (أغسطس) 2016 عن سبعين عاماً. وهو الحائز جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 وأول عربي يحصل على جائزة نوبل في مجال علمي.
ولد زويل عام 1946 في مدينة دمنهور، لكنه نشأ وتلقى تعليمه الأساسي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ. بعد إنهائه الثانوية العامة، التحق بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية حيث نال بكالوريوس علوم في الكيمياء بامتياز عام 1967، ثم نال الماجستير عن بحث في علم الضوء. سافر إلى الولايات المتحدة بمنحة دراسية، وحصل على درجة الدكتوراه في علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا. عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا - بركلي من 1974 إلى 1976، ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك)، إحدى من أكبر الجامعات العلمية في الولايات المتحدة، حيث تدرج في المناصب العلمية الدراسية إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء فيها، خلفاً للعالم لينوس باولينغ الذي نال جائزة نوبل مرتين: الأولى في الكيمياء والثانية في السلام العالمي.
انتخب بالإجماع عضواً في الأكاديمية الأميركية للعلوم. وفي 2009 اختاره البيت الأبيض ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما للعلوم والتكنولوجيا، الذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات. وقد نشر له أكثر من 350 بحثاً علمياً في كبريات المجالات العلمية العالمية المتخصصة.
نال زويل جائزة نوبل للكيمياء عام 1999 لأبحاثه في مجال "كيمياء الفيمتو"، واختراعه مجهراً يعمل باستخدام أشعة ليزر لتحليل الطيف له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض أثناء التفاعلات الكيميائية، وهو يعمل بسرعة الفيمتوثانية (Femtosecond) وهي الوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة وتساوي جزءاً من بليون جزء من الثانية. ونوهت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم، التي تمنح الجائزة، بأن أبحاثه الرائدة أدت إلى ميلاد "كيمياء الفيمتو" وأحدثت ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به.
نال زويل عشرات الجوائز الدولية، ومنح دكتوراه فخرية من جامعة أكسفورد في بريطانيا والجامعة الأميركية في القاهرة وجامعة الإسكندرية وغيرها. وأطلق عقب الثورة في مصر مبادرة لإنشاء جامعة على مستوى عالمي في مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) سمّاها "مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا".
وقد نعته رئاسة الجمهورية المصرية قائلة: "فقدت مصر اليوم ابناً باراً وعالماً نابغاً بذل جهوداً دؤوبة لرفع اسمها عالياً في مختلف المحافل العلمية الدولية. كان حريصاً على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجالي الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر الذين يتخذون منه قدوة علميةً عظيمة وقيمة إنسانية راقية". ووصفه العالم المصري فاروق الباز بقوله: "كان قليل التكبر كثير العمل. كان عالماً قديراً وشرَّفنا كثيراً، وستبقى ذكراه خالدة".
الدكتور كاظم المقدادي أكاديمي عراقي مقيم في السويد.
|